التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

الشيخ العلامه عبدالله بن جبرين حفظه الله ورعاه من الشخصيات

نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين

الاسم والنسب

هو عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد وهم فخذ من عطية بن زيد وبنو زيد قبيلة مشهورة بنجد كان أصل وطنهم مدينة شقراء ثم نزح بعضهم إلى بلدة القويعية في قلب نجد وتملكوا هناك.

أسرته

هذه الأسرة منهم من له ذكر وأخبار على الألسن لكنها لم تدون في كتب التأريخ لقلة العناية بتلك الأخبار في زمنهم وقد أشتهر جده الرابع وهو حمد بن جبرين وكان في أواسط القرن الثالث عشر حيث آل إليه أمر القضاء والولاية والأمارة في مدينة القويعية وكان ذا منزلة ومكانة في قومه فهو خطيبهم وأميرهم وقاضيهم مع ما رزقه الله من السعة في العلم والمال وتملك الآبار وإحياء الموات كما تدل على ذلك وثائق الملكية التي تحمل اسمه وأسماء بنيه من بعده وقد أورث علماً جماً حيث كان له كتاب وعمال ينسخون الكتب الجديدة بالأجرة ولا يزال الكثير منها موجوداً موقوفاً عند بعض أحفاده ثم اشتهر بعده ابن ابنه إبراهيم بن فهد فتعلم العلم وأدرك الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ والشيخ عبدالله أبابطين والشيخ حمد بن معمر وقرأ ونسخ وحفظ علماً جماً وأورث بعده مخطوطات تحمل اسمه منها ما نسخه بيده ومنها ما تملكه وقد تولى الإمامة والخطابة والإفتاء والتدريس وتعليم القرآن والحديث وتوفى في آخر القرن الثالث عشر وقام بعده ابنه عبدالله الذي حفظ القرآن وقرأ على أبيه وبعض علماء بلده وغيرهم وتولى الإمامة والخطابة والتعليم في قرية مزعل التابعة للقويعية وقد نسخ كتباً بيده أوقفها بعده ومات سنة 1344ه وتولى الإمامة والخطابة بعده ابنه محمد بن عبدالله وكان قد قرأ على أبيه ورحل في طلب العلم وحفظ الكثير من المتون ونسخ بيده كتباً ومات سنة 1355ه وأما والد المترجم له فهو أحد طلبة العلم وحفظه القرآن ولد سنة 1321ه وتولى الإمامة بعد أخيه ثم انتقل إلى بلدة الرين لطلب العلم على قاضيها عبدالعزيز الشثري المكنى بأبي حبيب وأقام هناك حتى أرتحل بعد وفاة الشيخ أبا حبيب إلى الرياض ومات سنة 1387ه.

نشأته

ولد الشيخ عبدالله بن جبرين سنة 1352ه في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتعلم في عام 1359ه وحيث لم يكن هناك مدارس مستمرة تأخر في إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنه إثناء عشر عاماً وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367ه وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظاً وعمدة الأحكام بحفظ بعضها وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث ابتداء بصحيح مسلم ثم بصحيح البخاري ثم مختصر سنن أبى داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي وقرأ سبل السلام شرح بلوغ المرام كله وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديث من جوامع الكلم وقرأ بعض نيل الأوطار على منتقى الأخبار وقرأ تفسير ابن حرير وهو مليء بالأحاديث المسندة والأثار الموصولة وكذا تفسير ابن كثير وقرأ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وأتقن حفظ أحاديثه وأثاره وأدلته وقرأ بعض شروحه وقرأ في الفقه الحنبلي متن الزاد حفظاً وقرا معظم شرحه وكذا قرأ في كتب أخرى في الأدب والتأريخ والتراجم واستمر إلى أول عام، أربع وسبعين حيث انتقل مع شيخه أبو حبيب إلى الرياض وانتظم طالباً في معهد إمام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377ه وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر طالباً ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381ه وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجين البالغ عددهم أحد عشر طالباً وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة. وفي عام 1388ه انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390ه بتقدير جيد جداً وبعد عشر سنين سجل في كلية الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407ه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ أكابر العلماء ويحضر حلقاتهم ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية والبحوث العلمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلو من فائدة أو بحث في دليل وتصحيح قول ونحوه.

الحالة الاجتماعية

تزوج بابنة عمه الشقيق رحمها الله وذلك في آخر عام 1370ه ومع قرابتها كانت ذات دين وصلاح ونصح وإخلاص بذلت جهدها في الخدمة والقيام بحقوق ربها وبعلها وتوفيت عام 1414ه وقد رزق منها أثنى عشر مولوداً من الذكور والإناث مات بعضهم في الصغر والموجود ثلاثة ذكور وست إناث وقد تزوج جميعهم وولد لأغلبهم أولاد من البنات والبنين ولا يزالون يغشون أباهم ويخدمونه ويقومون بالحقوق الشرعية والآداب الدينية، أما الوضع المنزلي فقد كان في أول الأمر تحت ولاية والده فكان يخدمه ويقوم بما قدر عليه عن بره وأداء حقه في نفسه وماله ولا يستبد بكسب ولا يختص بمال ولما انتقل إلى الرياض وانتظم في معهد إمام الدعوة العلمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع ما فضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده وبعد ثلاث سنين اضطر إلى إحضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية وبقي يستأجر منزلاً بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى حيث قام فيه سبعة عشر عاماً يعيش في وسط من الحال لا إسراف فيه ولا تقتير ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402ه انتقل إلى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة.

عقيدته

أما العقيدة والمذهب فقد نشأ على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ العلماء المخلصين فتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من كتب العقائد كالواسطية للشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وتقلى شرحها من مشائخه الذين تعلم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص وقد نهج والحمد لله منهج مشايخنا في تدريس كتب العقيدة السلفية فقرأ عليه التلاميذ الكثير من كتب العقائد المختصرة والمبسوطة كشروح الواسطية للهراس ولابن سلمان ولابن رشيد وشرح الطحاوية ولمعة الاعتقاد وشروح كتاب التوحيد وكذا الكتب المبسوطة لشيخ الإسلام وابن القيم وحافظ الحكمي وغيرهم ممن كتب في العقيدة وناقش الأدلة وتوسع في سردها وكان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة يدرس كتب العقيدة ويشرف على البحوث والرسائل التي تقدم للجامعة في هذا القسم ويشترك في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه ويرشد الطلاب إلى المراجع المفيدة في الموضوع ولا زال إلى الآن يشرف على كثير من الرسائل وعلى اتصال بالجامعة زيادة على الطلاب الراغبين في هذه الدراسة في هذه الدراسة.

أما المذهب في الفروع فإن مشايخه الذين درس عليهم الفقه كانوا متخصصين في مذهب أحمد بن حنبل، لا يخرجون عنه غالباً وقد اقتصر عليه وأكثر من قراءة كتب الحنابلة والتعليق عليها ومعلوم أن مذهب أحمد هو أوسع المذاهب لكثرة الروايات فيه التي توافق المذاهب الأخرى غالباً فمن قرأ هذا المذهب وتوغل فيه أحاط بأكثر المذاهب ما عدى الافتراضات ونوادر المسائل التي يفترض الفقهاء وجودها فلا أهمية لدراستها فمتى وقعت أمكن معرفة حكمها بإلحاقها بأقرب ما يشابهها.

شيوخه

أما الشيوخ والعلماء الذين تتلمذ عليهم فأولهم والده رحمه الله تعالى فقد بدأ بتعليمه القراءة والكتابة في عام 59 ثم أكمل وهي مسقط الرأس وكان رحمه الله من طلبة العلم وأهل النصح والإخلاص والمحبة وقد أفاد كثيراً بحسن تربيته وتلقينه وحرصه على التلاميذ ليجمعوا بين العلم والعمل وقد توفى سنة 1377ه ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم شيخه الكبير عبدالعزيز بن محمد أبو حبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحو والفرائض وحفظ عليه الكثير من المتون وتلقى عنها شرحها والتعليق على الشروح وكان بدء الدراسة عليهم عام 1367ه حتى توفى عام 1387ه بالرياض رحمه الله تعالى ولكن قلت القراءة عليه بعد التخرج للانشغال والتدريس ونحوه، ومن العلماء الذين قرأ عليهم واستفاد من مجالستهم فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان إماماً وخطيباً في إحدى القرى بالرين ثم قاضياً في حفر الباطن ثم تقاعد وسكن الرياض ومات سنة 1381ه وكان ضرير البصر ولكن وهبه الله الحفظ والفهم القوي فقلّ أن يجالسه كبيراً أوصغيراً إلا استفاد منه وقد قرأ عليه بعض الكتب في العقيدة والحديث وحضر مجالسه التي يتعدى فيها الأكابر والعلماء ويأتي بالعجائب والغرائب وبالجملة فهو أعجوبة زمانه رحمه الله وأكرم مثواه، ومن أشهر المشايخ الذين قرأ عليهم وتابع دروسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو غني عن التعريف به وقد تلقى عليه مع التلاميذ دروساً نظامية عند ما أفتتح معهد إمام الدعوة في شهر صفر عام 1374ه وتولى تدريس القسم الذي كنت معهم في أغلب المواد الشرعية كالتوحيد والفقه والحديث والعقيدة فدرسه في الحديث بلوغ المرام مرتين في القسم الثانوي والقسم العالي وفي الفقه متن زاد المستقنع وشرحه الروض المربع مرتين أيضاً بتوسع غالباً في شرح كل جملة وهم يتابعون ويكتبون الفوائد المهمة.

