في مزرعة (حلال فوود) ..
كان يعيش ديك منتوف الريش ..
لم يشأ صاحب المزرعة أن يجمع عليه فتنة (القبح) وفتنة (الذبح) ..
فتركه يصول ويجول في المزرعة !!
وذات صباح ..
خرج الديك المنتوف يتريض، فألفى طاوسا مستغرقا في التأمل ..
الديك مخاطبا الطاووس (في غيظ ودون مقدمات) : فيما تتأمل ؟!
الطاووس : فيما أنعم الله عليَّ ..
الديك : وبما أنعم الله عليك ؟!
الطاووس : نِعَمٌ لا تعد ولا تحصى، منها ما تدركه الأبصار ومنها ما لا تدركه !!
الديك : مثل ماذا ؟!
الطاووس : مما تدركه الأبصار؛ اللباس، الجمال، الرشاقة ..
الديك : وما لاتدركه الأبصار ؟!
الطاووس : الرضا، صفاء القلب، نقاء السريرة، الحب ..
الديك : لا أرى شيئا من ذلك، فكم أنت في عيني قبيح !!
مد الطاووس يده ومسح بها وجه الديك في رفق، ثم سأله : كيف تراني الآن ؟!
فرك الديك عينيه في عصبية، ورد في دهشة : تبدو جميلا جدا !!
وأضاف في غيظ : ما الذي جرى ؟!
الطاووس : أزحت عن عينيك شيئا !!
الديك : ما هذا الشيئ ؟!
الطاووس مبتسما : لا يهم، المهم أنك أصبحت قادرا على رؤية الحقيقة !!
الديك : أصبحت في عيني جميلا ، لكن قلبي لا يزال ممتلئا بالحقد عليك .. أكرهك !!
الطاووس : لا بأس .. ردد معي ..
اللهم ارضني بما قسمت لي من الدنيا ..
أعوذ بك ربي أن تمتد عيني لما متعت به غيري ..
وأعوذ بك أن أتمنى زوال نعمتك عن أحد من خلقك ..
إن ترسل من رحمة فلا ممسك لها ..
وإن تمسك فلا مرسل لها من بعدك ..
ولا حول ولا قوة إلا بك ..
الطاووس : كيف شعورك نحوي الآن ؟!
الديك : أحبك ..
عانق الطاووس الديك المنتوف بحرارة ، ثم افترقا ..
وبينما الديك في طريق العودة، عرج على جدول الماء ليشرب ..
وعندما مد منقاره في الماء وجد صورته هكذا ..
احبكم جميعا…