مـــدينة الحـــــــــزن,,
( للحزن ياسيدي مدينة مظلمة.. لايسكنها سواي )
يُقال يا سيدي
أن لون الحزن أسود
وأن طعمه مر
وأنه يسكن تلك القلوب المفجوعة
و أنه يمتص رحيق العمر
و أنه حين يدخل مدن الأحلام يدمرها
وأن الشطآن التي يمر بها
الزن تشتعل بالنار
فما هو هذا الحزن الذي
يتحدثون عنه؟
فالحزن لدّي يا سيدي
هو أن ألتقيك في زحمة العمر
وأنسج معك أجمل حكاية حب
نعيش تفاصيلها
وطقوسها
و نحلم بغد أفضل
ثم تنتهي الحكاية بماساة..
الحزن يا سيدي
هو أن أفتح لك مدن أحلامي
وأسكن معك في قصر من الخيال
وأنجب منك في خيالي طفلاً وطفلة
ثم ينهار القصر على رأسي
ويموت طفلاي أمامي..
الحزن يا سيدي
هو أن أخبىء عمري في قلبك
وأملأ حقائبك بأيامي
وأضع سعادتي في عينيك
ثم ألوّح لك مودعة..
لا حول لي ولا قوة..
الحزن يا سيدي
أن تصبح مع الأيام
عينيّ اللتين أرى بهما
و هوائي الذي أتنفسه
ودمي الذي أعيش به
ثم أنزفك عند الرحيل دفعة واحدة..
الحزن يا سيدي
أن تتحقق بعد الحلم
و أن ألتقيك بعد أمنية
وأن تأتي بعد انتظار
وأن أجدك بعد بحث
ثم أستيقظ على زلزال رحيلك..
الحزن يا سيدي
أن أتعلم الطيران فلا أصلك
أن أفتح الدفاتر فلا أجدك
وأن أحفر الأرض فلا أجدك
وأن أقطع البحر فلا أجدك
و أن أخترع اللقاء فلا ألتقيك
الحزن يا سيدي
أن تفارق و لا تفارق
فتصمت ويبقى صوتك في أُذني
و تغيب و تبقى صورتك في عيني
وترحل وتبقى أنفاسك في قلبي
وتختفي ويبقى طيفك خلفك يمزقني..
الحزن يا سيدي
أن أغمض عيني فأراك
وأن أخلو بنفسي فأراك
وأن أقف أمام المرآة فأراك
و أن ألمح هداياك فأراك
وأن أقرأ رسائلك فأراك..
الحزن يا سيدي
أن أبحث عن عطرك في ضفائري
وأن أبحث عن عطرك في يدي
وان ابحث عن عطرك في أحلامي
وأن أبحث عن عطرك في الطرقات
وأن أبحث عن عطرك بين الجدران
فلا أشم سوى رائحة الغياب..
الحزن ياسيدي
أن أجمع البقايا خلفك
وأن أرسم وجهك في سقف غرفتي
وأن أحاورك كل ليلةكالمجانين
وأن أشّد الرحال إليك عند الحنين
وأن أعود إلى سريري في آخر الليل.. فأبكيك..
الحزن يا سيدي
أن يأتي العيد وأنا وحدي
وأن يأتي الربيع و أنا وحدي
وأنتهطل الأمطار و أنا وحدي
وأن يطرق الحنين بابي وأنا وحدي
و أن يمضي بي أجمل العمر وأنا وحدي
الحزن يا سيدي
أن أراك صدف
وأن يجمعني بك الطريق ذات يوم
فأراك بصحبة سواي
يدك في يدها
تنظر إليّ فلا تعرفني
و عمري خلفك يناديك
فلا تسمعه..
الحزن يا سيدي
أن أكتب فلا يصلك حرفي
وأن أصرخ فلا يصلك صوتي
وأن ألفظ أنفاسي فلا أراك
وأن أموت فيصلك النبأ..
كالغرباء..
( قالت لسواه "نعم".. فبعثت إليه تقول.. ) ""
منذ ألـــف سنة … علقتُ الشمس على جدران غرفتي … ومازالت الجدران باردة .. !!
مشوهة أنا .. الآن للدرجة التي أرفض بها نفسي ..
وملوثة أنا .. الآن للدرجة التي تمنعني من لمس أوراقك .. وقراءة رسائلك ..
وأنانية .. للدرجة التي تبيح لي تحويل كل الأشياء الجميلة إلى ركام ..
وقاسية .. لدرجة الرقص فوق رفات هذا الركام ..
وحزينة .. لدرجة عدم الاقـتنـاع بشروق الشمس هذا اليوم ..
وخائـفة .. لدرجة إخفاء رأسي في التراب عنك ..
ومذبوحة .. لدرجة الرقص الهستيري على صوت نحيـبـي ..
ومتوحشة .. لدرجة افتراس كل حلم جميل بيننا ..
ومجنونة .. لدرجة إشعال النـار في مدينتنا الفاضلة ..
وواقعية .. لدرجة الاستهزاء برومانسية روميـو ..
وعاقلة .. لدرجة السخرية من جنون قيس ..
ومغرورة .. لدرجة اكتشاف شمس جديدة وقمر جديــد ..
وعاشقة .. لدرجة اختراع الورد الأحمر ..
وشامخة .. لدرجة ازالة غبار النجوم ..
وكاذبة .. لدرجة المجاهرة بنسيانك .. وكراهيتك ..
وممثلة .. لدرجة ارتداء الثوب الأبيض والوقوف بجانب سواك ..
ومتمردة .. لدرجة الهبوط من أعلى قمة في العالم بجناح مكسور ..
ومستسلمة .. لدرجة تنفيذ قرار الرحيل بدقة متناهية ..
وواهمة .. لدرجة انتظار طرقات يديك على بابي بعد قليل ..
وساذجة .. لدرجة الإبحار بلا سفينة وبلا شراع ..
ومخدوعة .. لدرجة رؤية الشمس بعد الغروب ..
ومتفائلة .. لدرجة انتظار رسالة زرقاء من القمر ..
ومتشائمة .. لدرجة كتابة وصيتي والإدلاء بأمنيتي الأخيرة ..
ومخادعة .. لدرجة رؤية هلال العيد بعد العيد ..
ومرهقة .. لدرجة الاستلقاء ألف عام تحت سدرة الأمان ..
ومذنبة .. لدرجة التستر عند كتابة هذه الورقة ..
وطفلة .. لدرجة إخفاء هذه الرسالة تحت وسادتي ..
وناضجة .. لدرجة الاعتراف بهذه الصفات أمامك ..
وصادقة .. لدرجة التوقيع على كل ما ورد في هذه الورقة من صفات ..
منقول
بقلم الكاتبة شهرزاد
اتمنى ان تنال اعجابكم
مودتي