التصنيفات
الحياة الاسرية

علاقة الفتى بأبيه

بسم الله الرحمن الرحيم

علاقة الفتى بأبيه

د. فيصل غرايبه – يقول الفتى : عندما كنت في سن أربع سنوات، كنت أرى أبي هو الأفضل من الرجال جميعهم، وعندما كنت في سن ست سنوات، كنت أظن أن أبي يعرف كل الناس، وعندما صرت في سن عشر، شعرت بأن أبي ممتاز ولكن خلقه ضيق، وعندما وصلت إلى سن اثنا عشرة سنة، صرت أتذكر بأن أبي كان لطيفا عندما كنت صغيرا، بدأت في سن الرابعة عشر ربيعا بأن أبي بدأ يكون حساسا جدا، أما وقد بلغت السادسة عشر فقد بدأت ألاحظ أن أبي لا يمكن أن يتماشى مع العصر الحالي، حتى اذا وصلت الى الثامنة عشرة من عمري لاحظت أن أبي ومع مرور كل يوم يبدو كأنه أكثر حدة.
ويستطرد هذا الشاب قائلا: وأنا في سن العشرين، وجدت أن من الصعب جدا أن أسامح أبي، أستغرب كيف استطاعت أمي أن تتحمله، ولاحظت وأنا في سن خمس وعشرين سنة أن أبي يعترض على كل موضوع، حتى إذا بلغت الثلاثين وجدت أنه من الصعب جدا أن أتفق مع أبى ، وأتساءل هل يا ترى تعب جدي من أبي عندما كان شابا؟ ويواصل الرجل الحديث عن دما بلغ الأربعين من عمره فيقول: أبي رباني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط، ولابد أن أفعل نفس الشيء، ويستدرك عندما وصل الى سن الخمس والأربعين، فيقول: أنا محتار، كيف أستطاع أبي أن يربينا جميعا، ويتساءل في سن الخمسين: من الصعب التحكم في أطفالي، كم تكبد أبي من عناء لأجل أن يربينا ويحافظ علينا، ويجد الجواب عند سن الخمسة والخمسين فيقول: كان أبي ذا نظرة بعيدة وخطط لعدة أشياء لنا، أبي كان مميزا ولطيفا، لينتهي عندما يصل إلى الستين من عمره إلى نتيجة مؤداها: ان أبي هو الأفضل.
وهكذا فقد احتاج الابن إلى ست وخمسين سنة لإنهاء الدورة كاملة ليعود إلى نقطة البدء الأولى، أي أن أباه هو الأفضل.و هكذا هي منعطفات الحياة التي يمر فيها كل إنسان .


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.