التصنيفات
روايات طويلة

الفصل الثاني .. قليلا من الشاى ~ كثيرا من الكعك ‏ -رواية جميلة

الفصل الثانى
تأليف ادهم محمد

ان نفسى تريد النقاش ..تريد ان تداعب افكارى قليلا
هاااااااه يالها من ايام
واى ايام سوف نقف عندها ونتكلم عنها
لقد مررنا بتغيرات كثيرة .. ان الجعبة لمملؤة الان
نعم هاهى انها سيارة اجرة لنقترب منها …
جامعة القاهرة يااسطى
اه ياباشا اتفضل
من الذى اوقفك هل حقا لاتستطيع فتح باب السيارة والركوب بها
هل حقا لاتسيطع سماع صوتها منذ متى وانت لم تسمع صوتها .. ياااه انه لعمر
ايه ياباشا فى حاجة .. تعبان ولا حاجة
لاء لاء مافيش بس الاغنية خدتنى شوية
اهااا حلوة يابلدى دى اغنية جامدة دانا بشغلها عشرين مره فى اليوم ..
اركب اركب ياباشا هعيدهالك من تانى
فهمتنى غلط
بتقول حاجة ياباشا
لاء سلامتك
عارف ياباشا من ساعت الثورة وانا بشغل الاغنية دى اه امال ايه الواحد فعلا دلوقتى يحب بلده بجد
يعنى انت الاول ماكنتش بتحبها
مش القصد بس دلوقتى تحس انها بلدك
شوف ياسطى …
علاء ياباشا علاء
شوف ياسطى علاء
ربنا خلقنا بالفطرة نحب المكان اللى بنتولد فيه كل حاجة فيه لانه ببساطه
المكان ده هو جزء لا يتجزء منك فيه الاهل الاصدقاء الزوجة الاولاد
فيه الذكريات فيه انت نفسك
علشان كده تلقى اللى كانوا زمان عايشين فى الغابات وسط الاشجار
و الحيوانات المفترسة
لو جماعة تانية فى الغابة حاولت تاخد مكانهم تلاقيهم يدفعوا عن مكانهم لحد الموت رغم انهم بيدافعوا عن شوية اشجار مليانه حيونات بيوت معموله بأخشاب الاشجار او كهوف ومستعدين يموتوا علشان مكانهم ده
لان ببساطه كده ده وطنهم
كل الناس بتحب بلادها ياسطى علاء
اه اه طبعا ياباشا … دقيقة واحد ياباشا هشترى كرت شحن
اتفضل
كلمه حلوة وكلمتين حلوة يابلدى
يولاندا كريستينا جيجليوتي .. داليدا
ولكى اتذكر داليدا يجب ان ارجع قليلا ً لما قبل داليدا
فأننى لما اكن من محبى الغناء بدرجة تجعلنى من معجبين مطرب معين
فقد حضرت حفلات لام كلثوم وكذلك لعبد الحليم وحفلات لمطربين اخرين
ولكن كان الشىء الذى يملىء قلبى وعقلى هو السياسة والبلد والحرب واليهود
و كل شىء عن البلد وايضا جمال عبد الناصر رحمه الله عليه
ولكن تغير كل شىء .. كل شىء
تغير الفكر والفهم .. تغيرت النظرة الى الامور .. تغيرت النظرة الى الرئيس جمال عبد الناصر
لقد كانت كالاعصار الذى لا يبقى شىء .. يونيو 1967
ماحدث فى 67 كان شىء لا استطيع ان اصفه بل يجب عليك ان تتعايشه
لكى تتضح لك الصورة جيداً
كن كرجل واسرتة رجل يحكى لاسرته
ويقول نحن نستطيع نحن نقدر نحن الاقوى
يصف لهم فى حماس شديد ماهى الشجاعة ماهو العدل ماهى العزة
يصف ويحكى ويقول واسرته تستمع له فى انصات شديد وحب كبير
حتى شعرت ان عدوها لا شىء
فقد وصل بها اليقين انها قادرة على ازالته وليس هزيمته
حتى وصل بهم الى اعلى درجات الحقيقة التى لاتقبل الشك
وعند تلك الدرجة كان السقوط

فى ذلك السقوط كان كل شىء يهدم ويزال امام اعيننا
لقد كنا نتألم دون صراخ ويزداد الالم ولا نستطيع ان نصرخ طوال فترة السقوط
وعند الارتطام كان الصراخ يوم 9 يونيو يوم اعلان التنحى 1967
خرجنا جميعا لنصرخ ونبكى ونتألم
كان الرجل منا يمشى بجانب صاحبه يصرخ ويبكى كالطفل
كنا نريد حقا ان نصرخ ونبكى دون ان يسألنا احد او حتى انفسنا عن شىء
ما حدث لنا اننا اهلنا للاحتفال دون التأهيل للفوز .. كنا ننتظر الانتصار لم نستعد للقتال
فقد كانت جميع البلاد العربية تعلم ان الحرب قد اقتربت
كنا نحن كشعب يعلم جميعا اننا قد اقتربنا من الحرب نعم
فقبل شهر من الحرب اعلنا ليفي أشكول رئيس وزراء اسرائيل انها سيرد على العمليات الانتحارية الفلسطينية
وبل وهدد ان الجيش سيزحف نحو دمشق

وقبل ذلك بشهر او اثنين تم إعادة إقرار اتفاقية الدفاع المشتركة بين مصر وسوريا
ثم تم الصلح بين الملك حسين والرئيس جمال عبد الناصر واصبحت الاردن طرف ثالث فى اتفاقية الدفاع المشترك
وزدادت الامور غليانا عندما اعلنت اسرائيل التعبئة العامة
فكان بعدها مباشرة تم اعلان التعبئة العامة فى مصر و تم اغلاق مضيق تيران
ومنعت السفن الاسرائيلية من العبور
نعم كان نجلس فى بيوتنا ننتظر اعلان الحرب غير انا مصر اعلنت انها لن تكون البادئة
وكانت الحرب.. صباح 5 يونيو

واستطاعت اسرائيل ان تدمر بالكامل السلاح الجوى المصرى
استطعت ان تدمر ثلثى السلاح الجوى السورى
استطعت ايضا تدمير بعض من السلاح الجوى الاردنى
ثم ات الاجتياح و فى وقت الاجتياح كنا ننسحب
ونجحت اسرائيل فى احتلال ا الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان
غريب ماحدث
تحارب دولة ثلاثة دول وتنتصر عليهم فى 6 ايام
بل الاغرب ع ما اذكر ولست متأكد ان سيادة المشير القائد العام للجيش
فى اول ايام الحرب على متن طائرة لسيناء وهو لا يعرف بالحرب
ويعرف عندما يريد الهبوط فلم يجد مكانًا للهبوط بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات
تكذب الإذاعة و تقول أنه قد تم إسقاط 70 طائرة إسرائيلية في اليوم الأول من القتال!!!

