التصنيفات
قصص قصيرة

بسمة صغيرة .. قصة قصيرة

جلس "سعيد" على مقعد التصوير ، شعر بتوتر ظهره على ذلك المقعد المعدوم الظهر ، تصلب قليلاً ظهره ووسطه مع أوامر "عم فتحى" له بأن يميل يُمنة ويُسرة حتى يناسب وضع التصوير الأفضل ، وأمال رأسه جانباً كما فعل آخر مره ، ثم قال له "عم فتحى" : ضحكة جميلة ، عشان الصورة .
أغمض عينيه وفتحهما وكأنه يوافق بدلاً من أن يهز رأسه بالموافقة فتضيع جلسته المناسبة للتصوير …. ثم .. لا شىء.
هزَّ "عم فتحى" رأسه وهو يقول له : هيا يا بطل ، ضحكة صغيرة حتى تظهر أسنانك البيضاء ووجهك المنير ..
توترت جوانب وجه "سعيد" ثم خرجت من فمه زفرة متوترة وتنهيدة خافتة وكأنه يصارع ..
قال "عم فتحى" بفراغ صبر : هيا يا"سعيد" لأكمل العمل ، أتريد بعض المرح .. أنا عارف إن الحياة صعبة ، طيب بلاش ضحكة .. خليها إبتسامة عشان ناخدلك الصورة وننتهى ياابنى !!!
هزَّ "سعيد" رأسه وقد نسى أمر ثبات الجلسة ، مع إحمرار وجهه وبدء قطرات العرق تتساقط على جبينه .. ثم إرتعدت شفتاه ، حاول أن يبتسم بجانب شفته من ناحية اليسار فتحركت شفتيه وكأنه سيبكى فأعادها بسرعة إلى نفس الوضع ..!
وشهق بارتباك وهو يقول : معلش يا"عم فتحى" ، مش ضرورى المرة دى ابتسامة ، معلش .. عشان خاطرى ، أنا مش جاى أفرح ، أنا جاى أتصور بس .
ردَّ "عم فتحى" : إزاى ياابنى بس ، إبتسم .. إبتسم يا"سعيد" ، معقول مش عارف تبتسم .. إبتسم كده أهوه .. ووقف "عم فتحى" وهز رقبته كالفرس وارتعدت شفتاه !! مرة واثنتين واهتزت ثنايا وجنتيه .. معلنة فقدان أمر ما فى الحياة .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.