وفي التوحيد والعقدية قرأ كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ومتن العقيدة الحموية والعقدية الواسطية له أيضاً وشرح الطحاوية لابن أبي العز وغيرها وقد استمر في التدريس حتى أنهو القسم العالي في آخر سنة 1381ه حيث توقف عن التدريس وانشغل بالافتاء ورئاسة القضاء حتى توفى عام 1389ه في رمضان رحمة الله تعالى عليه.

وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من العلماء كالشيخ إسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحو والصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375ه حتى التخرج والشيخ عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض لمدة ثلاث سنوات ودرس عليه أيضاً في مرحلة الماجستير لمادة الفقه عام 1388ه وكان رحمه الله نم فقهاء البلد وله مؤلفات مشهورة منها عدة الباحث بأحكام التوارث ومنها التنبيهات السنية شرح العقدية الواسطية وهو أول الشروح الوافية لهذه العقيدة. وقرأ أيضاً على الشيخ حماد بن مجد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبدالحميد عمار الجزائري في علوم وفنون متعددة وفي مرحلة الماجستير قرأ على الكثير من كبار العلماء كسماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402ه في الفقه طرق القضاء وحضر مجالسه منذ أن قدم الرياض واستفاد منه كثيراً في الأحكام والقصص والعبر والتأريخ والنصائح كما هو مشهور بذلك وقرأ على الشيخ عبدالرزاق عفيفي وهو مشهور من كبار العلماء وقد تتلمذ عليه واستفاد منه جمع غفير في هذه البلاد من القضاة والمدرسين والدعاة وغيرهم وهو ممن فتح الله عليه وألهمه من العلوم ما فاق به الكثير من علماء هذا الزمان وقد توغل في التفسير والاستنباط عن الآيات وكذا في الحديث ومعرفة الغريب منه وكذا في العلوم الجديدة وأهلها.

وكذا الشيخ مناع خليل القطان الذي درسهم في تلك المرحلة في مادة التفسير بتوسع وإيضاح وقد استفادوا كثيراً من مجالسته ومحاضراته حيث يأتي بفوائد كثيرة مستنبطة من الآيات أو الأدلة وله مؤلفات عديدة في فنون متنوعة وكذا الشيخ عمر بن مترك رحمه الله تعالى وكان من أوائل حملة الدكتوراه من السعوديين وقد قرأ عليه في مادة الفقه والحديث والتفسير وكان شديد العناية بالأدلة والتعليلات وله معرفة تامة بالمعاملات المتجددة ويتوسع في الكلام قولها وقد استفاد منه كثير، ومنهم الشيخ محمد عبدالوهاب البحيري مصري الجنسية تولى التدريس في الحديث وكان يتوسع في الشرح وذكر المسائل الخلافية ويحرص على الجمع والترجيح فأفاده في كثير من المواضع المهمة ومنهم محمد الجندي مصري أيضاً ولم يقم إلا بعض سنة حتى مرض فرجع إلى مصر وتوفى هناك رحمه الله ومنهم محمد حجازي صاحب التفسير الواضح ومنهم طه الدسوقي العربي مصري أيضاً وكان ذا معرفة واسعة واطلاع وحفظ مع فصاحة وبيان وآخرون سواهم.

وقد استفاد أيضاً من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بذلك عبدالله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير بالرياض بعد العصر وبعد الفجر والمغرب بحيث يحضره العدد الكثير ويدرس في فنون منوعة من المتون والشروح المؤلفات ويعلق على الجمل ويوضح المسائل وينبه على الأخطاء ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم المهيزع وهو من المدرسين والقضاة وكان يقيم دروساً في مسجده وفي منزله ويستفيد منه الكثير ومنهم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن هويمل أحد قضاة الرياض قرأ عليه في المسجد وغيره وإن كان قليل التعليق لكنه يفيد على الأخطاء ويوضح بعض المسائل الخفية وفي آخر حياته ثقل سمعه وأشتد مرضه ثم توفى رحمه الله تعالى في عام 1415ه وقد استفاد أيضاً من الزملاء والجلساء الذين سعد بالاقتران بهم وقت الدراسة ووفق بالقراءة معهم والمذاكرة في أغلب الليالي وفي أيام الاختبارات ومنهم الشيخ فهد بن حمين الفهد والشيخ عبدالرحمن محمد المقرن رحمه الله والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن فرسان والشيخ محمد بن جابر وغيرهم ممن سبقوه بالقراءة على المشايخ وتعلموا كثيراً مما فاته فأدركه بواسطتهم فكان يقرأ عليهم الشرح ويتلقى إصلاح بعض الأخطاء اللغوية والبحث في المسائل الخلافية ومعرفة الكتب المفيدة في الموضوع وكيفية العثور على المسألة في الكتب المتقاربة في الفقه الحنبلي وكذا معرفة طرق الاستفادة من كتب اللغة واختصاص كل كتاب بنوع من المواضيع ونحو ذلك مما يفوت من يقرأ بمفرده فلذلك ينصح المبتدئ أن يقترن في المذاكرة والاستفادة بمن هم أقدم منه في الطلب ليضم ما عندهم إلى ما عنده وقد ذكرنا أن أقدم هؤلاء المشايخ هو الشيخ عبدالعزيز الشثري رحمه الله وقد بالغ في الثناء عليه ولما انتقل إلى الرياض عام 1374ه استصحبه معه وذكر لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى بعض ما قرأ عليه وما وصل إليه مما جعل الشيخ يجعله مع أعلى التلاميذ عند تقسيمهم إلى سنوات في معهد إمام الدعوة العلمي وكان من آثار إعجابه أن طلبه ذلك العام لتولي القضاء ولكنه أعتذر بالدراسة والشوق إليها فعذره.

الأعمال التي تقلدها

أولها أن بعث مع الدعاة إلى الحدود الشمالية في أول عام 1380ه بأمر الملك سعود وإشارة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ورئاسة الشيخ عبدالعزيز الشثري رحمهم الله تعالى مع بعض المشائخ ولمدة أربعة أشهر ابتداء من حدود الكويت على امتداد حدود العراق وحدود الأردن وحدود المملكة شمالاً وغرباً وكثير من مناطق المملكة وقاموا بالدعوة والتعليم وتوزيع النسخ المفيدة في العقيدة وأركان الإسلام حيث أن أغلب السكان من البوادي عاشوا في جهل عميق فهم لا يعرفون إلا اسم الإسلام والصلاة والصيام ونحو ذلك ويجهلون الواجبات وما تصح به الصلاة ويقعون في الكثير من وسائل الشرك وأنواعه وقد بذلت الهيئة جهداً في تعليمهم ونفع الله الكثير ممن أراد به خيراً.

ثم تعين مدرساً في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381ه إلى عام 1395ه قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحو والتأريخ وكتب مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الإجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد وكذا مذكرات على مواد الفقه والتوحيد والمصطلح لا يزال الكثير منها محفوظ عند الطلاب أو في المعاهد العلمية ثم في عام 1395ه انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى وهو متن التدمرية وكتب عليه تعليقات كفهرس للمواضيع وعنوان للبحوث وكذا درس أول شرح الطحاوية ثم في عام 1402ه انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو إفتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح ومازال هكذا حتى الآن وقد انتهت مدة خدمته في دار الإفتاء، أما الأعمال الأخرى فقد تعين إماماً في مسجد آل حماد بالرياض في شهر شوال عام 1389ه حتى هدم المسجد وهدم الحي كله في عام 1397ه وبعد عامين عين خطيباً احتياطياً يتولى الخطبة عند الحاجة ومازال كذلك إلى الآن حيث يقوم بخطبة الجمعة وصلاتها في الكثير من الجوامع عند تخلف الخطيب أو قبل تعيينه وقد يستمر في أحد الجوامع أشهراً أو سنوات ويتولى صلاة العيد في بعض المناسبات. ويقوم أيضاً متبرعاً بالتدريس في المساجد ابتداء بدرس الفرائض في عام 1387ه لعدد قليل ثم بتدريس التوحيد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية ونحوها لعدد كثير في مسجد آل حماد في آخر عام 1389ه وقد حصل إقبال شديد على تلك الحلقات وكان أغلب الطلاب من مدرسة تحفيظ القرآن الذين توافدوا من جنوب المملكة ومن اليمانيين الوافدين لأجل التعلم وقد أقام تلك الدروس بعد الفجر أكثر من ساعة أو ساعتين وبعد الظهر كذلك وبعد العصر غالباً وبعد المغرب إلى العشاء واستمر ذلك حتى هدم المسجد المذكور حيث نقلت الدروس إلى مسجد الحمادي حيث توافد إليه الطلاب كثرة في أغلب الأوقات للدراسة في العلوم الشرعية كالحديث والتوحيد والفقه وأصوله والمصطلح وغيرها ثم في عام 1398ه رغب إليه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أن يقوم في غيبته بالصلاة في الجامع الكبير كإمام للصلوات الخمس فقام بذلك وكان يتولى الصلاة بهم إماماً كل وقت ماعدا خطبة الجمعة وصلاتها ومن ثم نقلت الدروس إلى مسجد الجامع الكبير والذي عرف بعد ذلك بجامع الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله وفي حالة حضور سماحة الشيخ يقوم بصلاة العشائين هناك وإلقاء الدروس بينهما وبقية الأوقات ويلقي الدروس في مسجد الحمادي بعد العصر والمغرب وبعد الفجر غالباً ثم في عام 1398ه رغب إليه بعض الشباب في درس بعد العشاء في المنزل يتعلق بالعقيدة فلبى طلبهم وابتدأ بالعقيدة التي كتبها الشيخ ابن سعدي وطبعت في مقدمة كتابه القول السديد وقد كثر عدد الطلاب وتوافدوا من بعيد ولم يزالوا إليه الآن وقد انتقل عام 1402ه إلى منزله الحالي في السويدي فنقل الدرس هناك في ليلتين من كل أسبوع وقد قرؤا في هذه المدة نظم سلم الوصول وشرحه معارج القبول في مجلدين ورسالة الشفاعة للوادعي وكتاب التوحيد للشيخ محمد محمد بن عبدالوهاب وشرح ثلاثة الأصول له كما قرؤا في الفقه ونظم الرحبية في المواريث ومنار السبيل شرح الدليل لابن ضويان حتى كمل والحمد لله، ولما ضاق المنزل نقلوا الدرس إلى المسجد المجاوره ويعرف بمسجد البرغش كما نقول فيه الدروس الأسبوعية بعد الفجر وبعد المغرب أي بعد هدم المسجد الكبير عام 1408ه وقد قرؤوا في هذه الأوقات كثيراً من الأمهات كالصحيحين وشرح الطحاوية وشرح الواسطية لابن سلمان ولابن رشيد وبعض زاد المعاد وجميع بلوغ المرام وزاد المستقنع وبعض سنن أبي داود والترمذي وموطأ مالك ورياض الصالحين وبعض نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وبعض سنن الدارمي وترتيب مسند الطيالسي وشرح كامل منتقى الأخبار لأبي البركات وكتاب الدين الخالص لصديق حسن خان وفي المصطلح متن نخبة الفكر ومتن البيقونية وفي النحو متن الآجرومية وبعض ألفية ابن مالك وفي أصول الفقه متن الورفان لإمام الحرمين وغير ذلك من المتون والشروح الكثيرة.

