أســــــــرتك….الحضن الدافئ
بيت ليس ككل البيوت ، فلم يبنيه العامل ولم يصممه وينشئه المهندس
ولم يوضع الإسمنت به بالطريقة التقليدية المعروفة . بل هو بيت بناه الوالـــــــــدان الحبيبان وصممـــاه سويا في بداية حياتـــــــهم ، فرسموه بقلم العطف والحنـــــــان على لوحــــة لم يشهدها الزمـــان . رسمــــــاه وهم يدعيان المولى سبحانه بأن يكون بيتـــاً مسلما يتبــــع
شرع الله ، ثم وضعـــوا الإسمنت فكانت النبتة الأولـــى الطيبـــة تليـــها الثانيـــة إلــــى أن يريـــد الله من الأبناء والأولاد ، فجعلـــوا لك خير الإخـــوة والأخوات بمشيئة الله . ثم سعوا من أجلـــــك بكل الطرق وأخذوا يزرعون ويشقـــون
الأرض جيدا ثم يسقونها جيدا بعرق جبيـــنهم وشدة خوفهم وتكرار نصائحهـم وسهر أيامهــم وصدق دعائهم ….لمـــاذا؟؟ مــــن أجــــل أن يصنعوا لك جواً عائليا هادئا ومستقراً ومن أجـــل أن يُكَوِنوا لك مجالاً أسريا متكاملا فهـــــذا البيت هو المصدر الذي تستمـــد منه أخلاقياتك وتستعين به بعد
الله على قراراتك وكيفية المضي بحياتك . هذا البيت الذي نرتمــي بأحضانه كلما نشعر بالحزن والأسى
ليخفــف عنا بكلماتــه ولمساتـــه. هذا البيت الذي يشع منه نور المحبــة بإخلاص وصدق ، فوالله
لن نجدهما لا من الصديق ولا أغلى حبيــب هذا البيت الذي وإن غاب فرد من أفراده ، كادت أن تهوي أساساته
لأنه هذا الفرد جزءٌ لا يتجزءُ منها. هـــــذا البيــــــت هــــــــو أســـــرتك
أمــك الغالية، أبيك العزيز ، إخوانك وأخواتكــ هو العش الذي ترعرعت فيه وكَبُرتَ ، أمضيت
به الغالـــب والمعظم من سلســـة حياتك ، حياتك هذه التي يجب أن أن تفتخر بأن لك بها أروع والدان أنشئاك هكذا تنشئة وأروع إخوة كانوا كأصدقائك بل أكثر ، حــتــى لو حدث بيننا خلافــــات سنظل ننـــتمي للأب نفسه واللقب نفســه فهذا أمر طبيعي ، وصدقني عندما تواجه المجتمع وحدك يوما ما ، وترى ألوان مختلفة من البشر ستشتــــاق حينها لتلك الخلافات . عندما ولا قدر الله أبعدتك المســافات عنهم فتجلس برهةً وتخلو
مع نفسك ستشتاق لتلك الخلافات . عندما تتــعرض لظــرف ما ولم تجــد من النـــاس حولك
من ينصحونــك بإخلاص وحب ستتذكــر حينها نصائح ذويك. وعندما تتمنــى يومـــا أو تفكر فقط مجرد التفكير في أن
تجلـــس مرتاحـــا ولو للحظة دون سماع ملاحظات أو دون أمر منهم فإنـــك مع الأيـــام وفي حالة بعدك عنهــم ستعرف أنه لا أحلى من التواجـــــــد معهم. لا أجمل وأحلى من جلوســـك بينهم ، بين أحضانهم ومزاولة
أطراف الحديث معهم بين الضحـــك تارة والتعصب للرأي تارة أخرى . لا أحـــلى من جمعة العائــــلة سويــا فكم من أنـــــاس حرموا
من هذه التجمعات العائلية الحميمة الدافئة ، فلــــــــــو سألت يتيمــــا ما هي أحلى وأجمل هدية تريدها سيجاوبك [أمي /أبي] ، وإن سألت بعيداً عن أهله وداره ما هي أسمى أمنية تتمنــاها سيكون جوابــه [رؤية أهلي مجددا] فأوجه رسالتي لكل من كانت معه فرصة البر بوالديه
والعطف واحترام أخويه والتجمع أسبوعيا معهم بأن يستغلها أفضل إستغلال فإنها لا تتكــرر ومن أضاعها فعليه أن يسعى لإصلاح وإسترداد ما أضاعه ، وإلا سيكون الندم رفيقه عاجلا أم آجلا. فلن نجد وإن بحثنا وأطلنا البحث حضنا وقلبا وصدراُ
دافئا ورائعا يضمـــك إليه كحضن أسرتـــك. ومن هنا اسمحوا لي بأن أرسل تحيـــة مغلفة بعبق وأريج
الشوق والحـــب والحنـــان والاحترام لعائلتي وأسرتي العزيزة ، التي ولطالما أحمد المولى كوني فردا منها. وتحية خاصة معززة بالقبلات والسلام لوالداي الغاليـــــان (حفظهما الله)
وأفخر كوني ابنهما نعم فأســــــــرتك……….. هي حضنك الدافئ
حفظ الله أسرنا المسلمة من التفكك و وجمع شملها على الحق
والخير. من |