التصنيفات
قصص قصيرة

زوجي… ارجوك لا تختبر غيرتي … "مميزة" … مكتملة قصة قصيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي .. أرجوك لاتختبر غيرتي

رفعت الستائر السميكة عن النافذة لتنظر

خارجاً و تستطلع عودة زوجها، فلقد تأخر عن موعده المعتاد وبدأ يساورها القلق وهي ترى سيول المياه التي

تجري على الشارع وقطرات المطر المتواصلة الهطول عدا عن عويل الرياح وهي تعصف بالأشجار وكأنها تكاد أن

تقتلعها من مكانها.

تركت ( ليليان ) الستائر لتعود وتنسدل مغطية النافذة فيم طوت هي ذراعيها على صدرها مستجمعة شجاعتها وهي

تتذكر المشاجرة العنيفة التي حصلت أمام الأطفال قبل خروج زوجها العاصف من المنزل ، كانت تطلب منه ألا يفرط

في تدليل أولاده لأنه بذلك يزيد مهمتها صعوبة في السيطرة عليهم وتربيتهم كما يريدان ، فهم ما إن يروه حتى تفلت

زمام الأمور من يدها ويصبح أمر استماعهم لها أو تنفيذ شيئ مما تقول من المستحيلات ، إنها لاتنكر إعجابها

الشديد بالعلاقة الرائعة بين زوجها و الأولاد ، فرغم حبهم له وتعلقهم الشديد به مازال له احترامه ويخافونه بشدة إذ

ا ماغضب ، لكنهم بكل بساطة يتجاهلون والدتهم بشكل متعمد في حضوره وهو بأسلوبه المتساهل زاد الطين بلة

وهذا ماضايقها وآلمها ، لكنها الآن عندما تتذكر كيف فقدت السيطرة على انفعالها وصرخت بغضب على زوجها

ووجم الأطفال وهم ينتظرون ردة فعل والدهم الذي نظر إليها بطريقة توحي برغبته الشديدة في القضاء عليها لأنها

تجاوزت حدودها ، وكان ردها على تلك النظرة أن راحت تهذر بعصبية عن سبب غضبها وهي تدين طريقة تعامله

مع الأولاد و لما توقفت عن الحديث للحظة كي تسترد أنفاسها و قف بسرعة وسألها بحدة : هل انتهيت؟ أجابته لا و

أوشكت أن تتكلم لكنه أسكتها بطريقة فظة وقال لها بأسلوب مهين أنه من حسن حظها أن أطفالها كانوا في

الغرفة معها و إلا فإنه لم يكن ليتجاهل أسلوبها الوقح في الحديث معه. حاولت أن توقفه وهو يتجه نحو الباب كي

يخرج ، كانت غاضبة وتحاول أن توضح وجهة نظرها لكنه دفعها بغضب وخرج كالإعصار من المنزل فيم انسح

ب الأولاد بخوف كلٌ إلى غرفته فهذه هي المرة الأولى التي يرون فيها والديهم يتشاجران بهذه الطريقة!

تذكرت ليليان التوتر الذي ساد علاقتهما مؤخراً بعد أن كانا شديدا الانسجام و التفاهم ، لكن موضوع الأولاد بات

يؤرقها كثيرا، لم تدر لمَ لَمْ تفاتحه بالأمر بهدوء وفي ساعة صفو بدل هذه الطريقة المتسرعة و العصبية … أخيراً

سمعت صوت سيارة زوجها وهي تصطف في الكاراج الخاص ، واقتربيت من الباب و فتحته بلهفة لحظة وصوله

وهي تقول بصوت ينم عن اهتمامها وقلقها :

– يا إلهي لوك هل عدت أخيراً؟ أين كنت؟؟ لقد قلقت عليك لدرجة الجنون ! " نظر إليها من طرف عينه وقال وهو

يتجاوزها ":

– لم لا تلجئين للعويل و الصراخ وعدم الاحترام مرة أخرى لتعبري لي عن مدى قلقك …. يبدو أنك تجدينها طريقة أبلغ

و أكثر تعبيراً ..

" وضعت يدها على كتفه تحاول أن توقفه وقالت تستجدي عطفه واهتمامه ":

– حبيبي أرجوك .. أرجوك سامحني .. " لكنه قاطعها قبل أن تكمل ما تقول وهو يبعد يدها عن كتفه بخشونة وقال

بإهانة ":

– اصمتي ليليان … اصمتي حقاً .. لا أطيق سماع صوتك. " ارتجف قلبها بألم بين ضلوعها ، رطبت شفتيها الجافتين

بلسانها و حاولت من جديد ":

– لكن لوك أنا لم ….

