اجتهاااد الرجل في البحث كاان منطقي في اكثر من نقطة خصوصا في تفسير الردم
لكن يبقى علم كثير من الاموور عند الله
إلهتهم (حور بتاح آمون- رع ) وفي الأسرة الخامسة ظهر ما عرف بمذهب الشمس وتم تثبيت الإله رع ( الشمس ) باعتباره الإله الأعلى للدولة
وتشير المصادر التاريخية أن أخناتون قد عاصر النبي موسى عليه السلام وأنهما عاشا في نفس القصر قصر فرعون ( والد اخناتون )
لوجدنا أنه لا يمكن أن يصدر عن رجل عادي من عامة الشعب وإنما لا بد أن يكون ذا حظوة ومعزة خاصة عند فرعون تجعله يستطيع قوله وهو في مأمن من بطشه … ومن يكون ذلك الرجل إن لم يكن هو ابنه اخناتون ؟
مما سبق يتضح أن اخناتون كان مؤمنا برسالة موسى عليه السلام ، وأنه عندما تولى الحكم بعد والده ثار على عبادة الأوثان ودعا إلى عبادة إله واحد ، وعندما رفض الكهنة دعوته و تآمروا عليه لم يهادنهم أو يترك دعوته بل اضطر إلى تغيير عاصمته إلى( تل العمارنة) بدلا من العاصمة المعروفة (طيبة) فرارا بدينه هو ومن اتبعه ، ثم أنه بعد أن زادت مضايقته سافر هو وعائلته إلى مطلع الشمس؟؟
أما فرضية أن ذا
القرنين ( أخناتون ) كان رسولا من لدن الله تعالى لمصر أولا ثم للصين فقد تحققت من خلال ثورته على عبادة أهله وشعبه للشمس والأصنام ودعوته إلى عبادة إله واحد لا شريك له ودعوته إلى الأخلاق الكريمة وكان قويا مصمما على ذلك لم يهادن الكهنة أو يساومهم على دينه ليبقى ملكا بل أنه قام بتحطيم جميع الأصنام والمعابد وما كان لبشر عادي أن يثور ويتجرأ على الجهر بدينه في وسط من الكفر والعداء رغم ما لاقاه من الأذى في سبيل نشر دعوته إلا إذا كان نبيا ورسولا مبعوثا من لدن الله تعالى ولا غرابة في ذلك فهناك حقيقة قرآنية وهي أن الله تعالى عادل مع جميع مخلوقاته من البشر ومن قبيل هذا العدل أنه سبحانه وتعالى بعث في كل أمة رسولا ليدعوهم إلى دين الحق يقول الله تعالى في هذا الصدد :وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ
رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَوتطبيقا لهذه الحقيقة فإنه ليس من المستغرب أن يبعث الله في كل من
الأمتين المصرية والصينية رسولا يدعوهم لعبادة الله ويحذرهم من عبادة الأوثان وخاصة وأن هاتين الأمتين من أكثر الأمم القديمة عمقا بشريا وحضاريا وبقراءة متعمقة للتاريخ نجد أن أخناتون كان هو المصري الوحيد الذي دعا المصريين القدامى لنبذ عبادة الشمس والأصنام والتحول إلى عبادة خالق الشمس الإله الواحد . كما أن ذا القرنين كان الوحيد الذي دعا الصينين القدامى إلى نبذ الخرافات وعبادة الناس والتحول إلى عبادة الله الواحد ولما كان أخناتون هو ذو القرنين فإن بعثه للمصريين ثم للصينيين يعني أن هاتين الأمتين كانتا موحدتين في زمن تلك البعثة 1370 1352 قبل الميلاد بالنسبة لمصر ولفترة أبعد من ذلك في الصين ..رحلة "ذي القرنين ( أخناتون ) من مصر إلى مطلع الشمس
في جزيرة "كيربياتي" على المحيط الهادي
يقول الله تعالى في سورة الكهف
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم
مِّنْهُ ذِكْرًا 83 إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا 84 فَأَتْبَعَ سَبَبًا 85 حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا 86 قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا 87 وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا 88 ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا 89 حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا 90 كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا 91 ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا 92 حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا93 قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا 95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا 96 فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا 98يقول الله تعالى إنا مكنا له في الأرض وأتيناه
