الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده…………..وبعد…
هذه الرسالة من أخ محب إلى كل فرد في امتنا الجريحة
علنا نفيق ونستيقظ ونسعى بقوة إلى طريق السعادة والعزة والنصر والفوز لامتنا
فإن ألم الحديث عن جراح المسلمين لا يعدله سوى ألم الجراح نفسها….وما تقرأه أخي هنا ما هو إلا عاطفة وشعور ونفثة مصدور، حبرها دمع ودم، ووقودها قلق وهم، ومداها ألم وأمل !
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يكتب لنا أجر جهاد البنان، وأن يرزقنا شهادة في جهاد السِّنان..
الشاعر: علي بن حسن الحارثي
هتف المدى فأجابه وجداني ***** كتجاوب الأطيار في الأفنان
و سرت نسيمات الرضا رقراقة ***** مثل العبير على ربى ميسان
والشمس تؤذن للغروب كمقلة ***** محمرة في محجر الوسنان
وتناثرت نحو البعيد أشعة ***** تروي صدى بدر المساء الداني
وبقية من غيمة قد لوحت ***** بيد مموهة بغير بنان
كادت تسح الدمع من حر الأسى ***** وتجود للأرجاء بالهملان
والليل أقبل يستحث جنوده ***** ويجر ظلمته بنصف عنان
ومضى النهار مضرجاً بدمائه **** والأفق بين يديه أحمر قاني
وبدت نجوم في سماء محبة ***** زهر تروق العين باللمعان
وأنا أقلب ذكريات قد مضت ***** علّي أفوز بلحظة السلوان
أستمطر الأفكار أرعي مسمعاً ***** للمنصفين وليس في الإمكان
يا ومضة التي لمّا تزل ***** في مهجتي أملا وفيض أماني
لا ترحلي فقلوبنا موصولة ***** بالذكريات تتيه في الوجدان
أيام عز المسلمين ومجدهم ***** وفخارهم في سالف الأزمان
مذ جاءهم خير الأنام بملة ***** فيها الهدى و النور للإنسان
ومضى يحطم كل رجس يبتغى ***** ومضى يهد قواعد الطغيان
ثم اقتفى أصحابه من بعده ***** أثراً بغير تواكل وتوان
وتيمموا شرقاً وغرباً وانبروا ***** في عزة تزداد بالإيمان
وتحطمت أسطورة الفرس التي ***** نسجت ودالت دولة الرومان
ما قيصر يقوى على إيقافهم ***** كلا ولا كسرى أنوشروان
الله أكبر كم غدت راياتهم ***** خفاقة تعلوا بكل مكان
الله أكبر كم أقضوا مضجعاً ***** للكافرين وعابدي الأوثان
كم زلزلت باريس خوفاً من يدٍ ***** تسري فيهوى السقف بالجدران
وهناك نحو الصين ساق قتيبة ***** خيل الإباء تطير بالفرسان
كنا مساعير الحروب لعزة الإس ***** لام إذ يرتاع كل جبان
وتعجب التاريخ من وثباتنا ***** نشري الحياة برحمة وجنان
الله أكبر كيف تغدو في الوغى ***** روح الشهيد رخيصة الأثمان
أيام عز لا يطال عنانه ***** والمجد حيث يراوح القمران
ما أجمل الذكرى إذا هي حلقت ***** ثم ارتوت في راحة الأذهان
واليوم كم في خاطري من لوعة ***** كم أظرمت فيه من النيران
للحزن في قلبي مقاتل لم تزل ***** تدمى فيا جرحي ويا أحزاني
من حال أمتنا التي قد أخلدت ***** للأرض في ذل وفي إذعان
أسفي عليها تستدر عدوها ***** عطفاً وتبكي للخبيث الجاني
هانت على أعدائها وتجرعت ***** كأس المذلة من يد النشوان