– و لا حتى كلمة واحدة … لم أعد قادراً على تحمل الطريقة التي تستهينين فيها لاحترامك لي!

وصعد الدرجات المؤدية إلى غرفته الزوجية فيما بقيت ليليان في الأسفل تتأمله صاعداً وهي تدرك أن حبها لزوجها

لم و لن يقل يوماً
كان طويلاً عرض الكتفين معدته مسطحة بحكم عمله في المزرعة التي يملكانها ويعيشان فيها

هنا في جنوب استراليا ، كان وسيما ببشرة برونزية وشعر بني وعينان عسليتان داكنتان لهما رسمة مميزة

ارتعشت وهي تفكر أنهما متزوجان منذ 8 سنوات ولديهما ابنة وولدان .. فيفيان 7 سنوات ، جوان 5 سنوات و ليو

عامان ونصف … 8 سنوات وهي تكاد ان تجن في حبها لزوجها ومن شدة هيامها به … بقيت في الدور الأسفل كي تمنحه

قليلاً من الوقت عله يهدأ وبذلك يمكنها أن تتكلم معه بهدوء أكبر ..

عندما دخلت الغرفة وجدتها تغرق في الظلام و لوك يرقد في سريره نائماً بهدوء ، كا نت متأكدة أنه لم يغف بعد ،

لذلك بدلت ملابسها مرتدية قميص نومها الوردي من قماش الساتان الناعم واندست بجواره وهو مايزال

يوليها ظهره ، قبلت كتفه برقة و سألته بحنان : هل غفوت ؟؟ " كان صوتها ناعماً ، سمعته يتأفف

وهو يجيب بنفاذ صبر ":

– نعم .." ضحكت لفعلته اللذيذة واخذت تقبل عنقه قائله:

– وهل صرت تتكلم أثناء نومك ؟؟ .." فاجأها بالتفاته العنيف نحوها وسألها بحنق :

– ماذا تظنين نفسك فاعلة؟؟

أحاول أن أجعلك راضياً … لا أريدك أن تنام و أنت غاضباً مني .." كانت تتكلم بصوت يقطر عسلاً

، لكنه تكلم معها بكل خشونة وقال :

– تظنين أنك تستطيعين القضاء على شعلة الغضب بداخلي؟؟ تستغلين أنوثتك كي أنسى ما فعلته قبل قليل

.. حسناً فلنر إن كان ما تعتقدينه صحيحاً …

ردت على خشونته بنعومة ، وعلى

فظاظته بحنان ، وعلى غضبه بصبر ، مال نحوها ورفع رأسه بشكل مفاجئ ناظراً في عينيها

وسألها متهكماً :

– هل تعتقدين أن حنانك سيصمد أمام غضبي؟ هل تصورت أن بإمكانك أن تخمدي ناري بقليل من من الإغراء ؟؟؟

" ردت عليه تثبت له مدى قدرتها الجبارة على تحمل أذاه و غضبه …

بقيا سوية ً ، كان غاضباً لكنها كانت محبة معطاءة … في النهاية وبعد طول عناء وعندما شعرت انها لم تغير اي شيء … بلحظات .. شعرت أنها بدأت تحطم جدار الصد الذي قابلها به، وتحولت لمساته… وفي تلك اللحظة بالذات ابتعد عنها فوراً وكأنه يتغلب على نفسه رغم ضعفه

تجاهها ، ولاها ظهره وهو يتخذ وضعية النوم وكأنه يهرب من سحرها وتأثيرها عليه ، التفتت إليه غير مدركة

لأسباب هذا التصرف الغريب ، مالت على كتفه وسألته باهتما:

– لوك؟؟ مابك؟؟ هل من خطب؟؟.." تنهد بنفاذ صبر وقال بغضب وحدة ":

– ماذا تريدين أتركيني بسلام .. لدي أعمال كثيرة غداً..

شعرت بعد كلماته وكأنها تهوي من السماء التي حلقت فيها عندما تجاوب معها ، لترتطم بقوة رهيبة على أرض

الواقع وهي تعي لأول مرة أنه سرعان ما تخلص من سطوة سحرها التي باتت ضعيفة!! لذلك تركته وولته ظهرها

هي الأخرى و أطفأت النور الجانبي بجوارها ، ورغماً عنها شعرت بقلبها يتحطم لقدرته على النوم دونها !!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.