اهااا لقد كنا فى حلم لا نصدق ماحدث لانفهم لانتكلم غير اننا ننظر الى وجوهنا
عندما تلتقى العيون نهرب سريعا عن تلك النظرة التى تشعرك بالانكسار
لقد شعرت بمرارة عندما تذكرت هذة الذكريات عندما ذهبت الى المنزل فى فجر 11 يونيو عندما
رجعت من المظاهرات الرافضة للتنحى
كان فى البيت زوجتى وابنائى غير اننى لما اتكلم معهم او حتى انظر اليهم ذهبت سريعا الى غرفة مكتبى وجلست
وبعد دقائق وفى هدوء قمت وتجولت فى غرفة مكتبى واخذت ابحث عن جميع الكتب التى فى مكتبتى
فوجدت الكثير والكثير من كتب السياسة بل كان اكثر المكتبة هى كتب سياسية
واخذت فى القاء الكتب من المكتبة على الارض
اقصد اخذت انتزع بالمعنى الصحيح هذة الكتب من عقلى والقى به فى الارض فى اذدراء شديد
نعم كنت اتنزعها من نفسى من عقلى .. لطالما امنت بهذا الكتب لطالما امنت بعقول اصحاب هذة الكتب

كارل ماركس . لينين . فريدرخ إنغلز
والكثير والكثير حتى اصبح فى منتصف الغرفة تل كبيركالأطلال
الاشتراكية العلمانية الشيوعية الرأسمالية .. اطلال من الافكار وكل واحد منها يقول انه هو الصحيح وغيرى خطأ
انه الاتباع
الاتباع ..لك ان تتبع اى احد وتظن انه هو الصحيح وتؤمن به
غير ان قد تجد فى النهاية امرين لا ثالث لهم
ان مااتبعت وامنت به صحيح او غير صحيح

وقد وجدت ان مااتبعته وامنت به غير صحيح الاشتراكية الشيوعية
وكثيرا من الافكار والنظريات قد سقطت من عقلى
ان الله عندما يرسل الرسل والانبياء
يجعلهم يقولون لإقوامهم انهم لا يتبعون الا مايوحى اليهم
نعم انه لامر ثقيل ان تتبعك الناس فقد زال الله هذا الثقل عن انبيائه ورسله
الذين هم اكمل الخلق
وجلعهم يتبعون مايوحى اليهم والناس تتبعهم

لقد كان بعد ذلك حرب الاستنزاف التى فعل فيها الجيش مايشبه المعجزات واثبت انه الافضل والاقوى ..
ولكن الناس كانت قد فقدت الثقة ..!
اما انا فقد تركت مصر ..
وقبل تركى لمصر ذهبت الى اعمامى كى أخذ بعض المال
او كل مالى الذى تركه لى ابى
اعمامى … ما اجمل ان يكون لك عم كأبيك يشعرك دائما انك ابنه بل واكثر من ابنه
لقد حدث لى موقف مع اعمامى دائما ما اذكره واضحك على نفسى
كنت اعمل فى القاهرة بعد تخرجي من كلية الطب واصبح لى عيادة وسمعة طيبة
وزبائن كثر ذلك فى اواخر الخمسينات
لقد كنت مؤمن بالشيوعية واراها انها هى حقا الخلاص للشعوب
والشيوعية تقول لا للآرث … نعم فقد رفضت أخذ ميراثى الذى تركه لى ابى وتركته لاعمامى
عندما مات أبى كنت لا اريد اخذ الميراث واقول لأعمامى دائما اننى لا اريده
فيفهمون من كلامى اننى لست بحاجة الى المال الان ولكن فيما بعد سوف احتاج الى ميراثى
وفى يوم جاءوا لى اعمامى وهما ثلاثة وذلك بعد موت ابى بأكثر عام
فقد كنت اتهرب منهم لاننى لا اريد ان أخذ الميراث
لانها فى تلك الفترة كانت بالنسبة لى انها ليست حقا لي بل للشعب !!
لم يكن ابى ترك الكثير ولكن اعمامى كانوا يرون انه يجب أخذ ميراثى

فأتوا لى وتكلمو معى على الميراث
فقولت لهم اننى لا اريد
فقالوا فى لكنه فلاحيه جميل
يا دكتور احنا مش فاهمين انت يعنى مش محتاج الفلوس دلوقتي
احنا بنزرع ونقلع فيها وبنعنلك خيرها لحين ما تحتاجه … كويس كده
فقولت لهم لا اننى لا اريده ابد
فغضبوا منى وقال لي عمى الكبير فى شىء من الاستعجاب
هى فلوس ابوك حرام يادكتور؟!
فقولت لهم فى ارتباك لأ لأ ازاى
بس ياعمى الموضوع بالنسبالى مش زى مأنتم فاهمين هو..
وفجأة ترأ فى خاطرى ان احاول ان اجعلهم يؤمنوا بما اؤمن به
من أفكار ماركس وإنجلز … دائما نفعل ذلك ونحبه ونستمتع به
ان تجعل الناس تؤمن بما تؤمن انت به
ان تمجد افكارك وطريقتك ولكن هل نفعل ذلك لاجل خوفنا على الناس كى يؤمنوا بما نؤمن به لاننا نراه صحيحاً
اما لنثبت لانفسنا ان ما نقوله صحيح والدليل هؤلاء الناس الذين يؤمنوا بما نؤمن به … هكذا هى

ولم الخوف ان لا يؤمنوا بما اؤمن به الا استطيع فعل ذلك؟!
الست انا بين اصدقائى صاحب الرأى والحجة القوية … الم اكن قائدهم فى مظاهرت السبت الاسود يناير 1952عندما خرجنا من جامعة القاهرة فى غضبا شديد
الست انا دائما عندما اجادل احد اجعله بين امرين
ام ان يقتنع برايي وام ان ينهزم رأيه امام رأيي
الست انا المحنك ساسيا الذى قابلت وتكلمت مع كثير من الشخصيات العامه والادباء والمفكرين والسياسيين
الست انا الذى قرأ الكثير من الكتب فى جميع العلوم
الفلسفة السياسة الادب الطب الانسان تقريبا كل شىء
بل وصل بى الامر اننى اصبحت
بين اصحابى ملهم لافكارهم ينظرون لى وكاننى قائد لهم
وارى فى عيونهم نظرة تقول سوف يأتى يوم على هذا الرجل ويصبح رجل عظيم

فقد قولت لأعمامى على ما أذكر
لو بصينا كويس فى التاريخ هنلاقى ان
التاريخ هو عبارة عن صراع بين طبقات المجتمع
وده من زمان يعنى لو بصينا فى المجتمع هنلاقى انى هناك طبقة صغيرة متحكمة
وهى اللى بتشرف على عملية الإنتاج والعطاء بينما السواد الأعظم من المجتمع
بيسهم إسهام قليل في العجلة الاقتصادية

