التصنيفات
قصص قصيرة

احدث روائع الاستاذ باسم عبد الحكيم (خطيره) -قصة رائعة

(اللى على رأسه بطحهه)
قال لى أخبث أصدقائى هل تذكر يوم أن أنقذت فتاة أحلامك من الغرق
قلت : ليتنى تركتها تغرق
وقال لى أصحاب البقالات بحارتنا .. أجل أصحاب البقالات فقد صار بكل بيت دكان
تراكمت ديونك
قلت غدا سأقص شريط افتتاح بقالتى الجديدة .. هذا الجدار الموصد سيصير بابا
وسأصبح مثلكم مدين لتاجر الجملة
قالت لى أمى : إلى بالدواء
وضعت يدى على جبهتها وتمتمت بدعاء الاستشفاء تسبقنى عبراتى

نظرت بالجريدة وجدت هذا الاعلان الطبقى الوقح عن فتح باب تملك فيلل بدريم لاند
قلت معزيا نفسى : هؤلاء قوم عجلت لهم طيباتهم فى حياتهم الدنيا فهنيئا لك تشردك

فى الأتوبيس ظلت ترمقنى والغضب يملأ محياها فهى تعتقد لكونها أنثى أنه ينبغى أن أهب واقفا وأترك لها الكرسي الذى جلست عليه بعد ترقب وانتظار .. هى لا تدرى انى صرت لا اكترث .. فمن يكترث بى

عندما صاح قاطع التذاكر قبضنا على لص فليتثبت كل الركاب من أشيائهم
أيضا لم يكترث لتحذيره أحد ، أما أنا فنظرت إلى اللص باشفاق

أدركت بعد أن نزلت من الأتوبيس أن اللص ما سرق سواى
ظللت طوال اليوم أستمطر عليه لعنات السماء

قررت أن أتغيب عن دوامى اليومى بالمقهى .. فالرفاق ينتظرون أن أجود عليهم بحساب مشاريبهم كما اقتضت العادة كل أربعاء .. هم لا يعلمون ، كم أربعائى اليوم حزين
بعد صداع
قررت كتابة رسالة سوداء إلى الفقر
لكن أين أرسلها له ؟ !
كنت أظن أنى خير من يعلم عنوانه
أأرسلها إلى هؤلاء الذين تستقبل صدورهم العارية (السل) بشجاعة الفاتحين
وبلباقة السفراء يقنعون الأنيميا بالتريث ريثما يأتى الهلاك
أم إلى طفل .. ما اقترب من وجهه سوى الذباب وبعض الهوام بعد أن ازدراه أهل البدل والبشوت
إلى أرملة ليس لها فى الدنيا نصير ، ويتامى ما لهم جابر
رسالتى جاء فيها .. أن العيد غدا فيالتعاستهم حين يركل الموسرون أحلامهم بأحذية أطفالهم
فيا أيها الفقر يا من يلحد على عتباتك الأبرار
يا أيها العملاق كم قتيل وجريح
تزكمنا رائحة خوائك ، تقذفنا عاديات جورك
نطيل السهر نتأمل بأسك المتنامى حيث تختط أنامل الجوع حقد لا يقاوم
وكأنى بنذير ينتفض بين أكياس القمامة : اقذفوا أهل الدينار بجوعكم وتمردوا
اقتلعوا كل خزائن القمح واغرسوها فى سويداء أمعائكم
اعلنوا ميلادكم المقبل من وراء جدار القحط
حطموا ليل الجبان المثقل بظلام الشبع
اجعلوا هذه المفردات ترنيمة الأغنياء .. جوع .. حرمان .. وفاقة
طوحوا بالصبر كونوا حاسمين
من يبيع أباه بكسرة خبز ، وهواه بشربة ماء كيف يصبر ؟
مذنبون أنتم حين جئتم .. تلعقون فتات سقطت من موائدهم
اقلبوا تلك الموائد .. واغرسوا خنجر الحرمان عند قلوبهم
علموهم ذلكم .. علموهم ضعفكم .. علموهم رقصكم عند دائرة الرغيف
كم لبثتم حول ضرع ناحل ترسمون البقرة الصفراء عيدا محتمل
ليس يشبعكم حنان ، احقدوا وتلمظوا ، واحصدوا كل السنابل

تنويه
ليست دعوة للحقد فكم من غنى مليء مروءة ورحمة لكنها صرخة فى وجه كل من على رأسه بطحة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.