بوح اَمرأة ناضجة *
**** ُكنت اجَلس في إحَدى المقاعد منتظره قدوم القطار التالي جررت خلفي خيباتِ و آلام حملها قلبي معه أجرُ خلفي الخيبة و الخذلان حسرة قلبي على خذلانه لي في بداية حالتي ظننت ان صورته التي علقت في مخيلتي يستحيل أن يمحوها الزمن في لحظة خاطفة ستتضاءل تدريجياً إلى ان تندثر كسائر الأشياء التي نمرر عليها أبصارنا كل لحظة , و بعد أن امتدت لحظات توهجي و هيجان ذاكرتي بذكرياته الغائرة برأسي خمنت في ذاتي بأنني قد أضفت اهتماماً زائداً و مزيفاً على صورته التي باتت أمام ناظري وربما أضفت عليها رونقاً جعلاه يتلذذ بذاكرتي و يعبث بها. لكن الامر كان أكثر جدية مما خمنت بل ربما كان أكثر استدراجاً لنفسي الضعيفة ,أخذت أهش ابتسامته الساقطة في عيني دون أن ترتعد أو تجمد تسمرت صورته كتمثال أسطوري لا يفيق تابعت لحظاتي منذ بدايتها الأولى درستها بعمق و عقلانية أثناء جلوسي منظره مرور القطار التالي درستها هذه المرة بمنطق امرأة ناضجة قوية كما كان يقال عني , لم أخرج بنتيجة مرضيه , كنت متواطئة مع لحظاتي تلك و لم أفلح في آستدعاء عقلي و نضجي احتبس في ذهني رغائب خاصة لا اجرؤ على تهييج نفسي حولها ولا أقدر على قتلها و القضاء عليها , أدعها تمدد الأيام أمامي و أحياناً تلطف نفسي المحترقة و تدغدغها و تجهض تجميدي في وضع خاص يجب أن لا أبرحه أبداً قلت لنفسي بعد أن عزمت على الهروب حسناً سأقفل باب التفكير بذلك الشخص الذي مضى مبتعداً عني بدأت أمارس حياتي منذ رحيله متناسيه ذلك الهراء و تلك الفكرة المجنونة بالعودة بذاكراتي إلى عام منذ رحل لم استمر طويلاً في محاولات إطفاء قطع الشرر المتناثر في أرجائي فشلت حاصرتني لحظاتي , مسختني امرأة أقل نضجاً و أكثر عصبية , و مع كل توهماتي المتكاثفة لم أشأ البوح لأحد ربما خجلاً وربما تلافياً لخيبة الأمل و شماتة الأعين . صعدت القطار الذي سوف يأخذني إلى المنطقة التي أعيش بها كنت أجلس على المقعد أواصل لم شتات نفسي لم أكن أظن أن يوماً ما سأكون بهذا الضعف و الوله كان سقوطي من عرش نضجي سريعاً نعم لم أنضج بعد و إن بلغت هذه السن لست إلا امرأة تحمل في صدرها قلب مكتظ بأشواق و حكايات اختصرها ذهني و نضجي حيناً من الزمن و سقطت بخفة كحبة مطر عذبه,. بعد أن هجعت نفسي و تدلت بضعف لم أعهده حتى أيام الصبا حاولت مداواتها بقبول فكرة رحيله عني ألى امرأة آخرى اختزلت فكرة المناقشه و حسمت الأمر في داخلها و أعدت النتائج و أمرتني بقبولها صاغرة لم أرتبك حين رأيته يقف أمام باب منزل منكس الرأس تقدمت حدق بعيني طويلاً ليقول: ألا ترغبين في نسيان الماضي. ابتسمت لقوله فقلت: أنا بالفعل نسيت الماضي و الذي أنت جزءاً منه لكل منا حياته و أنا سأنساك و لن أدعك تعود إلي أو حتى إلى ذاكرتي فأنت لا تستحق حتى البقاء بين ذكرياتي الجميلة . قلتها لانتحى عنه و ادخل منزلي فغادر هو ولم يعد منذ يومها لكني مازلت المرأة التي لم تنضج بعد فمازلت أتوق إليه لكن لكل سيدة كبرياء يوضع تاجاً على رأسها فلا يجب أن يسقط لتدوسه أرجلهم. تمتَ..
aүaaoк♡
|