اذا هناك فارق بين الطبقات
ثم اخذتنى الجلاجة ونسيت نفسى واكملت قائلاً
نظرية كارل ماركس، بتأكد ان العالم الرأسمالي سيتحوّل إلى عالم اشتراكي ثم الى الشيوعية،
ياجماعة ارجوكم افهم الشيوعية دى عبارة عن طوق نجاة للبشر
ايوه انك تفهم التاريخ ماشى ازاى وايه اللى حصل واللى هيحصل كمان
لما تقدر تكون منظومة افكار اجتماعية وسياسية واقتصادية تقدر بالمنظومة دى
انك تأسس مجتمع ثوري اشتراكي خالٍ من الطبقات مبني على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج
ماركس بيقول ان النظام الرأسمالي يحمل في داخله مكونات تدميره.
وطول ما فيه نظام رأس مالى اذا هيظل الصراع قائم بين الطبقات
وفجأة قال عمى لى فى غضب
مين ياواد يأحمد مركس ده وهو اللى معلمك الكلام ده ؟
طب وايمانات المسلمين لو صاحبت مركس ده تانى
لا تكون ابن اخويا ولا اعرفك

هكذا قالها عمى بعفوية شديد ممزوجة بالخوف على ابن اخيه الواحيد
وقد اخذت وقت كى اقنعه اننى لست على معرفة شخصية بهذا الرجل
الذى يدعى ماركس
وانما هو مؤلف وفليسوف ومفكر استلهم منه العالم الكثير من نظرياته …
دائما ما اضحك من هذا الموقف
هزيمتى الاولى التى لم استطيع فيها اقناع احد برايى
اكثر ما يضحكنى هو نفسى كيف ظننت ولو للحظة ان اقول لأعمامى هذا الكلام
نعم فاللناس عقول تختلف فيما بينها
كلن يفهم حسب نشأته وتقاليده وعلمه
فقد قرأت مرة لاحد صحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة

الشيوعية كم اخذت منى وكم تعبت من اجلها كم مرة حاولت
ان اقنع كثير من الاشخاص بنظرياتها بفهمها بتباعها بالايمان بها … ولم كل ذلك فقط لاننى كنت مؤمن بها
انه الايمان … الايمان ايها الساده الذى يجعل رجل فى اقل من 25 عاما
يقتل أكثر من خمسين مليون إنسان كما فعل استالين!
فقط لانه يؤمن انه صحيح وغير ذلك هو خطأ وخطر ايضا
استالين الذى كان من اكبر واهم رجال الشيوعية التى عرفها التاريخ … استالين كيف تذكرت هذا الرجل هااااا اه
هل يوجد حقا رجل كستالين ..اذكر مما قرأته عن استالين انه فى ليلة من ليالي ديسمبر 1938 قام بالتوقيع على قائمة بإعدام ثلاثين ألف رجل
ثم قام بمشاهدة فيلم "الرجال السعداء".
ولم العجب اليس هو نفسه كان يردد دائماً "موت رجل حادث مأسوي.. موت الملايين مسألة احصائية"
انه رجل ومثله رجل كماو تسي تونغ وشبيهم رجل كهتلر
والكثير منهم تجدهم فى صفحات التاريخ
كتبت سيرتهم فى صفحاته بدماء الناس
هااااه هااه اه اه

ولكنى قبل السفر قررت ان اذهب الى اعمامى لكى أخذ ميراثى لم اكن اريد المال
ولكنى كنت اريد ان اثبت لنفسى اننى حقا قلعت ثوب السياسة
وافكارها و كل شىء
وفعلا اخذت المال وتركت بعضه لزوجتى وقولت لها ان اريد السفر
لقد كانت زوجتى من اوفى الناس لى نعم وافقت
بل وقالت اذهب وسوف ننتظرك تقول ذلك
وعيناها غاريقتان فى الدموع
رحمة الله عليها …

لقد سافرت … نعم سافرت .. سافرت الى فرنسا
لماذا اخترت السفر لفرنسا؟
فقط لاننى كنت اريد ان اسافر
كان السفر بالنسبة لى هو مجرد بعض ايام وان كثر فسوف يكون شهر
احاول فتلك الايام ان انسى فقط …
لقد كانت الهزيمة للشعب المصرى مرارة لا نستطيع لفظها ولا نستطيع بلعها
ما اصعب هذا
ايها الساده لم اختار فرنسا على علما او حبا او فهما او اى شىء
فقط لاننى كنت اريد ان اسافر
ما اعرفه فى فرنسا هو زميل دراسة وصديق اسمه على

لقد سافرت الى فرنسا فى 1968 وبالتحديد مايو !
صدفة هى ان يكون سفرى قبل مظاهرات طلاب فرنسا
التى هزت المجتمع الفرنسي ككل بيوم او يومين
ان كانت صدفه… فى الغريب ان الذى جعلنى اسافر هى مظاهرات طلاب فبراير فى مصر 1968
لقد كانت مظاهرات فبراير هى القشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة لى
لقد قولت لكم مسبقا اننى اعلم فى السياسة الكثير وافهم الكثير
غير اننى بعد النكسة شعرت اننى لا افهم شىء
ما كنت اتوقعه لم يحدث ما كنت اقول لم يكون

كرهت السياسة كرهت النظريات الايدولوجيات
الاحزاب الافكار والاخذ بها كرهت كل شىء
فكنت بعد النكسة ليس على عادتى المعتادة
اصبحت طبيب فقط امارس عملى فى صمت

حتى كانت محاكمة قادة طيران الجيش المصرى … قضية النكسة
تلك القضية التى كانت المتهمون فيها هما قادة السلاح الجوى المصرى
الذى دمرته اسرائيل بالكامل فى ثلاثة ساعات ونصف
كانت التهم هى عما حدث يوم 5 يونيو بكل ما فيه
كان المتهمون هم محمد صدقى محمود وجمال عفيفى و عبد الحميد الدغيدى و إسماعيل لبيب،
هؤلاء هما قادة السلاح الجوى المصرى
ظلت الناس تتابع المحاكمة فى ترقب شديد
وكأن هؤلاء هم السبب الاول والاخير فى الهزيمة
بالطبع هم سبب ولكنهم ليسوا السبب الوحيد
و كان الحكم بالسجن 15 سنه لمحمد صدقى محمود 0 سنوات ل
إسماعيل لبيب
وبرائة كل من جمال عفيفى و عبد الحميد الدغيدى
ونشرت الاحكام فى الصحف كانت الناس تقرأ الاحكام الصادرة
كان من من يقرأ ويسكت ومن يقرأ ويتلكم ويتناقش
ومنا من لم يعجبه الحكم ومنا من قال هذا هو العدل
ولكن كان كل ذلك فى صمت شديد فى تهامس دون ضجيج يذكر

ولكن يحدث غير المتوقع
فأذا بالذين يتكلموا بصوت عالى ومسموع ولا يخافون احد
هما اناس بسطاء اناس قد يكون فيهم الجاهل وفيهم الفقير وفيهم الضعيف
ورغم كل ذلك
تكلموا ورفضوا تلك الاحكام وقالوا انها ليست عادلة
لقد كانوا عمال مصانع حلوان الذين خرجوا فى مظاهرات تندد بهذة الاحكام
بهذة المهزلة
وظل يجابون حلوان غاضبين رافضين لتلك الاحكام
الهزيله المريضة ثم وصلوا الى قسم حلوان
فاطلقت الشرطة النار عليهم
واصيب منهم الكثير وعلى ما اعتقد منهم من مات
وفى اليوم التالى كانت الاخبار انتشرت ووصلت الى جامعة القاهرة وغيرها
فخرج الطلاب فى مظاهرات غاضبة تندد بضرب وقمع مظاهرات عمال حلوان وايضا رافضه لتلك الاحكام الهزيلة
وتصدت لها الشرطة وقالت انها ستستخدم قانون الطوارىء
وبالفعل تم اعتقال الكثير من الطلاب
ولكن ازدادت المظاهرات فى كثير من الكليات
وخرجت الى الشوارع فى غضب شديد

حتى وصلت الى مجلس الامة
وكان رئيس المجلس ايامها هو انور الساادات الذى تكلم مع الطلاب
ووعدهم بتنفيذ مطالبهم
ولكن فى نفس الليلة تم اعتقال الكثير من هؤلاء الطلاب
الذين أخذوا الوعد بتنفيذ مطالبهم من انور السادات!
لم تكن تلك المظاهرات الا حالة غضب ليس فقط من الاحكام
ولكن من الوضع ككل
نعم فقد زادت المظاهرات وخرج اصحابى (الشله) فى التظاهرات
عبد الحميد واحمد شكرى وعاطف وسيد منصور وغيرهم
جميع الشله خرجت دون قائدهم
ذالك القائد الفاشل الذى دائما ماكان يقول لهم
ان انتصارنا على اسرائيل لا يتطلب فقط الا اعلان الحرب عليها !

اذكر جيداً عندما جاء لى عاطف وهو فى حالة من السرور
وكانه قد صغر 15 عام واصبح كما كان طالب مشاغب سياسيا
كان يحكى لى ويتكلم فى شىء من الاعجاب بالنفس ويقول
نزلنا المظاهرات وقولنا ومخفناش ياريتك كنت معانا وانت تشوف المتظاهرين كانوا عاملين ازاى
كانوا فى حالة من الغضب حالة من الاستياء
من السبب فى هزيمتنا قادة الطيران ولا قادة الجيش ككل
ولا رئيس الدولة نفسه
كنا بنهتف من غير خوف امام الظلم امام الاعتقالات امام زوار الليل
بيقنا كلنا وبالأخص الطلاب فى حالة من الغضب الشديد
واستطردت وقال فى انفعال واضح
وصل بنا الامر اننا هتفنا ضد النظام نفسه
عاملين أسود علينا‏..‏ واليهود في سينا‏
‏ لا صدقي ولا الغول‏..‏ عبدالناصر هو المسئول‏ ,
أيدناك يوم 9 0 واليوم ننحيك بالعشرة
كنت اسمع عاطف ونفسى لا تطيق سماعه ولا اعلم لماذا
هل هى غيرة ام مرارة هزيمة رأيك الذى كنت تدافع عنه ام فقط لاننى اصبحت كعاجز لا يستطيع ان يبدى رأيه فقط لان رأيه قد خاب مرة !

ظلت تلك المظاهرات ولم تمر ايام قليلة عليها حتى
جاء قرار عبد الناصر بأعادة محاكمة قادة الطيران
وخرجت الصحف بالخط العريض تقول إعادة محاكمة قادة الطيران
وبعدها بأيام قام جمال عبد الناصر بأعادة تشكيل الوزارة التى كانت ولاول مرة تضم عدد كبير من الوزراء المدنيين
ثم جاء خطابه فى 30 مارس 1968 ايجابياً
لقد كانت بحق انتفاضة يجب على الجميع ان يستمع لها ويحقق مطالبها

جمال عبد الناصر رحمه الله عليه
لك ان تحب احد ولك ان تدعمه لك ان تدافع عنه
ولكن ما ليس لك هو ان تقول ان كل ما يفعله صحيح فهذا ليس بحق … هذا باطل

قد تأتى عليك فترات تدافع عن شخص عن حزب عن تيار عن فكر
ولكن يجب ان تعلم انه قد يخطىء
قد يكون بعضه صحيح بل قد يصل الامر ان يكون كله ليس بصحيح
ولكن الصعب هو انك ترى ذلك او تشعر به … كيف ذلك ؟
هل تستطيع الحكم على شخص او حزب او فكر انت تتبعه وتؤمن بما يقول
عند ذلك تكون شهادتك مجروحة … كالقاضى الذى يستشعر الحرج
هل تستطيع ان تكون كحكم دولي يحكم فى مبارة كرة قدم يأتى من بلاد بعيدة
ليحكم بين فريقين فهو لا يرى غير ان هذان فريقين يكسب منهم من يستحق فقط لا غير
على ما اذكر فى مرة من المرات انني كنت هبدأ فى نقاش مع احد المفكرين وكان يعلم عنى قوة حجتى فقال لى
كلمة اثرت فيه كثير قال
شوف يادكتور علشان نتناقش لازم ناخد بالقاعدة دى
فقولت له
وماهى ؟
فقال
ان ما تقوله لجيد ولكن ليس كله بصحيح
فبتسمت وقولت له
لقد هزمتنى من قبل ان تناقشنى

هل يوجد مثل هذا نعم يوجد
فقد يكون الخمر معتق جيدا وذو جودة عالية وتم تصنيعه من افضل انواع العنب الاحمر
ولكن يبقى شرابه ليس بصحيح
فهناك اشياء كثيرة تراها جيدة وجميلة وتعجبك ولكنها غير صحيحة
الم يقول الله لنبيه فى كتابه الكريم
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ

فكثير قد تجد من الناس ما يعجبك قوله
ولكن تتسأل عقولنا فى همس نكاد لا نسمعه
هل هذا هو الحق هو الطريقة الصحيح هل ما افعله صحيح هل ما اقتنع به واؤمن به صحيح وتبقى تتسأل فى همس خافت حتى يأتى يوم عليها وتعلم الحقيقة ولكن المشكلة قد يأتى اليوم بعد فوات الاوان

هكذا كان السبب فى سفرى الى فرنسا اننى شعرت اننى اصبحت انسان سلبى جدا من ناحية الحياة الذى جزء منها السياسة وجزء كبير بالنسبة لى
فعندما حدثت انتفاضه فبراير ولم اتكلم فيها ولم اشارك فيها وجدت نفسى اننى ليس لى مكان

اردت الهروب تخبطط نفسى فى داخلها اصبحت لا اعلم
من صحيح ومن خطأ .. كرهت كل شىء محيط بى
اردت التغيير.. اردت السفر فحسب

كنت اريد التغيير دون امل ان اجده فأذا بى اجده فى اول ايام لى فى فرنسا
كان التغيير لكل من يعيش فى فرنسا
كانت كعاصفة غيرت كل شىء
لك ان تقول اضربات مظاهرات انتفاضة ثورة تغيير
لك ان تقول اى شى
ولكنك فى النهايه تجد ان مايو فرنسا شىء مازال يذكره التاريخ فى شىء من الذهول

لقد وصلت الى فرنسا اول مايو وبعد يوم واحد لى فى فرنسا امر شارل ديغول رئيس فرنسا بإغلاق السربون اهم جامعات فرنسا واوروبا بسبب التظاهرات
فأذا بهذا القرار يحول فرنسا الوديعة الجميلة الى فرنسا الغاضبة الشرسة الرافضه
قطعت اشجار فرنسا فى الشوارع انقلبت السيارات ع جوانبها واصبحت متاريس فى الشوارع كانت المظاهرات فى جميع شورارع باريس بل فى فرنسا كلها
لا تعطني حريتي سأتولى الأمر بنفسي
هكذا كانوا يقولونها طلاب باريس
يطلبون الحرية فى باريس مدنية النور؟!

الطلاب العمال السياسين المثقفون والادباء الجميع نزل فى احداث مايو
لقد كانت ثورة
ابتدت من الطلاب حتى وصلت الى جميع فئات الشعب
خاصة العمال الذين كانوا تحت ضغط شديد وظلم ..ضرائب.. اجور متدانية
استغلال … لقد كان العمال فى فرنسا يأخذون اقل الاجور فى اوروبا
اما الطلاب فكانوا فى فى حالة حنق شديد من كثرة القيود عليهم
على ما كنت اعلم انه كان ممنوع الاختلاط بين الطلاب فى السكن الجامعى وتم تحدبد عدد طلاب الجامعات
البنات المحترمات لا يتأخرون عن الثامنة مساءاً هكذا قالت تانت ايفون " مدام ديجول"
مجتمع تلقيدى لا يتطور
وغير ذلك كثير
فى بلد كفرنسا المليئه بالمفكرين كأمثال جان بول سارترو ميشيل فوكو وكلود ليفي وغيرهم فأنا ذلك غير مقبول

كان الطلاب يريدون التحرر فى كل شى التعليم الاقتصاد
الاعراف التقاليد حتى الجنس
الم يكن شاعرهم فى التظاهرات "منع الممنوع"
عندما كنت تنزل الشارع الفرنسى ايام مايو
كنت لا تصدق ما تراه الطلاب يكسرون كل شىء ويتقاتلون مع البوليس
اصبح الشارع الفرنسى فى حالة غليان
لقد ظن النظام الفرنسى ان هؤلاء الطلاب لن يستطيعوا ان يفعلو شىء
غير ان كانت الصدمه فى طلاب كان يقاتلون بكل شىء اخشاب سلاسل سلاح ابيض
لقد خرج الامر عن سيطرت البوليس بل خرج الامر عن يد شارل ديغول نفسه
كنت عندما تنزل وتره بعينك لا تصدق هل هذا حقا الشانزلزيه اجمل شوارع العالم الذى تحول الى ساحات قتال وكر وفر وتظاهرات ومثله شارع السان جيرمان والحى اللاتينى
وهل كان فى استطاعت البوليس دخول الحى اللاتينى !

اصبح الطلاب فى قوة هم انفسهم لا يشعرون بها كانوا كالطوفان الذى لا يقف فى وجه احد
طلاب طالبات هيبز خنافس ماركسيين يساريين شيوعيين متحررين مثقفين فقراء خليط من كل فئات الشباب
لقد علا كعب المظاهرات حتى اصبح فى يد المتظاهرين ان يفعلو ويختاروا اى شى حتى ولو كان اسقاط نظام شارل ديغول القوى
ولم العجب الم يهرب ديغول نفسه الى المانيا عند قائد الجيش لمدة يومين ليتاكد ويطمئن ان الجيش معه
فافى الثورات من ينحاز له الجيش .. دائما ما ينحاز له النصر … اظنه انه كان لا يصدق ما يحدث فى فرنسا … لعله شعر انه سوف يحاكم ويحاسب كالويس الرابع عشر وتقطع رقبته
لا اعلم بما كان يشعر ديغول غير انه وبل شك كان فى صدمه

لقد وصل الامر اكثر من ذلك
فقد احتلو الطلاب في 10 مايو الحى اللاتينى الذى به جامعة السربون
و تكاتف عمال فرنسا سواء الفرنسيين وغير الفرنسيين واصبح قوة لا يستهان بها
ويشهد على ذلك اضراب اكثر من 9 مليون عامل جعل فرنسا فى حالة شلل

كانت فرنسا ليست فرنسا التى نسمع عنها كان يوجد الملايين فى شوارع فرنسا من الطلاب والعمال والممثقفون والادباء والبسطاء ايضا
وايضا كان جان بول سارتر فى المظاهرات وكان ضد النظام ويدعوى الى مناهضته بل وقام بتوزيع المنشورات التى تندد بسياسة شارل ديغول
فعتقلته الشرطة اثنا المظاهرات غير ان ديغول امر فورا بطلاق صراحه قائلاً كلمة الشهيرة " لا أحد يتسطيع ان يسجن فولتير! اتركوه حرا "

ديغول ذلك الرجل الذى شهد الحرب العالمية الاولى وقاد جبه تحرير فرنسا اثناء احتلال المانيا لها ذاك الرجل الذى ماازل الكثير من الشعب الفرنسى يكنون له الحب والاحترام فقد كان احد اسباب قيام ثورة مايو … ألم يكن يستخدم القمع ويضغط ع الشعب الفرنسى ويضيق عليهم وعلى المفكرين والادباء فقط لانه شارل ديغول
الم يكن رغم كفاحه من اجل تحرير فرنسا وندائه الشهير ""أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره""
كان يريد ويؤيد استعمار الجزائر على انها ارض فرنسية وحق لهم
ويشهد على ذلك مشروع قسنطينة والجزائر جزائرية
الذي سعى فيهم لتفكيك جبه التحرير الوطنى الجزائرية واقصائها من على الساحة
مما اغضب كثير من الشعب الفرنسى الذى كان يرى من حق الجزائر الحريه
قد تقول وتنادى بشياء وتجعل الكثير يؤمن بها ويتبعون طريقتك
ولكن فى النهاية يجدون انك تقول ما لا تفعل

وبعد ذلك كله وفى عز غضب الشارع الفرنسى يخرج رئيس وزراء فرنسا ويعلن انها يتحمل كل ما حدث فى فرنسا
يرجع ديغول ويلقى خطاب للامه ويدعوى الى انهاء الاضراب واقامة انتخابات برلمانية فتهدأ فرنسا
ذلك لان ديغول مازل الكثير يحبه ويثق به
ثم تنصاع الحكومة فتجعل الحريات للجميع وترفع اجور العمال
ويتغير المجتمع الفرسى كله وتصبح الحريات فى كل شىء وتصبح فرنسا كما ترونها الان
ايها الساده الى الان يتكلم ويتذكر الشعب الفرنسى احداث مايو
بل تأثيرها مازال الى الان موجود فى فرنسا

تغيرت فرنسا وتغيرت واصبحت من الذين يتسمتعون بالحريات … الحرية فى كل الشىء
الحرية التى اذتنى كثيرا
فقط لانها كانت بلا حدود
لقد جعل الله متعة الاكل حدودها الشبع
ومتعة الشراب حدودها الارتواء وفى الحالتين كي تستمتع يجب عليك اما ان تكون جائع او عطشان
وكقيس على ذلك الكثير ومن هذا الكثير الحرية
ليس هناك شىء بل حدود فالحدود هى ذروة الشىء ومتعته والشعور بالوصول الامر الذى يجعلك تشعر بالراحة …
كانت حرية بل حدود تفعل ما تشاء واصبح كل شىء مباح
اهاااااه ….
الحمد لله على نعمه الاسلام الذى جعل لكل شىء حدود وضعها الخالق الذى يعلم كل شىء

لقد انغمسنا فى المتع والشهوات واخذتنا الدنيا وهى فى اجمل زينتها … أوروبا
ان تأكل بيتزا مارجريتا فى نابولى وتشرب النبيذ فى جنوب فرنسا او الشامبنيا فى شمال فرنسا
ان تنتظرك حبيبتك وهى متعطره باشانيل 5
لتاخذها لتناول العشاء فى مطعم السفراء او القطار الازرق Le Train Bleu
القطار الازرق ذالك لمطعم الذى عندما دخلته اول مرة كنت كالذى على رأسه الطير
شىء فى قمة من الجمال تخيل انك تأكل الطعام داخل عربة قطار ولكنك تشعرفيها بأنك فى قصر من قصور ملوك فرنسا اللوحات والروسمات على الجدران والسقف كأنك فى تحفة معماريه
انها حياة الترف والبذخ
ان تعتاد التسوق فى حى روديو درايف بكاليفورنيا
ان تعتاد ان تكون ملابسك من اشهر المحلات كلويس فويتون
ان تجوب اوروبا وستمتع بكل ما تقدر ان تستمتع به
كما مشيت فى الشانزلزيه كما ضحكت وصرخت وبكيت وعشقت فيه
لقد اخذتنى فرنسا اخذتنى الشهوات والملذات وانغمست فيها مؤمنا ان هذا هو الصحيح هكذا تكون الحياة
ان تعمل وتأكل وتشرب وتتمتع بكل الطرق فلا يستطيع احد ان يلومك مادمت انسان ناجح فى عملك
كنت اصرف جميع اموالى التى كنت اكسبها فى حياة الترف نعم فقد اشتغلت مع صديقى على فى التجارة
واصبحنا نكسب الكثير
ايها الساده لقد عشت حياة الترف فى اقصى درجاتها
نسيت السياسية واتبعت شىء اخر كان اسمه الحياة دون حدود دون قيود دون ازعاج
واصبحت مصر ازورها كالضيف وارى زوجتى وابنائى مرة فى السنة
وقبل رجوعى اقول لهم
المرة دى هى الاخيرة بعد كده هيكون كل شغلى فى مصر وابتسم بوجه كله برود وكذب

هكذا تغيرت.. تغيرت مع تغير المجتمع الفرنسى بعد احداث مايو
واصبحت مثل شبابها اريد الحريه فى كل شىء رغم اننى كنت قد تجاوزت الاربعين من عمرى
هل يتغير الانسان … نعم يتغير بل ويصبح انسان اخر
يتغير فكره طريقته اسلوبه مبادئه تتغير حياته
ومما تغير فيه حبى للغناء والموسيقى فقد قولت لكم من قبل اننى ليس من عشاق الغناء
ولكن فى اوروبا اصبحت اعشق الموسيقى …تغير حالى

داليدا كما حضرت له من حفلات كما اخذت معها صوراً تذكارية بل وصل الامر بى اننى لا اسمع الا هى واحفظ الكثير من اغنيها
لم يكن لى هدف او طريق اتبعه وكأننى جئت هذه الحياة من اجل ان اعيش فقط
ما كنت اتبعه اؤمن به هو السياسة الافكار النظريات الاحزاب الحرب ولكن كل هذا قد قلعته
بالمعنى الصحيح نزعته فى سخطاً شديد فقد وجدت ما اؤمن به هو كذب وما اقوله ليس بصحيح واشخاص اتبعتها فوجدتها فى النهايه ماهى الا انسان يصيب ويخطى فى حين كنت اظن انهم لا يخطأون!

واصبحت فى دائرة اخرى وفى مركب اخر من مراكب الحياة
هل يأتى ع الانسان وقت يجد فيه ان ما فعله من نجاح وتحقيق اهدافه وما وصل اليه من مكانة تحسده الناس عليها هو ليس ما كانه يريده
هل تسعى على هدف وتريد تحقيقه وتضحى بالكثير من اجله وعند الوصول لهذا الهدف تشعر وتجد فى شىء من الذهول والندم والحزن بأن هذا ليس ماتريد
الم يكن سيدنا آدم يريد ان يأكل من الشجرة ذلك لان الشيطان وسوس له ان هذا هو الخلود
حتى اصبح هذا ما يريد
حتى ولو كان الله نهاه عن هذا وعند الحصول عليها كان الندم
قد يزين الشيطان او النفس اشياء اهداف افكار اشخاص تحاول الوصول اليها او تحقيقها او اتبعها ولكنك تجدها تؤدى بك فى النهايه الى الهاويه

داليدا … ماجعلها تتعب فى حياتها انها لم تحصل على ماتريد او انها لم تعرف ماذا تريد
نعم فقد عصرت داليدا ورأيتها
وقرات عنها الكثير فى حياتها وبعد وفاتها
واغرب ما عرفته عنها قصه حياتها
وعلمت ذلك بعد موتها نعم بعد ان انتهت المسرحية
واسدل الستار هااا اه اه .. داليدا !

اراها جيدا واتذكرها وهى طفلة
طفلة تستحى اللعب مع الاطفال بسبب ذاك الحول الذى كان فى عينيها
اراها وهى تخشى اباها عندما يمنعها من الخروج ويقول لأمها لقد كبرت يولاندا وهى مازالت فى الثانية عشر من عمرها
اراها سعيدة بعد نجاح العمليات التى عملتها لعينيها ولتصبح عينيها بل حول
بل وتصبح اجمل العيون
اسمع حديث نفسها لها بعد موت ابيها وهى تقول يجب ان افعل ما اريد يجب ان احقق ما احلم به فقد مات ماكان يخيفنى

اراها وهى تشترك فى مسابقة جمال مصر رغم معارضه امها
ارى سعدتها وهى تفوز بملكه جمال مصر
اراى فرحتها عندما تحقق ما تريد وتدخل عالم السينما المصرية وتمثل الافلام وتشتهر باسم داليله
الم تعشق التمثيل ؟

الم يكن حلم حياتها ان تصبح ممثلة مشهورة ؟
اشعر بها كل مرة اقرأ فيها سطور حياتها بقوة اردتها عندما تقررالذهاب الى باريس للبحث عن الشهرة فيها
تفعل ذلك بكل اصرار رغم رفض امها ان تذهب ابنتها بلد بعيد وحدها

كما ابتسم عندما اتخيلها وهى جالسه فى مقعدها فى الطائرة الذاهبة لباريس
و تقوم بالتدريب على توقيع اسمها تفعل ذلك لانها تعلم بكل تأكيد انها سوف تصبح نجمة باريس الاولى!
كما احزن عليها عندما تتفاجاة
بأن الوصول الى الشهرة صعب والنجاح فى باريس يتطلب الكثير
وتبدأ رحلة البحث والتعب وتذهب لكثير من مكاتب واستديوهات التمثيل ولكن دون جدوى
كم استغربها وهى فى اشد ما كانت فيه من فقر وجوع
تكتب لامها تطمئنها انها بخير وسوف تصبح قريبا من نجمات باريس!

وتصبر داليدا وتزداد قوة ولكن دون جدوى
حتى تيأس وتقرر الرجوع لمصر وبالصدفة يقابلها رجل ويعجب بجمالها
فيسألها هل مارست الغناء من قبل
فتجيب عليه بالنفى
فيحاول اقنعها ان تجرب الغناء وانه قادر على تدريب صوتها لتصبح مغنية ولكن دون جدوى لانها ترى نفسها ممثله
ولكن فى النهاية يستطيع اقناعها بالغناء
وتغنى داليدا واول ما تغنى فى النوادى الليلية
وتكتب لامها انها تعمل فى الغناء وتغنى فى اكبر قاعات باريس!

ولكن يحدث مالم تتوقعه داليدا تنجح فى مجال الغناء وتصبح نجمة فرنسا وتغنى فى اشهر قاعات باريس اولمبيا وتغير اسمها من داليله الى داليدا
وتجوب العالم و تغنى بأكثر من 7 لغات وتصبح من نجوم العالم و تحصل على الكثير من الجوائز
بل ويكرمها شارل ديغول رئيس فرنسا وتصبح نجمة فرنسا الاول

اتعلمون اننى مازلت اقرأ الى الان حياة داليدا واحتفظ بها فى مكتبتى ليس بسبب اننى رأيتها كثيرا وكنت متيم بها وبغنائها ولكن ما فعلته داليدا غير كل شىء فى نفسى .. نعم كل شىء

عندما اقرأ فى سطور حياتها ارها جيدا عندما تعود لمصر بعد نجاحها لتزور الحى
الذى نشأت وتربت به حى شبرا
اراها عندما رأت بيت امها وابيها وهى تبكى فى آنين
وكأنها تتمنى ان تعود تلك الايام
تنجح داليدا ولكنها تبكى وهى فى قمة نجاحها تبكى حزنا وليس فرحاً

اقف هنا كثيرا فى شىء من الاستعجاب عندما اعرف ان داليدا
وبالتزامن مع نجاحها ونجوميتها تتزوج من الذى تحب وتشعر انها فى اسعد ايام حياتها
ولكن فاجأة وبعد شهور من الزواج تقرر الطلاق
لانها اكتشفت انها لا تحب زوجها
وبعد الطلاق بفترة ينتحر زوج داليدا الاول ذاك الرجل الذى كانت تحبه داليدا

ويزداد عندي الذهول عندما
تحب داليدا رجل اخر بل وتعشقه وتساعده على النجاح
لانه كان فى بدايه مشواره الفنى
ولكنه لا يستطيع النجاح ويفشل امام الجمهور
وفتذهب داليدا لتواسى حبيبها وتهون عليه فتجده قد انتحر!!!
وتكون هى اول من يراه منتحر وتصرخ داليدا صرخه يفزع لها كل من فى المكان
وتحزن حزن شديد بل وتحاول الانتحار ولكن يتم منعها فى اخر لحظه
لقد فقدت حبها فقدت سعادتها

ورغم ذلك تستمر داليدا وتزداد شهرتها وتنجح فى جميع انحاء العالم
وتصبح اغانيها فى كل مكان
وتحب مرة اخرى ولكن يحدث مالم يتوقع … الانتحار !!!
وتحزن داليدا على موت حبيبها
الذى انتحر
ورغم ذلك تستمر وتستمر وتنجح

ولكن رغم نجاحها اراها وهى وحيدة وهى حزينة
وهى لا تعلم لماذ هى ليست سعيدة رغم تحقيق ماكانت تحلم به
وتأتى ايام وسنوات على داليدا تراها الناس تضحك وهى فى الحقيقة تبكى

وفى وقتها كنت انا من اشد المعجبين بداليدا لا اسمع الا هى ولا ارى الا هى
بل وصل الامر انها عندما كانت تستلم جائزة
كنت اشعر اننى انا الذى استلم تلك الجائزة
وان هذا النجاح هو فى الحقيقة لي
اذهب الى جميع حفلاتها واتابع اخبارها
واصبحت من عشاق داليدا

ثم تأتى الثمانيات واشعر اننى وحيد وتشعر داليدا ايضا بالوحدة
ويبدأ الخوف يدخل قلوبنا واليأس والاكتئاب
فقد كنت انا فى حالة اكتئاب شديد لقد نجحت فى التجارة وفعلت كل ما اريد وعندى ما اريد
اشعر بالوحدة فقد رجع صديقي على الى مصر منذ زمن
اما انا فاصبحت معتاد على الغربة تركت زوجتى وابنائى فى مصر
واصبحت ازورهم سنويا واشعر بينهم اننى غريب
نعم اكثر من 18 عام فى فرنسا ارروبا لقد اصبحت بلدي غريبة علي
اصبح اهلى غرباء واصبحت نفسى غريبة علي
وجدت نفسى حزين افعل ما اريد ولكنى حزين كيف هذا نعم
ذلك لاننى لا اعلم ما اريد ما الذى يجعلنى سعيد ما الذى يزيل عنى الهم والحزن
حتى فاض الحزن والهم الى ان جعلنى اقرر فى 2مايو 1987
الانتحار

جلست فى شقتى فى المساء وجعلت افكر
مايو بدايه فرنسا معى وسوف يكون نهايتى فى مايو ايضا
لقد فعلت ما اريد وحققته كنت اريد عيش حياة المتع والترف
كنت اريد المال والغنى
اريد التمتع بكل الطرق اريد الحياه بكل شهواتها
لقد اردت واخذت ما اردت ولكنى وجدت ان هذا ليس ما اريد!
كنت كتائه قد ضل الطريق وتعب ويأس وكل ما يريده هو النوم … النوم الطويل
كى استريح من البحث وانتظار النجاه … كنت اريد الموت

فى مساء 2 مايو جلست وحيداً اسأل نفسى هل استطيع الانتحار … هل استطيع ان افعلها ؟
واخذت اقول وانادى على كل شخص قرأت عنه واعرف عنه انه انتحر كنت انادى بصوت مكبوت ممزوج بالالم .. نعم كان صوتى يتألم بل كانت نفسى كلها تتالم
كيف فعلتها يا إرنست همينغوي … قول لى ياارنست هل شعرت بالالم عند فعلها
قولى لى ولا تكذب هل حقا وجدت الراحه فى فعلها
وانت يا فان جوغ … هل هى حقا تحتاج للشجاعة ام انها تحتاج للجبن
نعم … اليس نريد الانتحارر للهروب مما نحن فيه
او بسبب ان الحزن يدوم للابد … اليست هذه جملتك الاخيرة

يا كل من انتحر ردو علي … اجيبوا كيف استطيع فعلها
واخذت ابكى بكاء شديد واقول
لقد تعبت حقا تعبت اه اه اه ..
اقتربى ولا تخافى فقط قولى لي ياكليوباترا كيف فعلتيها
انى اراها صعبه علي… اريدها ولكنى اخافها
قولى لى كيف استطعتى قتل نفسك … قولوا لي جميعاً
ولكن قبل ذلك قولوا لي هل استرحتم بعدها … هل وجدتم فى الانتحار ماتريدون
واخذت انتحب وابكى بكاً شديد

ثم بعدهاشعرت بالخوف وكرهت الموت
فقد شعرت بالراحة بعد بكائى هذا فقد كان بكاء كثير الدموع
وجدت نفسي تقوم فى نشاط لتشغيل اغانى داليدا !!
ووقفت فى الشرفه واخذت انظر الى باريس واستمع لداليدا
وكأن ما كنت فيه كان كابوس لا اريد ان اتذكره
وتذكرت داليدا واغانيها وحفلاتها التى حضرتها
ولكن ظلت عالقة فى ذهنى فكرة الانتحار
ثم طرأ فى بالى ان اذهب الى داليدا ببعض الورود
دون سبب
قد يكون امتنانا لها حباً لها اعجاباً بها لا اعلم
ما كنت اعلمه جيدا ان فكرة الانتحار مازالت تداعبني
كنت اريد ان اشغل نفسى بأى شىء وفعل اى شىء حتى لو كان ان اذهب الى داليدا لاقدم لها الورود
ونظرت الى ساعتى فوجدت ان الوقت قد تأخر فققرت الذهاب لها صباح 3 مايو 1987

لم انام … كنت اشعر بالخوف وعندما اتى الصباح اخذت سيارتى واشتريت الورود
كنت اقول ان لم استطيع مقابلتها فسوف اترك لها الورود على بابها
هكذا جعلت هناك شىء يجب على فعله .. جعلت نفسى فى شغلً

و فى الصباح ذهبت الى هضبة مونمارت فى شارع أورشانت … مكان منزل داليدا واوقفت سيارتى فى الشارع
واخذت الورد فى يدى وتمشيت الى منزلها وتغمرنى السعادة
كلما كنت اقترب كنت اشعر بالفرح حتى نسيت اننى منذ ساعات قليلة كنت سوف اقدم على الانتحار!
وعندما اقتربت من المنزل وجدت انااس تقف حول منزل داليدا
فقولت فى نفسى لعلهم معجبين واقتربت اكثر واكثر وان انظر الى الناس الواقفه امام منزل داليدا
واجد فى وجوهم الفزع وعندما وصلت وجدت من يبكى ومن يتكلم ومن فى صمت فقولت لمن وجدته امامى
ماذا حدث
فقال فى حزن
لقد ماتت داليدا … انتحرت

كل ما استطيع ان اقوله ان ما حدث لى بعد تلقى خبر انتحار دليدا
اننى لم اقم بأي ردة فعل الا عندما ارتميت فى حضن زوجتى واخذت ابكى وابكى وامسك فى ملابسها … تماما كطفل يمسك ملابس امه خوفا ان يضيع منها
نعم ففى ذلك اليوم الذى علمت ان داليدا قد انتحرت شعرت بالفزع شعرت بالموت يقترب منى
لم استطيع ان اذهب الى شقتي كنت اشعر ان الموت ينتظرنى هناك
وكنت فى خوف شديد
كانت نفسى تكلمنى … هيا افعلها لقد فعلتها داليدا
الست من معجبينها الست تراها انها شىء عظيم
اذا لم التردد … اتبع ما انت تحب اتبع ما انت تعشق
اه اه اهااااا من نفسى ومما تقول

داليدا قولى لى هل ضاقت عليك الدنيا رغم ما وصلتى له … الم يعطيك نجاحك شى
الم يجعلك فى سعادة … الست هذا ما كنتى تريدين رد علي ولا تصمتى
والا كرهتك وكرهت هذا الفن الذى ظننت يوما انه عظيم … لقد قتلك
اخذتى منه ما تريدن من شهرة ونجومية ولكنه فى النهايه قتلك
وتركت سيارتى واخذت امشى وانا فى بكاء كنت اردد هذا الجملة وابكى بسبها
ماتت فى الوقت اللى كنت هموت فيه
و ظلت نفسى تلح علي الانتحار ولكنى مع ازدياد الحاحها كان يزيد خوفي حتى ذهبت سريعا الى للحجز على اول طائرة الى مصر
ظللت فى الشارع طوال اليوم حتى اتى ميعاد الطائرة
وظللت اتسأل
كيف انتحرتى يا داليدا كيف استطاعت ان تفعلها ؟!
لقدكان يوم عصيب

لقد انتحرت داليدا فقط لانها لم تسطيع الحصول على ماتريد
لم تستطيع الحصول على زوج تحبه ويحبها
على ابناء على بيت تجلس فيه تعد الطعام وتنظف الملابس
وتهتم بأبنائها وزوجها وتسهر على راحتهم
كانت تريد تصبح امراة فقط …
نعم فأنى اتذكر جيدأ اخر كلمة كتبتها داليدا وضعتها بالقرب منها ثم انتحرت
الحياة اصبحت لا تحتمل … سامحوني
هكذا هى

اشعر بعد تجاوز الثمانين ان ذاكرتى اصبحت ككتاب تاريخ
هل حقا انا محظوظ اننى عصرت الكثير من الاحداث التاريخية وشاركت ايضا فى الكثير منها
ام ان هذا من سوء حظى
اننى الان فى جامعة القاهرة …
اجد دائما فيها ايام شبابى اجمل ايام عمرى
انظر اليها فى حب واشعر بكل جزء فيها يرحب بى

ارى الكثير من الاعلانات والدعايه الذى يكتب فيها
"اليوم اجتماع كافة القوة الوطنية للوصول لتوافق وطنى"
نعم … تذكرت انه اليوم الذى اتفقت عليه جميع اطياف وقوى الشعب السياسية
لتجس معا للوصول للتوافق والحل السياسى الذى يرضى الجميع فى اكبر قاعات جامعة القاهرة
قاعة الاستقبال الكبرى
اه هاا اه ان نفسى تريد الذهاب

تريد ان تحضر هذا الاجتماع
الذى سوف يحضره الكثير ويشاهده ايضاً الكثير
تريد نفسى النقاش والكلام … تماماً كالأيام الخالية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.