التدخين السلبي.. يدمر الأطفال
طارق الحميدي – بالرغم من الأضرار الخطيرة للتدخين والتي لم تعد تخفى على أحد إلا أن الكثير من الآباء يصرون على التدخين في الوقت الذي يكون فيه أبناؤهم بجانبهم أو في أحضانهم مما يجعلهم عرضة لاستنشاق الدخان المنبعث من السيجارة (للتدخين السلبي).
ويعرف التدخين السلبي بأنه استنشاق غير المدخنين للدخان الصاعد جراء احتراق السيجارة أو الدخان المنبعث من زفير المدخن وهو ما يشكل خطرا كبيراً على غير المدخنين وخاصة على الأطفال بسبب ضعف المناعة لديهم .
ولا يقل التدخين السلبي خطورة عن التدخين العادي إذ أنه يشكل إرغاما للأطفال على استنشاق الدخان وابتلاع سمومه في حين لا يملكون الخيار بقبوله أو رفضه.
وتبين الأرقام والدراسات الحديثة أن التدخين غير المباشر (السلبي) يعتبر من أهم أسباب الإصابة بأمراض السرطان والقلب والرئة وكذلك الجلطات.كما تؤكد الدراسات أن المدخنين يستنشقون 15% فقط من دخان السجائر،فيما تلوث ال 85 الباقية الهواء وتهدد حياة غير المدخنين في الأماكن العامة والمغلقة .
ويعتبر التدخين السلبي مسئولا عن كثير من الأمراض والأزمات خلافا للسرطان منها السعال والمخاط وثقل الصدر وتدهور الوظائف التنفسية والتهابات الجهاز التنفسي الحادة مثل النزلات الشعابية التهاب الشعب الهوائية و الازمات التنفسية واحتمال الاصابة بأزمات تنفسية مزمنة والتهابات العين والأنف والإذن الوسطى خاصةً كما أنه يسبب الموت المفاجئ للأجنة والمواليد وانخفاض وزن المولود.
وكشفت دراسة أمريكية حديثة قام باحثان هما لوك بيبون من جامعة روكستر في نيويورك والدكتور كينيث بيازا من معهد روسيل بارك للأورام في بافلو في نيويورك على أن التدخين السلبى يزيد من احتمال الإجهاض بنسبة 39 بالمائة.
وقال الباحثون إن النساء اللاتي يتعرضن للدخان الذي ينفثه المدخنون أثناء طفولتهن أو فى المرحلة المبكرة من سن البلوغ يكن أكثر احتمالا لمواجهة مشاكل في الحمل والتعرض للإجهاض مقارنة بنظرائهن اللائي لم يتعرضن للتدخين السلبي.
ومن المعلومات الغريبة عن التدخين أن سيجارة واحدة كافية لقتل إنسان صحيح البدن في حال حقنها كما أن ضحايا التدخين يزيدون عن ضحايا الإيدز والسرطان مجتمعة .
من جهته قال رئيس شعبة أمراض الرئة والعناية الحثيثة بمركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري أن 60% من الأطفال في الأردن يتعرضون للتدخين السلبي نتيجة تواجدهم في أجواء ملوثة بالدخان يسببها المدخنون من حولهم.
وبين الدكتور هواري أن التعرض لساعة واحدة في اليوم للتدخين السلبي يزيد من نسبة الاصابة بسرطان الرئة 100 مرة أكثر من الاقامة بمنزل يحتوي على مادة الاسينا مدة (20) سنة .
وقال الهواري أنه من بين كل 4 سجائر تدخن في البيت أو المكان فأن الطفل الموجود وغير المدخن كأنه دخن سيجارة واحدة.
ووفق دراسة لجامعة (هارفورد) فإن احتمالية إصابة بالجلطات الدماغية لدى الأشخاص الذين يعيشون مع مدخنين تزيد عن الأشخاص المتزوجين من غير المدخنين ب 42% .
وينتقد الدكتور الهواري التدخين في الاماكن المغلقة وخاصة بوجود الصغار ويقول أن من حق الأطفال التمتع بأجواء نقية وخالية من الملوثات وخاصة السموم المنبعثة من السيجارة .
وكان قانون الصحة العامة الصادر في العام 2022 غلظ العقوبة على المدخنين في الأماكن العامة وبحسب القانون ستكون مخالفة من يضبط مدخنا في مكان عام غرامة مالية تتراوح بين 15-25 دينارا وبالحبس لمدة لا تقل عن أسبوع واحد. وبالنسبة لأصحاب المحلات والمطاعم فستكون المخالفات ضد القائمين عليها بغرامات تصل إلى 3000 دينار أو السجن في حال تكرار المخالفة