من كل شئ سببا ، والآية تدل على أن "ذا القرنين" كان ملكا وتروي المصادر التاريخية أنه كان عالما وجغرافيا ومهندس بناء وأوتي من كل شئ سببا وقد اتضح ذلك من خلال رحلته إلى مطلع الشمس وبناء الردم ..وكان هاجس المؤلف الاهتداء إلى مطلع
الشمس وقد استدل من قول الله (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ )أن للشمس مطلعا واحدا ولا بد أن هذا المطلع موجود في وقتنا الحاضر ,, مع ملاحظة أن الله خص المطلع بالشمس وخص المشرق بالأرض يقول تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ) ويقول تعالى ( وترى الشمس إذا طلعت ) ويقول تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ) ويقول تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ) وهكذا في كل مرة يتحدث عن الشمس يصفها بالطلوع ولم يذكر مطلقا تعبير شروق الشمس أو مشرق الشمس ولكنه جل وعلا عندما يتحدث عن الأرض يعبر عنها بالشروق والمشرق والمشارق فيقول تعالى ( وأشرقت الأرض بنور ربها) ويقول تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها ) وقال أيضا ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) والعلم الحديث يؤيد هذا التعبير لأن الأرض تدور حول محورها بانجاه الغرب وكل حركة لها تعتبر شروقا في مناطق معينة ولذلك تتعدد المشارق فلكل منطقة مشرقها أما المطلع فهو واحد وتلك من معجزات القرآن الكريم التي أيدها العلم الحديث.ومن هذا المنطلق ركز على أن للشمس مطلعا واحدا وهداه تفكيره إلى أن هذا المطلع لا بد أن يكون على خط الاستواء ويكون أقصى نقطة باتجاه الشرق وهكذا اختار جزيرة ( كيربياتي ) على المحيط الهادي حيث في هذه الجزيرة تطلع الشمس يوميا الساعة السادسة والنصف صباحا وتغرب في السادسة والنصف مساء ويتساوى فيها الليل والنهار طوال أيام العام وهكذا بدأ رحلته إلى هذه الجزيرة البعيدة في يوم الأربعاء 25/4/2017 م وكان خط سير الرحلة
الرياض دبي سنغافورة طوكيو فيجي تاراوا ( عاصمة كيربياتي)
واستغرقت الرحلة 28 ساعة طيران وكانت المسافة من الرياض إلى تاراوا 25000كم
حافلة الفندق ( لاحظ الاسم مطلع الشمس
ولم يبق إلا
البحث عن مغرب الشمس وهو المكان الذي وصله ذو القرنين أولا ووجد الشمس تغرب فيه في عين حمئة ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) فانحصر التفكير في البحث عن العين الحمئةوبهذا ينتهي هذا الجزء من البحث بتحديد موقع مغرب الشمس ومطلعها
ومعنى يأجوج ومأجوج
قال تعالى
حتى
ومما
سبق يتضح أن ذا القرنين بعد أن وصل مطلع الشمس واصل رحلته إلى بلاد ما بين السدين وقد أثبت المؤلف أنها هي الصين ..هذه الأسئلة يجيب عليها المؤلف بتفصيل متناه وقد بدأ بحثه بتتبع كلمتي يأجوج ومأجوج وهل هما كلمتان صينيتيان ؟ وهل هما مستخدمتان الآن ؟ وبخاصة أن بعض المفسرين ذكروا أنهما كلمتان أعجميتان ، وقد كان من توفيق الله أن حدثت قصة ساعدته في الوصول إلى ما يريده يقول باختصار :
في عام 1419ه بلغت بأنني رشحت عضوا في اتحاد الدراجات السعودي علما بأنه لم يكن لي أي اهتمام بهذه الرياضة من قبل ولكني قبلت وشكرت المسؤولين .. ولأن الاتحاد السعودي عضو في الاتحاد الأسيوي فقد طلب منا المشاركة في اجتماعات الاتحاد الأسيوي في شنغهاي في الصين ورشحت كرئيس للفريق السعودي المشارك في السباقات التي كان مقررا تنظيمها خلال فترة الاجتماعات وهكذا وجدت نفسي ولأول مرة في الصين الشعبية التي طالما ذهب خيالي وظني على أنها قد تكون هي بلاد يأجوج ومأجوج