يا بؤسها من أمة مسحوقة ***** ورجالها كالصم و العميان
ألقوا زمام عقولهم لعدوهم ***** وتجرعوا في ذاك كل هوان
يا أمتي ما كنت أحسب أنني ***** رغم الأسى سأبيح فيك لساني
قد كنت أرفق في الخطاب مؤملاً ***** أن تفهمي باللحظ دون بيان
أتؤملين العطف من يد مجرم ***** ما مدها بالخير والإحسان
أتؤملين العطف ممن أعملوا ***** فيك الرصاص وأنت في الأرسان
أوما ترين الصمت يجثم بيننا ***** شبحاً بلا شكل ولا ألوان
والمجرمون تقاطرت أرتالهم ***** فرعون يقدمهم مع هامان
هذي هي الشيشان أبلغ قصة ***** أسمعت يوماً قصة الشيشان
أسمعت بالألم المرير وبالأسى ***** وببالغ الآهات والأحزان
أسمعت بالأرواح تزهق دونما ***** ذنب جنته ودونما تبيان
أسمعت بالأيتام في جوف الدجا ***** يتضورون وقد مضى الأبوان
بين القذائف و القنابل واللظى ***** شعب يباد بآلة السكران
صور من الإجرام لم تر مثلها ***** في سالف أو حاضر عينان
صور من الحقد الدفين تناثرت ***** عبر المدى في العالم الحيران
وعصابة الإلحاد تمعن في الأذى ***** تمضي على تبريكة الرهبان
تمضي وعين الغرب ترقب سيرها ***** والغدر في إرماضة الأجفان
كم أجرم الغرب اللئيم بحقنا ***** كم قد تهاوت كفة الميزان
أقسمت أن الغرب لن يرضى لنا ***** إلا بأن نغدو بلا إيمان
أو أن نقول مقالة كفرية ***** تفضي بنا لعبادة الصلبان
ووقفت أستجدي الضياء بوارقاً ***** يحيي سناها في الفؤاد أمان
ألقي على الآفاق مني نظرة ***** ملهوفة تهذي بغير لسان
وبهرت حين بدت لعيني هالة ***** بين النجوم شديدة اللمعان
فيها من الأبطال أكرم ثلة ***** فيها البدور تهيم بالدوران
يا ثلة الأبطال يا أملا سرى ***** نوراً ليهتك ظلمة الأحزان
يا نهر إيمان تدفق ماؤه ***** عذباً ليروي غلة الصديان
جددتموا ذكر الجهاد وكاد أن ***** ينسى ويستعفى من الأذهان
وأذقتم الروس اللئام مواجعاً ***** ستظل تذكرها مدى الأزمان
عجبا لرشاش يقوم طائرا ***** ت البغي في الأجواء والعدوان
الله أكبر إن عزتنا هنا ***** ك وذلنا يجتاح كل مكان
هي قوة الإيمان حين تغلغلت ***** بين الشغاف وأطبقت بجنان
تحذيك نصرا لا يطال مكانه ***** كل العيون إلى مداه روان
ما النصر عندي أن نحوز من العدى ***** أرضا ونعلي راية الأوطان
النصر أن نهب النفوس لربها ***** ثمنا لنيل كرامة وجان
والنصر ألا نرتضي بمذلة ***** أو أن نداجي خشية السلطان
طال المسير وفي الحنايا ضجة ***** خرجت عن التعتيم والكتمان
أنا ما كتبت قصائدي مترنما ***** كلا ولم أحفل بوصف غوان
لكنني سطرتها بمشاعر ***** مكلومة مزجت بها أشجاني
ولأنني أبصرت خيل إبائنا ***** تكبو أمام جحافل الطغيان
سطرتها والأفق بحر من دم ***** متلاطم والموت في الشطآن
في خاطري أمل يلوح ومنية ***** في أن نعود لمنهج الرحمان
وهناك سوف نقول للظلم اتئد *****قد أدركت كتائب الإيمان
منقول