التصنيفات
لوحات فنية و خط عربي

الفنان اياد ناصر

تشكيلات حروفية.. مشروع تجريبي يوثق لأفق جديد في الخط العربي – عدد القراءات : 243

اعتمد الفنان اياد ناصر عبر خمسين عملاً قدمها ضمن معرض تشكيلات حروفية لفن الحروفيات و الخط العربي المقام حاليا في دار الثقافة باللاذقية أسلوباً حداثياً يبرز من خلاله جمالية الحرف العربي وانسيابية خطوطه بالاعتماد على ثنائية اللون والتشكيل لتغييب المعنى اللغوي المباشر وتعميق المفهوم الإبداعي للعمل الخطي.
ووظف ناصر في أعماله مجموعة واسعة من الخلفيات التجريدية ضمن فضاء يؤلفه انسجام لوني يثري المساحة البصرية أمام المتلقي كمحاولة للخروج من دائرة الكلاسيكية التي أحاطت بهذا الفن لعقود طويلة و ترسيخ أبعاد جديدة لها دون الابتعاد عن روح اللوحة الحروفية التي توحد مفردات العمل في ظل التشكيلات البصرية.
وقال الفنان ناصر لنشرة سانا الثقافية إن مشروعه هذا يأتي في إطار المزج الإبداعي بين فني الخط والتشكيل لخلق حالة جديدة من التواصل بين المتفرج والحرف العربي الذي يتسم بعمق فني ووجداني يستحق معه المزيد من التركيز و التجديد في آليات رسمه وتصويره.
وأضاف إنه استخدم في أعماله الخط القيرواني القديم باعتباره أحد أكثر الخطوط العربية مطواعية ومرونة رغم صعوبة حركاته وهو خط يتسم بالثبات والاستقرار ما يساعد الفنان على التحكم بأشكاله وخطوطه ولاسيما مع الخلفيات المشغولة بالخط الديواني المنحني التي أضفت على التشكيلات البصرية واللونية ما يشبه توليفة نباتية تتداخل فيها الأوراق والأغصان في أشكال تجريدية ثرية.
وبين ناصر أن الحضور الطاغي لأجهزة الحاسوب في الحياة المعاصرة والاعتماد الكبير على تقنيات الغرافيك التي تشهد تطوراً متسارعاً أسهم إلى حد بعيد في تغييب جمالية الحرف العربي وتكريسه كمفهوم مجرد ناء عن أي إحساس وبالتالي غاب الخطاط المبدع الذي يقف وراء الكثير من مظاهر هذا التطور والذي يتوجب عليه إعادة تجسيد الخط العربي كأحد أهم الفنون على مدى قرون من الزمن.
من جانبه أشار الدكتور عبد الحكيم الحسيني رئيس قسم التصميم المعماري بكلية الهندسة المعمارية بجامعة تشرين الى أن هذه التجربة تمثل امتدادا لبعض المحاولات التي انطلقت في ستينيات القرن الماضي على يد قلة من الفنانين العرب البارزين الذين سعوا آنذاك إلى دفع الحروفية في اتجاه تشكيلي تجريدي يتم فيه فصل الشكل عن المضمون.
وأضاف أن تلك التجارب سعت إلى اختيار أشكال تم فيها توظيف الحرف كبقعة لونية أو حركة أو ضربة فرشاة أو حالة زخرفية أو إيماءة غير مباشرة في محاولة للخروج عن الإطار اللغوي المقروء في اللوحة ورغم محاولات طمس الحروف في تلك الأشكال التجريدية المطلقة إلا أنها بقيت مقروءة.
وأوضح أن تجربة ناصر لم تخرج في مراحلها الأولى عن هذه الأسلوبية إلا أنها حققت لاحقاً تطوراً لافتاً على مستوى الحركة واللون فجاءت الأولى لتؤسس لديناميكية شبه زخرفية في تشكيل الخطوط التي عادة ما توازي الحالة النفسية للفنان كما استطاعت التركيبة اللونية بتدرجاتها العديدة أن تسم اللوحة بحيوية تغني هذا الفن الشرقي.
واختتم الدكتور الحسيني ان خصوصية هذا المعرض تتجلى أولا من خلال القدرة التي أظهرها الفنان على الحركة في المساحات الضيقة التي يفرضها فن الحروفيات و التي عادة ما تقيد حرية الفنان في التعبير وخلق آفاق جديدة إلى جانب الإصرار على التوجه نحو الإثراء التشكيلي في ظل الصعوبات التي تعترض هذا الأفق الفني.
يذكر أن الفنان إياد ناصر بدأ مسيرته الفنية قبل ما يزيد على اثنتي عشرة سنة شارك خلالها في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وله أعمال فنية مقتناة في كل من إسبانيا واليونان وبريطانيا وتركيا وفنزويلا وأمريكا والدنمارك والسعودية وسورية.
رنا رفعت

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.