وخلال الأيام الأولى لزيارتي لمدينة شنغهاي تعرفت على أستاذ في جامعة تنكوا اسمه ( Huxiao Tian ) وكان هدفه من المشاركة تقوية لغته الانجليزية ولتحقيق ذلك كان حريصا على انتهاز كل فرصة للحديث باللغة الانجليزية وقد شجعني لطفه وحسن تعامله على طرح بعض الأسئلة عن تاريخ الصين القديم فلعلني أجد ما يساعدني على فك بعض أسرار قصة ذي القرنين …. وذات مرة بادرته سائلا عما كان قد سمع بقصة
وكمحصلة للبحث والدراسة والسفر تبين
أن القوم الذين طلبوا من ذي القرنين بناء السد لهم أو الردم كما قرر ذي
القرنين هم صينيونأن تفسير العبارة هو ( أن سكان قارة آسيا وسكان قارة
الخيل مفسدون في الأرض)أن المنطقة التي بني فيها الردم هي مقاطعة ( خنان)
وأن المدينة هي ( جنج جو)أن الملك الذي كان يحكم الصين في ذلك الوقت
1230ق م هو شانغ من أسرة شانغ وهو نفس الزمن الذي غادر فيه أخناتون مصرأن ذا القرنين كان رسولا طوافا من عند الله لكثير من الأمم وأنه أرسل للأمة
الصينية بصفة خاصةأن ذا القرنين كان عالما في الدين وخبيرا في العلوم
الأخرى كالفيزياء والكيمياء والفلك والجغرافيا وتقنية المواد وعلوم البحار وقيادة السفن والهندسة المدنية والمعمارية وعلم اللغات وهي الأسباب التي ساعدته في رحلته إلى مطلع الشمس وفي قدرته على بناء الردم قال تعالى
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا93 قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا 95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا 96 فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
بعدما تم التأكد من أن البلاد التي وصلها ذو القرنين هي الصين وأن
الذين طلبوا منه بناء السد هم الشعب الصيني لأنهم كانوا يتعرضون لعدوان جيرانهم على الحدود الشمالية ( يأجوج ومأجوج ) وهم سكان قارة آسيا وسكان قارة الخيل توصل المؤلف أن منطقة ما بين السدين هي مدينة جنج جو في مقاطعة ( خنان ) في وسط الصين وما زال الردم موجودا فيها وقد وقف بنفسه عليه والتقط الصور التذكارية واكتشف أن أرتفاعه يبلغ من ثمانية إلى تسعة أمتار وأن عرض قاعدته كبيرة جدا حيث تبلغ 36 مترا ويتكون من هيكل ضخم له ضلعان وبينهما زاوية ويبلغ طوله حوالي سبعة كيلومترات وبعض أجزائه قد تعرضت للهدم
في الصورة الأولى المؤلف ومن خلفه الردم ( لا حظ
الارتفاع ) وفي الصورة الثانية يرتقي أعلاه انظرعرض الردم بملاحظة المسافة بين الأشجار عن يسار المؤلف ويسار الرجل الذي يقف بموازاتهأما مهندس
الردم فهو ذو القرنين كما ذكر القرآن الكريم وهو الذي وضع مواصفاته واختار أن يكون ردما بعد أن طلب منه الصينيون أن يكون سدا ، لأن السد لا يصلح إلا لحجز المياه أما الردم فهو الأنسب لصد الغزاة والمعتدين .. وعند التدقيق في المواد الخام والتقنيات التي اتبعت في بنائه تجد أنه من الحديد الذي يصهر بواسطة النفخ بالنار ثم يفرغ عليه القطر ومدينة جنج جو تتمتع بوجود احتياطات كبيرة من الحديد ومن الفحم الحجري المستخدم في الوقود ومن مادة الصلصال المشار إليه باللغة الانجليزية (Earth ) وهو ما يعتقد أنه القطر الذي ذكر في القرآن وليس النحاس كما ذكر بعض المفسرين لأنه لا يوجد في الصين نحاس يقول القرآن أن ذا القرنين استخدم زبر الحديد ثم قام بإشعال الحديد واستخدام المنافيخ لجعله نارا ثم أفرغ على الحديد المشتعل مادة القطر وهذه العمليات تتوفر فيها كل مقاييس العمليات الكيميائية المستخدمة في تكوين المركبات الكيميائة لتغيير خصائصها وإكسابها خصائص جديدة
