التصنيفات
القسم العام

قصة البعوضة

قصة البعوضة

.
الدكتور عماد عطا البياتي
اخصائي طب المجتمع

قرأت خبرا غريبا جدا مفاده أن حادثة سرقة سيارة وقعت في فنلندا وبعد فترة من الزمن وجدت الشرطة السيارة المسروقة واقفة على بعد 25 كيلومترا من مكان الحادث. قامت الشرطة بتفتيش السيارة علهم يجدوا فيها دليلا على السارق ولكنهم عجزوا عن ذلك، ثم انتبهوا إلى وجود بعوضة في داخل السيارة. أرسلت الشرطة هذه البعوضة إلى المختبر وتم تحليل الدم الموجود في جوفها ومن خلال تحليل ال dna للدم وجدوا بأنه يعود لإنسان قد يكون هو السارق. وبالفعل تطابق هذا ال dna مع شخص مسجل لدى الشرطة وذو سوابق إجرامية مماثلة!!. وهكذا ساعدت البعوضة على كشف هذه الجريمة بكل كفائة ومصداقية علمية.
اندهشت في البداية من سماع هكذا خبر غريب وطريف، ولكن عند التفكر العميق والاستبصار الإيماني بدأ الخوف والرعب يتسلل تدريجيا إلى قلبي.

هذا هو الإنسان بعلمه الجزئي البسيط يكشف بهذه الطريقة المذهلة العجيبة فاعل هذه الجريمة بأدلة علمية دامغة، ولم تبقى هذه الجريمة مستورة ومجهولة الفاعل ولم ينجوا المجرم من العقاب؛ فهل يمكن أن تُخفى الجرائم والمعاصي والذنوب التي ارتكبتها أثناء حياتي عن الله سبحانه وتعالى، العالم بكل شيء السميع البصير القدير الملك العلام؟!!؛ وهل يمكن أن تبقى مستورة مجهولة الفاعل وأنجوا من عقاب الله؟!!!. لا يمكن ذلك بالتأكيد.

بل أستطيع أن أقول بيقين عالي أن الله يعلمها فهي تجري في الكون الذي خلقه وضمن محيط سمعه وبصره وعلمه الواسع المطلق وباستخدام الأعضاء والخلايا التي خلقها في جسمي.
وهكذا نبهني هذا الخبر، وعلمتني تلك البعوضة الرائعة، درسا عظيما في استشعار مراقبة الله سبحانه وتعالى والاستحياء من الجرائم والمعاصي والذنوب التي تجرأت عليها بكل وقاحة وجهل وغفلة كبيرة عن علم الله سبحانه وتعالى الذي وسع كل شيء وأحاط بكل شيء.
نعم تذكرت الآن المقولة العظيمة التي تقول: أن الله سبحانه وتعالى يعلم دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصمّاء. ولكن كيف أتجرأ إذا على المعاصي وبكل سوء أدب وقلة ذوق ومروءة؟!!.
أعرف الجواب سلفا، إنها الغفلة والنسيان والذهول عن حال استشعار مراقبة الله وقت فعل الجريمة وارتكاب المعصية.
إذا الحل هو يا عماد بأن تتوب بصدق عن تلك الجرائم والمعاصي والذنوب وتدعوا الله أن يعفو عنك ويغفر لك وأن تعيش بانتباه ويقظة دائمة ذكية منضبطة (ملاحظة: المقال هنا هو للبعوضة والقول بعده هو لي)..
وإذا نسيت أو تناسيت يوما فسأحاول أن أتذكر دائما قصة البعوضة ومقالها المعنوي الجميل وما فيها من عبر ودروس إيمانية عظيمة.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.