بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
••••
بوديكا هي ملكة بريطانية توفيت العام 60 م، قادت ثورة ضد الحكم الروماني في انكلترا. كان زوجها براسوتاغاس ملك إيسيني(حاليا نورفولك) تحت حماية الحكم الروماني. عند وفاته العام 60 م، قرر الرومان حكم الإقليم مباشرة لأنه لم يكن هناك وريث ذكر للعرش يخلفه، فألحقوا مملكته بدولتهم وصادروا أملاك زعماء القبيلة. وعندما رفضت “بوديكا” ذلك الأمر بشدة قيل أن ابنتيها تعرضتا للاغتصاب وهي للجلد والمعاملة الوحشية.
في العام 60 م وبينما كان الحاكم الاقليمي للولاية سوتونيوس باولينوس غائبا يقود حملته في شمالي الويلز ، قامت بوديكا بثورة في شرق إيسيني وانضمت اليها القبائل الأخرى لمساعدتها. وقد أحرق الثوار فيراليوم ولندن ومراكز رومانية أخرى وقتلوا 70000 من الرومان ومؤيديهم ومثّلوا بالفرقة الرومانية التاسعة بتقطيع جثث عناصرها. وعندما عاد الحاكم باولينوس من حملته التقى جيش الثوار وهزمت بوديكا في معركة يائسة حقّق فيها الروماني النصر واستعاد الولاية. وقد انتحرت بوديكا التي خسرت المعركة بتناول السم.
معظم ما نعرفه عنها وصلنا من اثنين من الكتاب الرومان، بوبليوس كورنيليوس تاسيتوس (AD 56-117) وكاسيوس ديو (AD 150-235).
بالنسبة لمجتمع أبوي كما كانت الإمبراطورية الرومانية ، كانت حقيقة أن امرأة نجحت في قتل الكثير من الرومان مزعجة على أقل تقدير.
يقول ديو: "نهبت مدينتان، ولقى ثمانون ألف من الرومان وحلفائهم حتفهم، وفقدت روما الجزيرة. وعلاوة على ذلك، فإن كل هذا الخراب أصاب الرومان على يد امرأة، الأمر الذي تسبب لهم في حد ذاته بعار كبير ".
وكتب الباحثة مارغريت جونسون من جامعة نيوكاسل في كتابها "بوديكا": "لقد أصبحت بوديكا رمزا في التاريخ الوطني البريطاني، وهي الآن ليست رمزا فقط للحرية البريطانية ولكن أيضا لقوة المرأة"،
في عام 1902، وبعد فترة غير طويلة من وفاة الملكة فيكتوريا، التي كانت العاهل التي حكمت أطول فترة في تاريخ بريطانيا، تم الكشف عن تمثال بوديكا بجوار جسر وستمنستر في لندن أمام مجلس العموم البريطاني في لندن مقابل ساعة "بيغ بن" الشهيرة. يظهر الملكة تقف في عربتها الحربية ، وتمسك بالرمح، على استعداد لتحدي جبروت روما.
••••
|في أمان الله|