المؤلف يسير فوق الردم مع مجموعة من الصينيين
والأعجوبة
الأخرى أن هناك تطابقا في أسلوب البناء والمواد المستخدمة بين صرح هامان وفرعون الذي بناه والد اخناتون ( امنحوتب ) في مصر وبين ردم يأجوج ومأجوج يقول الله تعالىوقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري
فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبينففي المشروعين تم استخدام الطين وتم القيام بالنفخ وهذا
دليل على أن أخناتون هو القاسم المشترك في المشروعين وأنه قد اكتسب خبرة في هذا النوع من البناء رغم اختلاف طبيعة المشروعين فالصرح هو برج يستخدم للاستكشاف ويناسبه الطين المحروق أما الردم فيستخدم للحماية من الأعداء ولا بد من استخدام الحديد لجعله أكثر متانة وهذه المقاييس والمتانة هي التي وصفها الله تعالى بقوله ( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) صدق الله العظيمسبق أن عرفنا أن ( يأجوج ومأجوج ) كلمتان
صينيتان وما تزالان تستخدمان في اللغة الصينية إلى اليوم وأن يأجوج تتكون من ثلاث مقاطع هي (يأ ) وتعني آسيا و ( جو) وتعني قارة و ( جن) وتعني سكان … وأن مأجوج تتكون من ثلاث مقاطع أيضا هي ( مأ ) وتعني الخيل و( جو ، وجن ) وسبق التعرف على معناهما وبالتالي فإن الترجمة الحرفية للكلمتين هي ( سكان قارة آسيا ) و ( سكان قارة الخيل )وتشير العديد من المؤشرات والدلالات التاريخية أن الصين عندما بلغها ذو القرنين كانت تعيش في جو منعزل عن جيرانها من يأجوج ومأجوج وهم :
اليابانيون الكوريون المنشوريون ( الآن جزء من الصين ) سكان سيبريا
سكان التبت ( الآن جزء من الصين ) بعض دول وشمال وسط آسيا سكان منغوليا ( وتجتمع في منغوليا أنها من سكان قارة آسيا ومن سكان قارة الخيلوهذه الدول هي التي كانت بينها وبين الصين اتصالات وحروب في تلك الحقبة من الزمن وقد أيدت العديد من الاستكشافات والأبحاث والآثار أن الصينيين الذين قالوا لذي القرنين " إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض إنما كانوا يقصدون سكان الدول المذكورة أعلاه
ما الأسباب التي جعلت يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ؟
2 شح وندرة
الموارد الطبيعية ومصادر الرزق
3 توفر أدوات القتال وتفوقها ( الخيل وتوفر مهارة استخدامها في الحروب )
4 ضعف الصين في زمن ذي القرنين وافتقارهم إلى قوة الردع الكافية
5 ولع هؤلاء القوم بالحروب واتصافهم بالوحشية وعدم الرحمةفي معاملة الأعداء
6 الطمع في موارد الصين وثرواتها
دائما مصدر خطر على جيرانها وعلى العالم وبخاصة وأنهم متمرسون في فنون القتال ويمتلكون خيولا متوحشة تعينهم على ارتكاب فسادهم وقد خرج من المأجوجيين ( أصحاب الخيل في منغوليا ) جنكيز خان الذي كانت أولى حروبه موجهة نحو المجتمعات الحضرية حيث دمر مدينة خوارزم أجمل مدن الدنيا حينذاك وتركها أطلالا وخرائب ويقول المؤرخون أن ما قام به جنكيز خان من مذابح بشعة هي أكثر المذابح دموية في تاريخ البشرية وأنها شبهت بالكورارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والعواصف وقد بلغ من وحشيته أنه قتل جيشا من المسلمين في بخارى تعداده 20220 عشرون ألف جندى عندما أراد الهرب ، كما أنه كان يفرغ صناديق المصاحف ويستخدمها في تغذية الخيل .. وخرج هولاكو الذي اكتسح آسيا حتى وصل إلى الدول العربية وأحرق مدينة بغداد مما يدل أن الإفساد بطبيعتهم وأن الوحشية جزءا من شخصيتهم التي فرضتها قسوة الطبيعة الصحراوية والرعوية …
الصفات الجسمانية والأخلاقية لليأجوجيين والمأجوجيين
