التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

قصيدة لابن زيدون

انطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكان وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله:

إنّي ذكرْتُكِ بالزّهراء مشتاقا = والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قدراقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌفي أصائِلِهِ = كأنهُ رَقّ لي فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ عن مائِه الفضّيّ مبتسمٌ = كما شقَقتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقَا
يَوْمٌ كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَاانصرَمتْ = بتْنَا لهاحينَ نامَ الدّهرُ سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ = جالَ النّدَى فيهِ حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ إذْ عايَنَتْ أرَقي = بَكَتْ لِما بي فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وردٌ تألّقَ في ضاحي منابتِهِ = فازْدادَ منهُ الضّحى في العينِ إشراقَا
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌعبقٌ = وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا = إليكِ لم يعدُ عنها الصّدرُ أنضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ = فلم يطرْ بجناحِ الشّوقِ خفّاقَا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى = وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ مالاقَى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى في جَمعِنَا بكمُ = لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا
يا علقيَ الأخطرَ الأسنى الحبيبَ إلى = نَفسي إذا ما اقتنَى الأحبابُأعلاقَا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ مذزمَن = ميدانَ أنسٍ جريْنَا فيهِ أطلاقَا
فالآنَ أحمدَ ما كـنـّا لعهدِكُمُ = سلوْتُمُ وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.