التصنيفات
قصص قصيرة

همس الاموات -قصة رائعة

إستيقظت من النوم في تلك الليله

ولم أكن أعلم لماذا أفقت

فلم يكن بالي مشغول بشيء

ذهبت بشكل آلي إلى الثلاجة

لكي أقنع نفسي بأني كنت عطشان

كان الجو غريباً

وكان المنزل خالي من السكان

ألقيت نظرة على الصالة الواسعة

وكان المنظر مخيفاً

الأبواب كلها مفتوحه

وكانت الريح تهب مصدرة صوت

وكأنها تنذر بشيء

وبدا لي البيت موحش وكئيب

حاولت أن أشعل الضوء

ولكن لم تكن هناك استجابه

دخلت إلى المطبخ على الرغم من هذا

ففتحت باب الثلاجة

وتراجعت إلى الخلف بقوة

حيث كان ذلك المنظر البشع

سبب هروب النوم من عيناي

قط مذبوح معلق على باب الثلاجة

و رأسه قد بتر جزئياً

و الجلد هو ما يمسك برأسه

وبعض قطرات الدم تنزل منه

أو ما تبقى من دمه

ونظر إلي القط بعينيه

وأخذ يموء بصوت ضعيف

أغلقت باب الثلاجة من الهلع الذي انتابني

حاولت الخروج بسرعة

لكن صوت من خلفي يقول

كفى كفى أرجوك كفى

استوقفني فنظرت إلى الخلف بسرعة

وكانت النافذة مفتوحة

ومن خلفها كانت هناك فتاة

واقفة تنظر إلي ببرود

تسمرت في مكاني وأنا مندهش من المنظر

لقد كانت مرتدية فستاناً أبيض اللون

وكانت تبكي بدموع من دم

وهي تنظر إلي وتقول .. كفى أرجوك كفى

وإستمرت في ذرف الدماء

وهي تتوسل أرجوك لا تفعل

فاخترقت سكينة حادة قلب الفتاة من الخلف

شهقت وجحظت عيناها

واختنق صوتها وهي تقول .. أنا آسفه

وأخذ يتردد في المنزل

أصوات ضحكات لطفلة صغيره

خرجت من المطبخ بسرعه

وأنا ألهث غير مصدق لما يحدث

خرجت من المنزل إلى الشارع

وجدت أطفال يلعبون الكره

وتوقفوا عن اللعب

ونظروا إلي جميعا

كانت أعينهم بيضاء بالكامل

تقدم أحدهم وطلب مني أن ألعب معهم

وأجبت بالرفض

فبدأ الأول بالصراخ والبكاء

وأمسك برأسه وهو يصرخ ويبكي

وأخذوا جميعاً يفعلون نفس الشيء

إلى أن تفجرت رؤوسهم

ونزفت منهم الدماء بغزارة

واستمروا باللعب والضحك

ابتعدت عن هذا المكان بسرعة

ووصلت إلى نهاية الشارع

على اليمين حديقة

وعلى اليسار الطريق العام

التفت إلى الحديقة ونظرت جيداً

إن كان هناك أحد

وتنفست الصعداء بعدما تأكدت

من خلو الحديقة من أى شخص

دخلت إلى الحديقة وجلست لكي أرتاح قليلاً

وبينما كنت ألتقط أنفاسي

سمعت صوتاً غريباً

وكأنه صوت فتاة صغيرة تغني

والتفت إلى اليسار

ووجدت تلك الفتاة ذات الرداء الأبيض

تسقي الزهور أو كما خيل إلي بأنها زهور

ويعلو وجهها ابتسامة جميله

مرحباً سيدي .. يوم جميل أليس كذلك

لم أجب ولكن كنت أمعن النظر في وجهها

وتأكدت من أن أعينها سليمة

وابتسمت وقلت نعم يبدو كذلك

ما الذي تفعلينه في هذا الوقت

وأجابت إنني أسقي الزهور يا سيدي

ألا ترى

ونظرت إلى الزهور

وسرت في جسدي رجفة من المنظر

كانت تسقي زهور ميتة وذابلة

فقلت لها ولكن هذه الزهور

ذابلة يا آنسه

ابتسمت وقالت .. أعلم ذلك يا سيدي

إنتظر قليلاً

وفجأة تحولت الزهور إلى غربان

لها أعين حمراء ومناقير ملطخة بالدماء

وهجمت تلك الغربان على الفتاة

التي كانت تضحك منتشيه

وفقأت الغربان عينها

وسالت منه الدماء وهي لا تزال تضحك

خرجت من الحديقة مسرعاً

وأنا أسبق الريح

فقررت الذهاب إلى منزل عمي

وصلت إلى المنزل , وكان الباب مغلقاً

و فجأه,تحولت إحدى النباتات الموجوده

امام المنزل إلى طير غريب

و طار بعيدا

دخلت إلى المنزل , وسمعت صوت ينادي باسمي

وكلما اقتربت من الدرج , ارتفع الصوت

وصلت إلى الدرج ونظرت إلى آخر الدرج

وكان هناك جدي

ينظر إلي بأعين صفراء

وهو مرتدي ذلك الشال الاسود

وتلك الجلباب البيضاء القديمه

ممسكاً بمسبحته

ويأمرني بالاقتراب

وكان من خلفه جدار , به أعين كثيرة

تترقبني عن كثب , ورفضت الاقتراب

ويبدو أن جدي تأثر من ردي

واحترق , وهو يصرخ , واختفى

واحترق الجدار من خلفه أيضاً

واستمريت بالطريق

متجاوزاً الدرج

ولازال الصوت ينادي

وبينما كنت متجهاً نحو الدور العلوي

استوقفتني فتاه ويرافقها شاب

اني أعرفهم جيداً

نظرت إليهم بكل حقد وكراهيه

وكانت الفتاة تبدو حزينة

وهي تنظر إلي وتقول أرجوك

لا لا تفعل

كذلك أخذ الشاب بجانبها

يكرر نفس الكلمات

ساورني شعور رهيب .. حزن , وغضب

فصرخت بقوه , لماذا لماذا

استمروا بالتوسل

وفجأه ..

اخترق عنق الفتاة خنجر حاد

وجحظت عيناها

وهي تقول .. آسفه

أما بالنسبة للشاب

فقد أخذ يضرب من قبل قوى مجهوله

ويضرب بشده, وأخذ ينزف من أنفه

وهو يبكى و يقول .. أرجوك توقف

واخترقت ثلاث رصاصات رأسه

وأسرعت إلى الدور العلوي

وظهرت لي فتاة أخرى

فتاة جميله صغيره

ترتدي رداء وردي , ارتحت لها

وانزاح عني كل الحقد والكراهيه والخوف

عندما رأيتها

ونظرت إلي بابتسامه حزينة

وقالت .. لقد أفسدت كل شيء

أنا آسفه

أجبتها والحزن يخنقني لماذا ؟

ألم يكن هناك خيار أمامكم غير هذا ؟

لماذا لم تأخذيني معك !

أمسكت الفتاة بقنينه صغيره وحاولت شربها

وصرخت فيها .. لااا توقفي أرجوك

لا تذهبي مره أخرى , لاااا

وكأن كلماتي ذهبت أدراج الرياح

رشفت الفتاة بعضاً من القنينه

وهي لا تزال تبتسم

وسقطت على الأرض بلا حراك

وصرخت بكل ما أملك من قوه

لاااااااا

انشقت الأرض من تحتي

ونزلت إلى الدور الاخر

في غرفة صغيرة

كان فيها مخلوق غريب , مخلوق أحمر اللون

وشكله مخيف ولديه قرن مدبب فوق رأسه

وأمسك بكتاب وأخذ يقرأ

عندما لمحني , اشار الى نفسه والكتاب

وقال مبتسماً .. أمر غريب , اليس كذلك

وأخذ المخلوق يقرأ وهو يتألم

كأنه يحترق , يحترق كل ما قرأ من الكتاب

احترق تماما إلى أن تبخر

حاولت أن أمسك بالكتاب

ولم يكن به شيء

مجرد صفحات فارغه

وتعجبت ما الذي كان يحرق هذا المخلوق

ونظرت إلى بداية الكتاب

ووجدت عدة كلمات ليست واضحه

وهي

بسم الله الرحمن الرحيم

خرجت من منزل عمي

أو كما خيل إلي

وعدت إلى منزلي وأغلقت الباب خلفي

وأنا ألهث من التعب والخوف

وذهبت إلى المرآه , ونظرت إليها

وحاولت أن أصد عنها لكن لم أستطع

بدأت بالصراخ , من هول ما رأيـت

ورأيت نفسي احترق بالمرآه

وأنا أتوسل إلى شخص ما بالتوقف

أرجوك توقـف

أرجوك

نـظرت إلى الشخص الآخر

وكان الشخص هو أنا

ممسكاً بمسدس صغير

فإلتفت إلي

وأطلق رصاصه استقرت في جبيني

ومع استقرار الرصاصة الصغيره في دماغي

شعرت بالبروده تـتسلل داخل جـسدي

هـل هـذه هي النهايه ………… ؟

هـل هـذه هى نـهايتى ………….. ؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.