تشترك هذه الشعوب مع الصينين في الأصول العرقية حيث تنتمي جميعها للجنس المغولي وتتصف بصفات خلقية وجسمانية مميزة وهي
2 عراض الوجوه المسطحة
نسبيا
3 بروز عظام وجنات الخدود
4 عيونهم سوداء ضيقة بيضاوية تشبه اللوزة
5 شعر أسود ناعم
ضمن حديث نبوي شريف ضمن سياق وصف يأجوج ومأجوج
فقد قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو عن ابن حرملة عن خالته قالت : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب اصبعه من لدغة عقرب فقال : " إنكم تقولون لا عدو لكم إنكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يخرج يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة " …
إن هذا التطابق في الوصف النبوي ليأجوج ومأجوج مع ما تم استخلاصه من صفاتهم بعد أن تمت معرفتهم بصورة حقيقية في الوقت الذي لم يكن في جزيرة العرب من تنطبق عليه هذه الصفات لهو معجزة نبوية عظيمة بلا ريب
قال تعالى "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم
من كل حدب ينسلون"وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال الله عز وجل " وهم من كل حدب ينسلون " فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون مافيه حتى يتركوه يابسا "
والفتح بالمفهوم
الإسلامي يعني دخول البلدان والشعوب في الإسلام ، فهل تعني الآية والحديث أن شعوب هذه الدول سيدخلون في الإسلام ؟أم أن الفتح يعني احتلال هذه الدول من قبل قوى أجنبية بقوة السلاح
أم أن الفتح الوارد يعني انفتاح دول قارة آسيا ودول قارة الخيل ( يأجوج ومأجوج ) على العالم كما هو الحال في هذا العصر المعروف بالعولمة …
والمتتبع لتطور دول يأجوج ومأجوج وبروزها كقوة صناعية مؤثرة يلاحظ الكثير
من الإشارات والعبارات التي تشير إلى مدلولات مرتبطة بمضمون عبارة هذا الفتح .. بينما نجد أن هذه الدول كانت على مر التاريخ معزولة ولم تبدأ في الانفتاح على العالم إلا ابتداء من القرن التاسع عشر الميلادي أما قبل ذلك فكانت بينهم عداوات شديدة وصراعات تمثلت في احتلال اليابان للصين وكوريا ونشوب الحروب بين شطري كوريا الشمالي والجنوبي وتقسيمهما إلى دولتين والصين أيضا انقسمت إلى الصين الشعبية واستمرت في شبه عزلة عن العالم حتى السبعينات والصين الوطنية التي استمرت تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية ومازالت في صراع مستمر مع الصين الشعبيةولكن
في السنوات الأخيرة بدأ بروز التكتل الأسيوي وسيطرته على الاقتصاد العالمي وبدأ النمو المطرد في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول الأسيوية وتكوين منظمات التعاون في شتى المجالات كما برز الشعور بالعداء لأمريكا من قبل شعوب هذه المنطقة وكل هذه المعطيات تشير إلى بروز النزعة الأسيوية وتحولها إلى تكتل قوي تتجلى عنده قوة اليأجوجيين وتبدأ قوتهم في النمو والهيمنة خاصة وأن معظم هذه الدول تمتلك قنابل نوويه أو لديها القدرة على صنعها فهل هذا يعني بداية لقوة يأجوج ( سكان قارة آسيا ) .أما بالنسبة لمأجوج ( سكان قارة الخيل ) فأن وضعهم الاقتصادي والسياسي
حاليا غير ذي شأن ولكن لا يستبعد أن يشكلوا في المستقبل أحلافا مع اليأجوجيين وعندئذ يصبح اليأجوجيون والمأجوجيون في حالة اتحاد ربما يكون هو الأقوى على وجه الأرض و وحينها يبدأ خطرهم على العالم كما جاء في القرآن الكريم .. و علينا أن نتذكر بأن وعد الله آتٍ لا محالة وهو اليوم الذي سيدك فيه ذلك الردم الذي بناه ذو القرنين في مدينة جنج جو في الصين ومن الحكمة أن تبقى أبصارنا مفتوحة على ما يجري حولهوالله غالب على أمره
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتهى