في نهاية اليوم جمع الراعي الخرفان في عربة النقل
بحث الخروف الأخير عن مكان يجلس فيه فلم يجد إلاّ المكان جوار النعجة المريضة، فاضطر إلى الجلوس.
نظرت النعجة إلى النافذة وقالت:
لازالت السكّة طويلة.. أشعر بالملل.
ثم نظرت للخروف وقالت:
ما رأيك أن نكسر الملل ببعض الحديث؟
قال لها غير مبالٍ:
لا بأس.
قالت له:
أنا سأخبرك شيئًا لم تكن تعرفه عني، وأنت اخبرني شيئًا مُفاجِئًا.
قال لها:
موافق
قالت:
أتصدق أني أكلت أمس نصف الأعلاف وحدي؟ كنتُ مريضة، فأعطاني الراعي طعامًا مُضاعفًا.
قال لها:
لم أكن أعرف. أتعرفين أني لم أذق أمس طعامًا مُطلقًا، وحتى الآن لازلت جائعًا.
قالت له:
لم أكن أعرف، سأخبرك مفاجأة لن تصدقها: أتعرف أني لستُ مريضة، وإنما ادّعيتُ المرض لكي أحصل على رعاية وطعام إضافيّ!
قال لها:
يا لها من مفاجأة! وأنا أيضًا عندي لكِ مفاجأة مدهشة..
ورفع الفرو عن كتفه وقال:
وأنا لستُ خروفًا، أنا ذئب، أبحث عن نعجة سليمة أتغذّى بها.
وانقضّ عليها.