وفي عام 1382ه أسس بعض المحسنين مدرسة خيرية أسموها (دار العلم) فأقبل إليها العدد الكثير من الطلاب صغاراً وكباراً وتولى المترجم فيها التدريس في المواد الدينية كالحديث والتوحيد والفقه حسب مدارك الطلاب وأقام الشباب فيها نادياً أسبوعياً يستمر بعد العشاء ليلة كل جمعة لمدة ساعتين يحضره غالباً ويلقى فيه بعض الكلمات ويجيب على الأسئلة الدينية والاجتماعية وفي عام 1398ه قام فيها بدرس أسبوعي يحضره العدد الكثير واستمر حتى هذا العام حيث نقل إلى أقرب مسجد هناك حولها ولا يزال وقد أكملوا فيه قراءة الصحيحين وابتدؤا في سنن الترمذي وتولى القراءة عليه فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالله بن غيث وتركه في أول الأمر الشيخ الدكتور محمد بن ناصر السحيباني حتى انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة ثم خلفه الشيخ الدكتور فهد السلمة حتى انشغل بالتدريس في كلية الملك فهد الأمنية والطريقة أن يقرأ الباب ثم يشرحه بإيضاح مقصد المؤلف وبيان ما تدل عليه الأحاديث وفي حدود عام 1403ه رغب إليه بعض الشباب من سكان حي العليا أن يلقى عندهم درساً أسبوعياً في العقيدة ودرساً في الحديث فابتدأ الدرس في مسجد متوسط في الحي أشهراً ثم انتقلوا إلى مسجد الملوحي مدة طويلة ثم إلى مسجد السالم حيث استمر الدرس فيه سنوات ثم انتقل بهم إلى مسجد الملك عبدالعزيز ثم إلى جامع الملك خالد وقد أكملوا في هذه المدة متن لمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية وكتاب التوحيد ومتن التدمرية وبعض بلوغ المرام وشرح عمدة الفقه قسم العبادات بعض الروض المربع قراءة وشرحاً وفي عام 1409ه رغب إليه بعض الأخوان أن يقرر درساً أسبوعياً في مسجد سليمان الراجحي بحي الربوة قراءة وشرحاً وذلك أن المسجد مشهور ويحيط به أحياء واسعة مكتظة بالسكان المحبين للعلم فلبى طلبهم وابتدأ في شرح الطحاوية فأكمله وفي عمدة الأحكام في الحديث فأكملها وفي كتابه السنة للخلال ثم كتاب السنة لعبدالله بن أحمد ولا يزال يقرأ فيه ويتولى القراءة غلاباً إمام المسجد صالح بن سليمان الهبدان أو مؤذن المسجد ويختم الدرس قرب الإقامة بالإجابة على أسئلة مقدمة من الحاضرين ويتكاثر العدد في هذا الدرس فربما ذادوا على الخمسمائة ولا يتوقف إلا في أيام الاختبارات ثم يستأنف بعدها وفي عام 1409ه رغب إليه سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- أن يلقي درساً في مسجد سوق الخضار بعتيقة لكثرة من يصلي فيه فلبى رغبته وأقام فيه درساً أسبوعياً لكن إنما يحضره القليل من الطلاب لانشغال أهل الأسواق بتجارتهم واستمر هذا الدرس في الفقه والتوحيد كما أنه في هذه السنين يقوم غالب الأسابيع بإلقاء محاضرات في مساجد الرياض النائية التي يكثر فيه المسلون ولا يلقى فيها دروس فيتواجد العدد الكثير غالباً في المحاضرة التي تتعلق بالعبادات والمعاملات وما يحتاج إليه الناس ويشترك أيضاً في الندوات التي تقام أسبوعياً في المسجد الجامع الكبير المعروف بجامع الإمام تركي والتي ابتدأت من أكثر من عشرين عاماً ويعلق عليها غالباً سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- والآن يعلق عليها سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله.

وهناك أعمال أخرى قام منها التدريس في المعهد للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك في عام 1408ه حيث أسند إليه درس الفقه للسنة الأولى ويسمى السياسة الشرعية وهو ما يتعلق بالمعاملات وأحكام والتبادل بمعدل درسين في الأسبوع وفي نهاية العام وضع أسئلة الاختبار وصحح الأجوبة كالمعتاد ثم في العام بعده قام بهذا الدرس ومعه درس آخر للسنة الثانية ويعرف بالأحوال الشخصية وله ثلاث حصص كل أسبوع وطريقة الإلقاء اختيار جمل من الكتاب المقرر وذكر ما فيها من الخلاف وسرد أدلة الأقوال مع الجمع والترجيح ووجه الاختيار وفي السنة بعدها اقتصرت على الدرس الأول وهو السياسة الشرعية ثم توقف بعدها عن هذا التدريس (ومنها) الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه التابعة للجامعة المذكورة وذلك طوال هذه السنين أي بعد الانتقال من الجامعة إلى رئاسة البحوث العلمية كما سبق لم يتخل عن أعمال الجامعة وذلك في كل عام يلتزم بالإشراف وعلى ثلاث رسائل وأربع يقوم بتوجيه الطالب وإرشاده إلى مراجع البحث في الأمهات حسب علمه ويقرأ ما يقدمه كل شهر من بحثه ويبين ما فيه من خطأ ونقص ويجتمع به غالباً كل أسبوع أو نحوه ويرفع عنه للجامعة تقريراً عن سيره وما يعوقه وفي النهاية يكتب عن رسالته ومدى صلاحيتها للتقديم ويحضر عند المناقشة وتقويم الرسالة كما يقوم أيضاً بمناقشة بعض الرسائل المقدمة للجامعة كعضو فيها ويبدى ما لديه من الملاحظات ويحضر تقويم الرسالة كالمعتاد (ومنها) القيام بالدعوة داخل المملكة بإلقاء محاضرات أو خطب أو إجابة على الأسئلة وذلك كل شهر أو شهرين حيث يزور البلاد القريبة الرياض فيلقي محاضرة في معهد أو مركز صيفي وفي مسجد جامع ويجتمع بالأهالي ويبحث معهم في مشاكل البلاد وعلاجها وقد تستمر الرحلة أسبوعياً أو أكثر للتجول في البلاد النائية وزيارة بعض الدوائر الحكومية للمناصحة والإرشاد فيلقى تقبلاً وتشجيعاً وترغيباً في الاستمرار وقد تكون الزيارة رسمية وتحدد المدة من مركز الدعوة أو إدارة الدعوة في الداخل (ومنها) الاشتراك في التوعية في الحج وذلك زمن إن كان تبع الجامعة حتى عام وذكر منافع الحج والعمرة وإيضاح الأهداف من هذه الأعمال وتفقد آثارها بعد إنقضائها والإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالمقام وذلك لمدة شهر كامل وقد تعزر عليه الاشتراك في هذا بعد الالتحاق بالرئاسة بسبب الإقامة في المكتب للحاجة الماسة إليه هناك وقام في السنوات الأخيرة بالحج مع بعض الحملات الداخلية التي تجمع حجاجاً من الرياض وكان يتولى معهم الإجابة على الأسئلة وإلقاء كلمات توجيهية كل يوم مرة أو مرتين ويقوم بزيارة بعض الحملات الأخرى في الموسم فيفرحون بذلك العمل.

مؤلفاته

أولها البحث المقدم لنيل درجة الماجستير في عام 1390ه (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) وقد حصل على درجة الامتياز رغم إنه كتبه في مدة قصير ولم تتوفر لديه المراجع المطلوبة وقد طبع عام 1408ه في مطابع دار طيبة ثم أعيد طبعه مرة أخرى وهو موجود مشهور ولم يتيسر له التوسع فيه قبل طبعة لاحتياجه إلى مراجعة وتكملة وقد حمله على الكتابة فيه محبة الحديث وفضله وما رأه في كتب المتكلمين والأصوليين من عدم الثقة بخبر الواحد سيما إذا كان متعلقاً بعلم العقيدة وقد رجح قبوله في الأصول كالفروع. وفي عام 1398ه كلف بكتابة تتعلق بالمسكرات والمخدرات لتقديمها للمؤتمر الذي عقدته الجامعة الإسلامية في ذلك العام فكتبه بحثاً بعنوان (التدخين مادته وحكمه في الإسلام) وهو بحث متوسط وفيه فوائد وأحكام زائدة على ما كتبه الآخرون وقد أعجب به المشايخ المشاركون في موضوع الدخان وقد طبعته مطابع دار طيبة عدة طبعات وهو مشهور متداول وإن كان مختصراً لكن حصل به فائدة لمن أراد الله به خيراً وفي عام 1402ه رفع إليه كلام لبعض علماء مصر ينكر فيه إثبات الصفات ويرد الأدلة ويتوهم إنها توقع في التشبيه وكذا يميل إلى الشرك بالقبور ويمدح الصوفية وقد لخص كلامه بعض الأخوان في أربع صفحات وأرسلها لمناقشتها في كتب عليه جواباً واتضحاً وتتبع شبهاته وبين ما وقع فيه من الأخطاء بعبارة واضحة ومناقشة هادئة وطبع ذلك البحث في مجلة البحوث الإسلامية العدد التاسع ثم أفرده بعض الشباب بالطبع في رسالة مستقلة بعنوان (الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق) وهو موجود متداول طبعته مؤسسة آسام للنشر وكتبه أيضاً مقالاً يتعلق بمعنى الشهادتين وما تستلزمه كل منهما وطبع في مجلة البحوث العدد السابع عشر ثم افرده بعض التلاميذ بالطبع بعنوان (الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما) وطبع في عام 1410ه في مطابع دار طيبة في 90صفحة من القطع الصغير وقد التزم فيه وفي غيره العناية بالأحاديث للاستدلال بها وتخريجها مع ذكر درجتها باختصار. وفي عام 1391ه قام بتدريس متن لمعة الاعتقاد لابن قدامة لطلاب المعهد العلمي وكتب عليها أسئلة وأجوبة مختصرة تتلاءم مع مقدرة أولئك الطلاب في المرحلة المتوسطة ومع ذلك فإنها مفيدة لذلك رغب إليه بعض الشباب القيام بطبعها فطبعت بعنوان (التعليقات على متن اللمعة) عام 1412ه وفي مطبعة سفير والناشر دار العميعي للنشر والتوزيع وقد وقع فيها أخطاء تبع فيها ظاهر المتن والأدلة وقد أعيد طبعها مع إصلاح بعض الأخطاء. وقد قام فيها بتخريج الأحاديث التي استشهد بها ابن قدامة تخريجاً متوسطاً حسب بدارك التلاميذ وفي عام 1399ه سجل في كلية الشريعة لدرجة الدكتوراه واختار (تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرفي) وهو أشهر شروحه التي تبلغ الثلاثمائة بعد المغني لابن قدامة واقتصر في الرسالة على أول الشرح إلى النكاح دراسة وتحقيق أو نوقشت الرسالة كما تقدم ثم كمل تحقيق الكتاب وطبع في مطابع شركة العبيكان للنشر والتوزيع في سبعة مجلدات كبار وتم توزيعه وبيعه في أغلب المكتبات الداخلية وهو موجود متداول والحمد لله.

وقد اعتنى في هذا الشرح بتخريج الأحاديث والآثار الكثيرة التي يوردها الشارح وقام بترقيمها فبلغ عددها كما في آخر المجلد السابع 3936 وإن كان فيه بعض التكرار القليل وقد بذل جهداً في هذا التخريج بمراجعة الأمهات وكتب الأسانيد التي تيسرت له للرجوع إليها وهي أغلب المطبوعات وذكر رقم الحديث إن كان الكتاب مرقى أو الجزء والصفحة وذكر اختلاف لفظ الحديث إن كان مغايراً لما ذكر الشارح وذكر من صحح الحديث من المتقدمين أو ضعفه كالترمذي والحاكم والذهبي وابن حج والهيثمي وإن كان في أحد الصحيحين لم يذكر ما قبل فيه للثقة بهما وحيث أنه بدأ درا ستة في الصغر بكتب الحديث كما تقدم فقد أورث ذلك له شوقاً إلى كتابة الحديث فحرص على اقتناء الكتب القديمة التي يهتم مؤلفوها بالأحاديث النبوية ويوردونها بأسانيدهم المتصلة كما أحب كل ما يتعلق بالحديث من كتب المصطلح وعلل الحديث وكتب الجرح والتعديل ونحوها وذلك أن هذا النوع هو الدليل الثاني للشريعة أي بعد كتاب الله تعالى ولأن علماء الأمة أولوه عناية تامة حتى قال بعضهم إن علم الحديث من العلوم التي طبخت حتى نضجت ولأن هناك من أدخل فيه ما ليس منه برواية أحاديث لا أصل لها من الصحة ولكن قبض الله لها نقادها من العلماء الذين وهبهم الله من المعرفة بالصحيح والضعيف ما تميزوا به على غيرهم وقد عرفنا بذلك جهدهم وجلدهم وصبرهم على المشقة والسفر الطويل والتعب والنفقات الكثيرة مما حملهم عليه الحرص على حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتنقيتها عما ليس منها وقد يسر الله في زماننا هذا طبع هذه الكتب وفهرستها وتقريبها بحيث تخف المؤنة ويسهل تناول الكتاب ومعرفة مواضع البحوث بدون تكلفة والحمد لله، هذا وقد كان ألقى عدة محاضرات في مواضيع متعددة وتم تسجيلها في أشرطة ثم أن بعض التلاميذ أهتم بنسخها وإعدادها للطبع وقد تم طبع رسالتين الأول بعنوان (الإسلام بين الإفراط والتفريط) في 59صفحة والثانية بعنوان (طلب العلم وفضل العلماء) في 51صفحة وكلاهما طبع عام 1313ه في مطبع سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وأما التسجيل فإن التلاميذ قد أولوه عناية شديدة وذلك بتتبع الدروس والمحاضرات وتسجيلها في أشرطة ثم الاحتفاظ بها ومن ثم نسخ ما تيسر منها للتداول وللطبع وقد سجل شرح زاد المستقنع وشرح بلوغ المرام وشرح الوقات في الأصول وشرح البيقونية في المصطلح وشرح منار السبيل في الفقه وشرح الترمذي وثلاثة الأصول ومتن التدمرية وغيرها كثير، ويباع كثير من الأشرطة في التسجيلات الإسلامية في الرياض وغيرها.

أما الكتابات السريعة فكثيرة فإن هناك العديد من الطلاب يحرصون على تحصيل جواب مسألة أو فتوى في مشكلة ويرفعونها إليه وبعد كتابة الجواب وتوقيعه ينشرونه في المساجد والمكاتب والمدارس فيتداول ويحصل له تقبل وفائدة محسوسته لثقتهم بالكاتب كما إن الكثير من الشباب الذين أعطوا موهبة في العلم إذا كتب أحدهم رسالة أو كتيباً رغب إليه إن يكتب له مقدمة أو تقريظاً فيصرح باسمه عنوان الرسالة ويكون ذلك ادعى لزوجاته والإقبال عليه والاستفادة وهناك من العلماء من يساهم في بث تلك النشرات التي لها مسيس ببعض الأوقات كالمخالفات في الصلاة وأحوال الاقتداء بالإمام والمخالفات في الصيام وفي الحج وأعمال عشر ذي الحجة والمقال في التيمم ومتى يرخص فيه ونحوها فتطبع في مواسمها ويوزع منها ألوف كثيرة رجاء الانتفاع بها وهناك من العلماء من أخذ تلك النشرات وأودعها بعض مؤلفاته كالشيخ عبدالله بن جار الله رحمه الله وغيره ممن كتبوا في تلك المواضيع وضمنوها بعض ما كتبه المترجم للاستفادة، وأما العلماء الأكابر فإن المناقشين لرسالة أخبار الآحاد بعد إقرارها كتبوا عنها تقريراً مفيداً يمكن الحصول عليه من المعهد المذكور حيث كتبوه عام 1390ه وهكذا الذين ناقشوا كتاب شرح الزركشي وهم الشيخ صالح بن محمد اللحيدان والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مع المشرف الدكتور عبدالله بن علي الركبان فقد قرروا الكتاب الذي ناقشوه من أول الشرح إلى النكاح وكتبوا عنه صلاحيته للنشر وحرصاً الأكثر على الحصول عليه قبل طبعه وتقبله أكابر العلماء وأقروا العمل الذي قام به تجاهد ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وسائر هيئة كبار العلماء ويمكن مراجعتهم لتقييمها وما لوحظ علهيا وما تميزت به ولم يعرف أحداً ابدى انتقاد المانهجه في هذه الكتب المتعلقة بالحديث والمصطلح.

أما المنهج فقد سلك في تحقيق الزركشي الخطة التي رسمت في الخطط والموجود في المقدمة وقد حرص على البحث عن الأحاديث وأنها التي يستدل بها وقابلها على أصولها كما حرص على التعليق على ما يحتاج إلى تعليق من نقل أو مخالفة أو خلاف في مسألة وأما الشروح الأخرى كشرح اللملعة القديم والبيقونية والورقات والتوحيد والبلوغ والمنتقى الخ فإنه يترحها ارتجالاً ويوضح العبارة التي في المتن بالأمثلة ويذكر الخلاف المشهور ويبين المختار عنده حتى لا يقع الطالب في حيرة ويتوسع أحياناً في الشرح بذكر ماله صلة بذلك الحديث أو تلك المسألة وقد تميزت هذه الكتب والشروح بوضوح العبارة وبذكر الأدلة ومناقشتها وبالتعليل إن وجد والحكمة من شرعية هذا الحكم والتوسع في ذكر الأمثلة فلا جرم صار عليها إقبال شديد حيث نسخ كثير من الطلاب بعض تلك الأشرطة بشرح منار السبيل وقد بلغ ما نسخوه عدة مجلدات وحرص الكثير على تصويره واقتنائه حيث وجد وافية مسائل واقعية ومعالج لبعض المشاكل المتمكنة في المجتمع وتحذير من بعض الحيل والمكائد التي يتعلها بعض المؤمنين ونحو ذلك من المميزات الكثيرة.

أما استقصاء المعلومات عند الكتابة فهذا يكون في الشرح الارتجالي كشرح أحاديث مسلم والترمذي ومنتقى الأخبار وأما الكتابة فالغالب الاقتصار على القد المطلوب في السؤال دون استقصاء وتوسع في الجواب وكذا الإملاء إذا كان الجواب ارتجالياً كما وقع في الأسئلة التي طبعت بعنوان (حوار رمضاني) الذي طبعته مؤسسة آسام للنشر عام 1312ه في 28صفحة بقطع صغير وكذا في أسئلة متعلقة برمضان وقيامه والقراءة في القيام ودعاء الختم ونحوه حيث ألقى بعض الشباب 36سؤالاً وقد كتب عليها جواباً متوسطاً ثم قام السائل وهو سعد بن عبدالله السعدان بتحقيقها وتخريج أحاديثها وطبعت بعنوان (الإجابات البهية في المسائل الرمضانية) نشر دار العاصمة مطابع الجمعة الإلكترونية عام 1413ه 103صفحة وبكل حال من الأحوال تختلف في الدوافع إلى الكتابة وحال المستفيد فأما الصعوبات فإن الرسالة الأولى وهي (أخبار الآحاد) كتبها في زمن قصير وكانت المراجع قليلة أو مفقودة عنده فلا جرم لقي مشقة في البحث عن مواضع المسائل واضطر إلى الاختصار رغم سؤال المشرف وغيره فأما شرح الزركشي فقد لقي أيضاً فيه صعوبة لسعة الكتاب وكثرة نقوله وندرة الكتب التي نقل عنها وعدم بعض المراجع للأحاديث التي يستشهد بها معتمداً على كتب الفقهاء التي لا تعزو الأحاديث إلى مخرجها فيحتاج إلى صعوبة في البحث في كتب الفهارس والتخريج التي تذكر المشاهير من الأدلة دون النادر منها ولكن الله أعان على الكثير وحصل التوقف في البعض الذي لم يعثر على أصوله كأول سنن سعيد بن منصور وكسنن الأثرم ومسند إسحاق ونحو ذلك ولو وجد من ينقلها لكن مع قصور واختصاره وأما علم المصطلح فإن مراجعة كثيرة وكتبه متوفرة والغالب إنها متوافقة فيه وإن يوجد في بعضها زيادة خاصة فلذلك يمكن الاختصار فهيا ويمكن التوسع بذكر الأمثلة ولم يكتب فيها سوى شرح البيقونية وهو الآن يحقق وبعد للطبع وهو مجرد إيضاح للتعاريف المذكورة في النظم، وأما المشكلات التي تواجه من كتب في علم المصطلح فهي كثرة الكتب في الموضوع التي يلزم منها كثرة التعريف ووجود الطرق بينها حتى يحتار الكاتب في اختيار ما يناسب المقام ولكن الأجلاء من المحدثين قد ناقشوا التعريفات الاصطلاحية وذكروا ما يرد عليها والجواب عنه لكن قراءة ذلك كله تستدعى وقتاً طويلاً فالطلاب إذا اقتصر على المختصر التي كتبها أئمة هذا الفن كالنخبة والبيقونية والفية العراقي والسيوطي رأى في ذلك كفاية ومقنعاً. وحيث أن هذا النص قد أكثر فيه العلماء من الكتب فإن أشهر كتبه التي تحتوي على ما ويوضحه ويجلى معانيه هي الكتب الواسعة مثل تدريب الراوي شرح تقريب النووي للسيوطي ومثل توجيه النظر لبعض علماء الجزائر ومثل توضيح الأفكار للأمير العسفاني وإن كان بعضها ينقل من بعض ومن المعاصرين الشيخ صبحي الصالح فقد كتب مؤلفاً في علوم الحديث ومصطلحه وذكر أشياء زائدة على ما كتبه الأولون لوجود كثير من المراجع التي توفرت له والأدلة التي أمكنه أن يستدل بها وبكل حال فالباحث في الموضوع يحس أن يلم بكتب المتقدمين الذين وضعوا هذا الاصطلاح ثم بعدهم.

http://www.ibn-jebreen.com/about-shekh/frame_01.htm


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

المعز لدين الله الفاطمي

معد المعز لدين الله، المعز أبو تميم معدّ بن منصور العبيدي (حوالي 932 – 975) هو رابع الخلفاءالفاطميين في تونس وأول الخلفاء الفاطميين في مصر. والإمام الرابع عشر من أئمة الإسماعيلية
حكم من 953 حتى 975. وقد أرسل أكفأ قواده وهو جوهر الصقلي للإستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة.
ولاية المعز لدين الله
ولى المعز لدين الله الخلافة الفاطمية في سنة 341ه= 952م خلفا لأبيه المنصور أبي طاهر إسماعيل، الخليفة الثالث في قائمة الخلفاء الفاطميين، وكان المعز رجلا مثقفا يجيد عدة لغات مولعا بالعلوم والآداب متمرسا بإدارة شئون الدولة وتصريف أمورها كيسا فطنا يحظى باحترام رجال الدولة وتقديرهم.
وانتهج المعز سياسة رشيدة، فأصلح ما أفسدته ثورات الخارجين على الدولة، ونجح في بناء جيش قوي، واصطناع القادة والفاتحين وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطانه ومد نفوذه إلى جنوب إيطاليا.
ولم تغفل عينا المعز لدين الله عن مصر، فكان يتابع أخبارها، وينتظر الفرصة السانحة لكي يبسط نفوذه عليها، متذرعا بالصبر وحسن الإعداد، حتى يتهيأ له النجاح والظفر
الفاطميون ومصر
تطلع الفاطميون منذ أن قامت دولتهم في المغرب إلى فتح مصر فتكررت محاولتهم لتحقيق هذا الحلم غير أنها لم تكلل بالنجاح، وقد بدأت هذه المحاولات منذ عام 301ه= 913م أي بعد قيام الدولة بأربع سنوات، الأمر الذي يؤكد عزم الخلفاء الفاطميين على بسط نفوذهم على مصر، وكان فشل كل محاولة يقومون بها تزيدهم إصرارا على تكرارها ومعاودتها مرة بعد مرة، ونبهت هذه المحاولات الخلافة العباسية إلى ضرورة درء هذا الخطر، فدعمت وجودها العسكري في مصر، وأسندت ولايتها إلى محمد بن طغج الإخشيد، فأوقفت تلك المحاولات إلى حين.
حالة مصر الداخلية قبل الفتح
كانت مصر خلال هذه الفترة تمر بمرحلة عصيبة، فالأزمة الاقتصادية تعصف بها والخلافة العباسية التي تتبعها مصر عاجزة عن فرض حمايتها لها بعد أن أصبحت أسيرة لنفوذ البويهيين الشيعة، ودعاة الفاطميين يبثون دعوتهم في مصر يبشرون أتباعهم بقدوم سادتهم، وجاءت وفاة كافور الأخشيد سنة (357ه=968م) لتزيل آخر عقبة في طريق الفاطميين إلى غايتهم، وكان كافور بيده مقاليد أمور مصر، ويقف حجر عثرة أمام طموح الفاطميين للاستيلاء عليها.
وحين تولى زمام الأمور أبو الفضل جعفر بن الفرات ولم تسلس له قيادة مصر، وعجز عن مكافحة الغلاء الذي سببه نقص ماء النيل، واضطربت الأحوال، وضاق الناس بالحكم، كتب بعضهم إلى المعز يزينون له فتح مصر ولم يكن هو في حاجة إلى من يزين له الأمر؛ إذ كان يراقب الأوضاع عن كثب، ويمني نفسه باللحظة التي يدخل فيها مصر فاتحا، فيحقق لنفسه ما عجز أجداده عن تحقيقه.
مقدمات الفتح
كان أمل الفاطميين التوسع شرقا ومجابهة الخلافة العباسية للقضاء عليها، وإذا كانت دعوتهم قد أقاموها في أطراف العالم الإسلامي حتى تكون بعيدة عن العباسيين، فإن ذلك لم يعد مقبولا عندهم بعد أن قويت شوكتهم واتسع نفوذهم، وأصبحت الفرصة مواتية لتحقيق الحلم المنشود، والتواجد في قلب العالم الإسلامي.
وقد بدأ الفاطميون منذ سنة (355ه= 996) استعدادهم للانتقال إلى مصر، واتخاذ الإجراءات التي تعينهم على ذلك، فأمر المعز بحفر الآبار في طريق مصر، وبناء الاستراحات على طوال الطريق، وعهد إلى ابنه "تميم" بالإشراف على هذه الأعمال.
فتح مصر
حشد المعز لدين الله لفتح مصر جيشا هائلا بلغ 100 ألف جندي أغلبهم من القبائل البربرية وجعل قيادته لواحد من أكفأ القادة هو جوهر الصقلي الذي نجح من قبل في بسط نفوذ الفاطميين في الشمال الأفريقي كله وخرج المعز في وداعهم في 14 من ربيع الأول 358ه = 4 من فبراير 969م ولم يجد الجيش مشقة في مهمته ودخل عاصمة البلاد في 17 من شعبان 358ه= 6 يوليو 969م دون مقاومة تذكر، وبعد أن أعطى الأمان للمصريين.
الخليفة الفاطمي في القاهرة
رأى جوهر الصقلي أن الوقت قد حان لحضور الخليفة المعز بنفسه إلى مصر، وأن الظروف مهيأة لاستقباله في القاهرة عاصمته الجديدة فكتب إليه يدعوه إلى الحضور وتسلم زمام الحكم فخرج المعز من المنصورية عاصمته في المغرب وكانت تتصل بالقيروان في 21 من شوال 361 ه= 5 من أغسطس 972م وحمل معه كل ذخائره وأمواله حتى توابيت آبائه حملها معه وهو في طريقه إليها واستخلف على المغرب أسرة بربرية محلية هي أسرة بني زيري، وكان هذا يعني أن الفاطميين قد عزموا على الاستقرار في القاهرة، وأن فتحهم لها لم يكن لكسب أراضٍ جديدة لدولتهم، وغنما لتكون مستقرا لهم ومركزا يهددون به الخلافة العباسية.
وصل المعز إلى القاهرة في 7 رمضان 362ه= 11 يونيو 972م، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية السنية.
قضى المعز لدين الله القسم الأكبر من خلافته في المغرب، ولم يبق في مصر إلا نحو 3 سنوات، ولكنها كانت ذات تأثير في حياة دولته، فقد نجح في نقل مركز دولته إلى القاهرة، وأقام حكومة قوية أحدثت انقلابا في المظاهر الدينية والثقافية والاجتماعية في مصر، ولا تزال بعض آثاره تطل علينا حتى الآن، وجعل من مصر قلبا للعالم الإسلامي ومركزا لنشر دعوته الإسماعيلية والتطلع إلى التوسع وبسط النفوذ.
وقد قامت القاهرة بعد ذلك بدورها القيادي حتى بعد سقوط الدولة الفاطمية في الوقوف أمام المد الصليبي وهجمات المغول، وهو ما يثبت أن العالم الإسلامي كان بحاجة إلى مركز متوسط للقيام بمثل هذه الأدوار، وهذا ما تنبه إليه الفاطميون وأثبتته أحداث التاريخ من قديم الزمان؛ حيث كانت الإسكندرية تشغله في العصر الروماني البيزنطي.
ولم تطل الحياة بالمعز في القاهرة ليشهد ثمار ما أنجزته يداه، لكن حسبه أنه نجح في الانتقال بدولته من المغرب التي كانت تنهكها ثورات البربر المتتالية، ولم تدع له فرصة لالتقاط أنفاسها حتى تكون مستقرا جديدا للتوسع والاستمرار، وأنه أول خليفة فاطمي يحكم دولته من القاهرة، عاصمته الجديدة.
أرسل المعز جيشه بقيادة جوهر الصقلي في حروب ضد قبائل المغرب وأمويي الأندلس. كما أكدت غاراته على إيطاليا سيادة الفاطميين على البحر المتوسط على حساب البيزنطيين. وتوفي الخليفة المعز لدين الله في القاهرة في 16 ربيع الثاني365 ه/23 ديسمبر 975م.
المعز لدين الله والقرامطة
بالرغم من أن الإسماعيلية والقرامطة يصدران عن مذهب واحد، أو عن فرقتين تؤولان إلى نفس المذهب، هو التشيّع؛ إلا أن اختلاف الاستراتيجيات السياسية جعلت منهما خصمين لدودين، وقد تميّز عهد المعز بتأليب المسلمين على القرامطة الذين تركت أعمالهم أثراً سيئاً في نفوس المسلمين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، وعلى الأخص انتزاعهم للحجر الأسود من الكعبة واحتفاظهم به لعدة سنوات.
وقد حارب المعز القرامطة وجرّد لهم الجيوش إلى أن استطاع إبعادهم إلى شرق الجزيرة العربية بعيداً عن مكة وجوارها، ويذكر التاريخ أن عدة مراسلات نشأت بين الطرفين، ولكن أشهرها هي رسالة المعز التي نورد مقتطفاً منها أدناه:
من عبد الله ووليه وخيرته وصفيه معد أبي تميم المعز لدين الله أمير المؤمنين وسلالة خيبر النبيين ونجل علي أفضل الوصيين إلى الحسن بن أحمد‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم رسوم النطقاء ومذاهب الأئمة والأنبياء ومسالك الرسل والأوصياء السالف والآنف منا صلوات الله علينا وعلى آبائنا أولى الأيدي والأبصار في متقدم الدهور والأكوار وسالف الأزمان والأعصار عند قيامهم بأحكام الله وانتصابهم لأمر الله الابتداء بالإعذار والانتهاء بالإنذار قبل إنفاذ الأقدار في أهل الشقاق والأصار لتكون الحجة على من خالف وعصى والعقوبة على من باين وغوى حسب ما قال الله جل وعز‏:‏ "وما كُنَّا مُعَذِّبينَ حتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً‏"‏‏.‏ ‏ (…)
استشعروا النظر قد نقر في الناقور وفار التنور وأتى النذير بين يدي عذاب شديد فمن شاء فلينظر ومن شاء فليتدبر وما على الرسول إلا البلاغ المبين‏. ‏ وكتابنا هذا من فسطاط مصر وقد جئناها على قدر مقدور ووقت مذكور فلا نرفع قدماً ولا نضع قدماً إلا بعلم موضوع وحكم مجموع وأجل معلوم وأمر قد سبق وقضاء قد تحقق‏. ‏ (…)
فما أنت وقومك إلا كمناخ نعم أو كمراح غنم فإما نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون وأنت في القفص مصفودا ونتوفنيك فإلينا مرجعهم فعندها تخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين "فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَولَّى‏"‏، "كأَنهم يوم يَرَوْنَ ما يُوعدُونَ لم يَلبثوا إلا ساعةَ من نهارٍ بلاغٌ فهل يُهْلَكُ إِلا القومُ الفاسقون"‏‏.‏ فليتدبر من كان ذا تدبر وليتفكر من كان ذا تفكر وليحذر يوم القيامة من الحسرة والندامة "أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يحَسْرَتَي عَلَى مَا فَرَّطتُ في جَنبِ اللّهِ‏"‏ ويا حسرتنا على ما فرطنا ويا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل، هيهات غلبت عليكم شقاوتكم وكنتم قوماً بوراً‏.‏
والسلام على من اتبع الهدى وسلم من عواقب الردى وانتمى إلى الملأ الأعلى وحسبنا الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا النبي الأمى والطيبين من عترته وسلم تسليماً‏.‏[1]
المعز لدين الله مخترع قلم الحبر
كان للمعز لدين الله إلى جانب اهتمامه بالعقيدة والفلسفة والأدب اهتمامات علمية جعلت مجلسه يعجّ بالعلماء والأطباء والفنانين، إلا أن أطرف ما يذكره المقريزي في هذا المجال هو اختراعه لقلم الحبر الذي ما أن يخطّ به الكاتب على وجه الصفحة حتى يسيل، ويتوقف ما أن يرفع يده عنها.
مراجع

منقول من الموسوعة الحرة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

عمرو بن العاص (رضى الله عنه) -شخصيات

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

اسيرة الاحلام (.احلا التميمى .)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

نتشر تنتشر على جدران شوارع رام الله صورة امرأة فلسطينية ذات ابتسامة تحمل معنى التحدي و الثقة
هي أحلام التميمي أول عضو نسائي في كتائب عز الدين القسام
"الجناح العسكري لحركة حماس.

و أصبحت سيرة أحلام القصيرة مصدر فخرٍ كبيرٍ لعائلتها و حركتها و شعبها ، فكيف خطّت أحلام التميمي خطوتها الأولى نحو المقاومة .

زملاء أحلام في جامعة بيرزيت لم يكونوا يتوقّعون أن تكون هذه الفتاة الفلسطينية القادمة من الأردن و لها من اسمها نصيب في طموحها و أحلامها ، عضواً في التنظيم العسكري الفلسطيني الأكثر سرية و تنظيماً . و لكن عندما تبيّن دورها في عمليات المقاومة وجد زملاؤها و زميلاتها في سلوكها ما يشكّل إرهاصاً لمقاومة ذات شأن .

نشأتها و تعليمها :
وُلِدت أحلام يوم 20/10/1980م في مدينة الزرقاء الأردنية لعائلةٍ فلسطينية تعود جذورها لقرية النبي صالح قرب رام الله .. و أكملت أحلام دراستها الابتدائية و الإعدادية و الثانوية في مدينة الزرقاء ، و عادت إلى فلسطين لتلتحق في قسم الصحافة و الإعلام في جامعة بيرزيت ، و لم يبقَ على تخرّجها سوى فصلٍ واحد ، عندما اندلعت انتفاضة الأقصى ، و شهدت الأراضي الفلسطينية عنفاً غير مسبوق تمثّل بسياسة الاغتيالات المروّعة التي نفّذتها حكومتا مجرمي الحرب إيهود براك و خلفه آرئيل شارون .

الإعلام وسيلة مقاومة :
حاولت أحلام ، أن تُحارب الاحتلال بطريقتها فركّزت في البرنامج الذي تقدّمه في تلفزيونٍ محليّ يبثّ من مدينة رام الله اسمه (الاستقلال) ، على رصد ممارسات الاحتلال .

و من خلال عملها الصحافي الميداني اصطدمت أحلام بواقعٍ مريرٍ و قصصٍ و حكايات مأساوية سبّبها الاحتلال ، فقرّرت أن تخطو خطوة أخرى ، كبيرة ، في الوقت الذي رأى فيها زميلها في كلية الصحافة و الإعلام وائل دغلس العضو في كتائب القسام ، مناسبةً لتكون في هذه الكتائب .

و استشار وائل قيادته التي كان يقف على رأسها عبد الله البرغوثي الذي يقف خلف سلسلة العمليات الموجعة و المبتكرة.

الخطوة الأولى في كتائب القسّام :
و عبد الله البرغوثي الذي تولّى قيادة كتائب القسام في الضفة الغربية في فترةٍ حرجة له صفات شبه كثيرة بأحلام ، فكلاهما عادا من الغربة ، و على قدرٍ كافٍ من الذكاء و الحماس و المشاعر الوطنية و الدينية الدافقة ، و كانت لهما أحلامٌ كبيرة في الحياة و رحلة مع النجاح .

و تمّ الإيعاز لدغلس بتجنيد أحلام ، التي أصبحت أول امرأة في كتائب عز الدين القسام ، و بدأت مرحلةً جديدة من العمل . و أصبحت الطالبة الحالمة و الصحافية المجتهدة امرأةً من نوعٍ آخر ، كانت في سباقٍ مع الوقت للمشاركة بتنفيذ عمليات في القدس الغربية .

و بعد عملية إعدادٍ لها ، و نفّذت أول نشاطٍ لها يوم 27/7/2017 عندما بدأت بالتجوّل في شوارع القدس الغربية . و كانت مهمّتها اختيار و تحديد أماكن لتنفيذ عمليات استشهادية كان عبد الله البرغوثي يخطّط لتنفيذها انتقاماً لكلّ عملية اغتيال .

أما عملها الأبرز كان مساعدتها في تنفيذ الهجوم الاستشهادي الكبير الذي هزّ القدس المحتلة يوم 9/8/2017 و وصلت تداعياته إلى صنّاع السياسة الإقليميين و في العالم .

تجوّلت أحلام في القدس بسيارتها و حدّدت الطريق التي سيسلكها الاستشهادي عز الدين المصري من رام الله إلى القدس المحتلة ، و في اليوم التالي حملت آلة الجيتارة التي فخّخها عبد الله البرغوثي و اصطحبت عز الدين المصري ، و طلبت منه وضع الجيتارة على كتفه و حدّدت له الموقع و تركته يذهب في رحلته الأخيرة ، بينما هي قفلت عائدة إلى رام الله .

ثباتٌ و تحدٍّ في وجه المحتل :
عندما أُلقي القبض عليها بعد ذلك تعرّضت لتعذيبٍ قاسٍ ، و حكمت محكمة صهيونية عسكرية عليها بالسجن المؤبّد 16 مرة ، أي 1584 عاماً ، مع توصية بعدم الإفراج عنها في أية عملية تبادل محتملة للأسرى .

و واجهت أحلام الحكم بابتسامة و كلمة وجّهتها للقضاة : "أنا لا أعترف بشرعية هذه المحكمة أو بكم ، و لا أريد أن أعرّفكم على نفسي باسمي أو عمري أو حلمي ، أنا أعرّفكم على نفسي بأفعالي التي تعرفونها جيداً ، في هذه المحكمة أراكم غاضبين ، و هو نفس الغضب الذي في قلبي و قلوب الشعب الفلسطيني و هو أكبر من غضبكم ، و إذا قلتم إنه لا يوجد لديّ قلبٌ أو إحساس ، فمن إذاً عنده قلب ، أنتم ؟ أين كانت قلوبكم عندما قتلتم الأطفال في جنين و رفح و رام الله و الحرم الإبراهيمي ، أين الإحساس ؟؟" .

كتبت كلماتها من داخل السجون لتحكى الامها فقالت

فاتنتي

أصبحتِ حديثَ كل رجل
بل كل امرأة
بل كل طفلة وطفل
أينما ذهبتِ … وأينما توجهتِ
يهمسون باسمك
يتغنون بجمالك ومفاتنك
بل ويصفون كل جزء من أجزاءك
وكل بقعة من بقاعك …
ذات مرة
حملني ذاك المقعد
الذي حمله ذاك العشب الأخضر وكنتِ أنتِ أيا آخذتي في القلب
فاستعاد العقل لي معك مشهد…
فهل تذكرين … وليس لكِ أن تنسين
عندما احتضنتني
وجزيئاتي ذابت بين جزيئاتك
ورحنا أنا وأنتِ
في عالمٍ من العشق
سكنت به ربوع جناتك
أيا آخذتي
سافرت…وتنقلت
وقابلتُ العديد
وما أُخذتُ
ولا غيرك اتخذت
وقد أغرتني تلك
وحاولت الأخرى
رميَّ شباكها
وما وقعت
ودربي أكملت
والعيون مغمضة
وما أخطأت
ولا
الخطوات استبدلت
حتى عدتُ إلى حضنكِ وأيقنت
أنك غاليتي الأبدية
وليس لغيرك مستقرٌ ولا بيت
وصفوكِ لي …
ورسموا خطوط حدودك العريضة
أما علموا أني …
ودون أن تظهري أمامي أنقش على الصخر اسمك
بل وأدق خطاً في تشكيلك
أما علموا … أني أتنفس من
تراب الطين الذين يكونك
ولا ترويني إلا مياه ينابيعك
أما علموا … أن فلسطين هي محبوبتي
هي غاليتي
أينما كنتِ وأينما ذهبتِ
تبقي فلسطين
أنتِ هي فاتنتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

الشهيد الدكتور المجاهد عبد الله عزام

(عبد الله يو سف عزام)

عبد الله يوسف عزام :(1360 – 1410هـ) (1941 – 24 نوفمبر1989)، وهو شخصية إسلامية يوصف بأنه رائد "الجهاد الأفغاني"، وكان منتميا لجماعة الإخوان المسلمين، وذو شخصية محورية في تطوير الحركات الإسلامية المسلحة. وأسس عبد الله عزام مدرسة فكرية وبنية تحتية شبه عسكرية كانت تركز على الصراعات الوطنية ، الثورية والتحررية المنفصلة. كانت فلسفة عزام في ترشيد الجهاد العالمي وتبني أسلوب عملي لضم وتدريب المسلحين المسلمين من أنحاء العالم قد أثمرت أثناء الحرب ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان، وكانت مؤثرة تأثيرا حرجا على التطور اللاحق لحركة القاعدة
العنشأته و عائلته
ولد عبد الله عزام في قرية سيلة الحارثية في لواء جنين الواقعة شمال وسط فلسطين، وكانت لا تزال تحت الانتداب البريطاني، في حي اسمه حارة الشواهنة، واسم والده الحاج يوسف مصطفى عزام ، تلقى عبد الله عزام علوم الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، ثم واصل تعليمه العالي بكلية خضورية الزراعية ، ونال منها دبلوما بدرجة امتياز ثم إنتسب إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جدا عام 1966م. وفي سنة 1965م تزوج عبد الله عزام وأنجب خمسة ذكور وهم: محمد وقد أستشهد مع والده وعمره 20 سنة, وحذيفة وإبراهيم وهو أيضا قضى شهيدا مع والده وعمره 15 سنة وحمزة ومصعب. وثلاثة إناث هن: فاطمة ووفاء وسمية.

دراسته:

وفي عام1390هـ، 1970م، قرر الانتساب إلى جامعة الأزهر في مصر، حيث حصل على شهادة الماجستير في أصول الفقه، ثم عين محاضرا في كلية الشريعة بالجامعة الأردنيةبعمان، في عام1391هـ، 1971م.
ثم أوفد إلى القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه، فحصل عليها في أصول الفقه بمرتبة الشرف الأولى عام 1393هـ، 1973م، فعمل مدرسا بالجامعة الأردنية (كلية الشريعة) لغاية عام1400هـ،1980م، ثم انتقل للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وبعدها عمل في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد في باكستان، ثم قدم أستقالته منها وتفرغ للجهاد في أفغانستان.

العمل الجهادي:

بعد سقوط الضفة الغربية سنة 1967م، ألتحق بكتائب المجاهدين التي شكلها الأخوان وكانت قواعدها في الأردن، حيث أشترك في بعض العمليات العسكرية ضد اليهود على أرض فلسطين، ومنها معركة المشروع، أو الحزام الأخضر، وقد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي، وكانت نتائجها شديدة على اليهود كما أشرف على عمليات عسكرية في معركة الخامس من حزيران عام 1970م.
وبعد أيلول الأسود في عام 1970 توقفت عمليات الجهاد الفلسطيني، وأرسل الشيخ في بعثة إلى جامع الأزهر للحصول على الدكتوراة وهناك التقى بآل قطب. في عام 1981م، غادر الشيخ إلى السعودية للعمل في جامعة الملك عبد العزيز . ومنها انتدب للعمل في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بطلب منه ، وفي عام 1984م وأسس مكتب الخدمات في أفغانستان الذي أستقطب معظم المجاهدين العرب القادمين إلى أفغانستان، ولا يزال المكتب قائما إلى اليوم، ولقد كان له دور مهم في مسيرة الجهاد، إذ كان حلقة اتصال بين المجاهدين الأفغان والمؤيدين لهم في البلدان العربية، كما أشرف على عمليات واسعة لتقديم الخدمات والمساعدات المختلفة من تعليمية وصحية وغيرها، للأفغان وأهليهم، وأسس مجلة (رسالة الجهاد)، لتكون منبرا أعلاميا شهريا لنشر أخبار الجهاد وكذلك نشرة (لهيب المعركة)، وهي أسبوعية تتناول آخر الأحداث المستجدة على الساحة الأفغانية.
ولقد خاض معارك كثيرة ضد الروس كان من أشدها وأشرسها (معركة جاجي) في شهر رمضان سنة 1408هـ، 1987م، وكان في معيته عدد من المجاهدين العرب، وتولى فيما بعد منصب أمير مكتب خدمات المجاهدين في أفغانستان.
وأسهم في تدوين وقائع الجهاد الأفغاني من خلال مقالاته الأفتتاحية في مجلة (الجهاد)، ونشرة لهيب المعركة.
وعمل على توحيد صفوف قادة المجاهدين والتوفيق بينهم، منعا للفرقة والاختلاف.

استشهاده:

أستمرعبد الله عزام في نشاطه حتى استشهد مع ولديه محمد وإبراهيم في باكستان وهو متجه إلى مسجد (سبع الليل)الذي خصصته جمعية الهلال الأحمر الكويتي للمجاهدين العرب، إذ كانت الخطب في المساجد الأفغانية بلغة الأوردو، فحضر لإلقاء خطبته يوم الجمعة 25/4/1410هـ، الموافق 24/11/1989م، وأنفجرت به سيارته التي لغمها له أعداءه-الذين لم تثبت هويتهم إلى اليوم- ودفن يوم وفاته في باكستان، وفتح باب العزاء له بالأردن ، حتى ان شيخ عشيرة العزام إبراهيم ناجي العزام تقبل التعازي به من الملك الحسين بن طلال حيث كان يومها القتال في أفغانستان غير مستنكر في النظام السياسي العربي.

رحم الله الشهيد الدكتور واسكنه فسيح جناته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

Sir Isaac Newton

Scientist and Mathematician, 1642 – 1727
Isaac Newton was born on December 25, 1642 (by the Julian calendar then in use; or January 4, 1643 by the current Gregorian calendar) in Woolsthorpe, near Grantham in Lincolnshire, England. He was born the same year Galileo died. Newton is clearly the most influential scientist who ever lived. His accomplishments in mathematics, optics, and physics laid the foundations for modern science and revolutionized the world.

Newton was educated at Trinity College, Cambridge where he lived from 1661 to 1696. During this period he produced the bulk of his work on mathematics. In 1696 he was appointed Master of the Royal Mint, and moved to London, where he resided until his death.

As mathematician, Newton invented integral calculus, and jointly with Leibnitz, differential calculus. He also calculated a formula for finding the velocity of sound in a gas which was later corrected by Laplace.

Newton made a huge impact on theoretical astronomy. He defined the laws of motion and universal gravitation which he used to predict precisely the motions of stars, and the planets around the sun. Using his discoveries in optics Newton constructed the first reflecting telescope.

Newton found science a hodgepodge of isolated facts and laws, capable of describing some phenomena, but predicting only a few. He left it with a unified system of laws that can be applied to an enormous range of physical phenomena, and that can be used to make exact predications. Newton published his works in two books, namely "Opticks" and "Principia."

Newton died in London on March 20, 1727 and was buried in Westminster Abbey, the first scientist to be accorded this honor. A review of an encyclopedia of science will reveal at least two to three times more references to Newton than any other individual scientist. An 18th century poem written by Alexander Pope about Sir Isaac Newton states it best:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

لبن وتفاح ورمان وماذا انجبوا -شخصيات

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

إدريس توفيق .. القس البريطاني الذي أسلم على يد صبي مصري من الشخصيات

إدريس توفيق ..
القس البريطاني الذي أسلم على يد صبي مصري
محيط – صافيناز محمد


ادريس توفيق صبي جعله يعتنق الاسلام

قصص التحول من ديانة إلى أخرى تحمل معجزات وأسرار لذا استحق بعضها خطف الأضواء ، واحدث هذه القصص رحلة قس الفاتيكان الأسبق إدريس توفيق من المسيحية الكاثوليكية الى الإسلام على يد صبي مصري يعمل ماسح أحذية قبل عشرة سنوات.
القس البريطاني الأسبق الجنسية الذي أسمى نفسه إدريس توفيق كان ضيف برنامج "48 ساعة" على قناة "المحور" الفضائية والذي يقدمه الثنائي هناء سمري وسيد علي.
بدأ توفيق حديثه بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" و"السلام عليكم" باللغة العربية وقال متحدثاً عن قصة اعتناقه: "خلفيتي عن هذا الدين (الإسلام) انحصرت في ما يعرفه الغرب عنه مثل قطع الأيدي وتفجير أنفسهم وضرب النساء ".
وتابع توفيق: " دخولي الإسلام لم يأتي عن طريق قراءتي للقرآن أو عن طريق برنامج تليفزيوني أو مقابلتي لشيخ مهم في ذلك الحين، إنما جاء عن طريق مقابلتي لصبي صغير ماسح أحذية في حوالي الرابعة عشرة من عمره وذلك خلال زيارتي لمصر منذ 10 سنوات ".
عندما رأى هذا الطفل لون بشرتي البيضاء تهلل وجهه بابتسامة كبيرة وقال لي السلام عليكم وهذا كان بداية معرفتى الحقيقية بالإسلام ، وخلال الأسبوع الذي قضيته بالقاهرة كنت أمر على هذا الصبي وتعلمت منه بعض الكلمات العربية وكنت أقول له أراه "أزيك ياجميل" ودائماً كان يرد بالحمد لله.
ثم عاد توفيق إلى لندن حيث يعمل بتدريس الديانات الست المختلفة للأطفال في إحدى المدارس ، لم يسمها، مثل المسيحية واليهودية والسيخ والبوذية والهندوسية والإسلامية وكان جمع التلاميذ من أصل عربي ومسلمين . وقال توفيق "وفي هذا التوقيت لم أكن أفقه شيئا عن الإسلام لمساعدتي في تعليم الأطفال فقررت أن أقرأ كي احصل على تلك المعلومات".
وتابع توفيق: "وجدت أن حبي للإسلام يزداد كلما قرأت أكثر كما وجدت عيناي تغمرها الدموع عندما اذكر النبي صلي الله عليه وسلم بعد عدة شهور .. وعندما جاء شهر رمضان طلب منى الأطفال في المدرسة مكان للصلاة ولم يجدوا سوى الفصل المخصص لي لأنه المكان الوحيد الذي يحتوى على سجادة ومن هنا بدأت مراقبة تصرفاتهم وما يفعلونه أثناء الصلاة ثم توجهت للانترنت كي استقى معلومات عن كيفية صلاة المسلمين".
ومع نهاية رمضان استطاع توفيق تعلم أصول صلاة المسلمين وذلك بمساعدة الأطفال، وفاجأ تلاميذه بالصوم معهم رغم أنه غير مسلم وفى نهاية الشهر كان قد صام رمضان كاملا.

ادريس توفيق يروى تفاصيل اسلامه

وعن قرار اعتناق الإسلام قال توفيق: "استغرق مني عام ونصف منذ مقابلة الصبي وحتى الإشهار وكنت أقوم خلال هذه الفترة بالتفكير ومقابلة بعض الناس والقراءة بشكل مكثف".

واستطرد : " كلما قرأت أكثر عن الإسلام تعرفت على مسلمين أكثر وخلال عام ونصف تعرفت على العديد منهم وكنت سعيد بوجودي معهم واتضح لي أنهم ليسوا بالصورة التي رسمها الإعلام الغربي عنهم وهذا كان قبل أحداث 11 سبتمبر مباشرة".
وروى إدريس ماقام به بعد اعتناقه للإسلام أنه بعد "دخولي الإسلام ذهبت إلى المدرسة وبدأ المدرسون في التصفيق لي لأنهم كانوا يحبوني كشخص.. ذهبت بعد ذلك لمدير المدرسة وقلت له هل ستتوقع عندما أقول لك أنى أصبحت مسلم فرد وقال كلنا كنا نتوقع هذا".
وعن الطريقة الصحيحة للدعوة إلى الإسلام في الغرب ، قال توفيق:" عندما كان عمري 20 عاماً ذهبت في رحلة إلى روما مع أصدقائي وكنت حينها كاثوليكي ويوم الأحد ذهبنا للكنيسة الكبيرة في ميلانو وخلال القداس قال القس الخطبة باللغة الايطالية ولم افهم ووجدت من حولي لم يفهموا الخطاب أيضاً رغم أن جمعيهم ايطاليين" .
"السبب في ذلك يرجع للغة الصعبة التي كان يتحدث بها القس والتي تخص رجال الدين فقط أما الناس العاديين فلا يفهموها لذا تعلمت منذ ذلك الحين أنى إذا أردت التحدث مع البسطاء عن الدين لابد أن أتحدث بلغة بسيطة وسهلة".
وأضاف: "ليس صحيحا على سبيل المثال أن اذهب للناس في الغرب وأقول لهم انتم على خطأ، فلعلهم لم يفكروا في الله على الإطلاق فقد يكون كل تفكيرهم منصب على كرة القدم أو السيارات أو المشتريات لذا فالطريقة الصحيحة للتخاطب معهم أن أبدأ عبر الحياة العادية ".
وتابع:" أنا أعنى أن الإسلام هو الديانة الطبيعية لكل المخلوقات منذ بدء الخليقة فهو يخاطب كل قلوب الرجال والنساء لان رسالته بسيطة جدا وعالمية وتقول أن هناك إله وهذا الإله يتحدث إلينا وهذا هو الإسلام ببساطة".

ادريس توفيق يجيب عن الاسئلة

وعن علاقته بأصدقائه بعد الإسلام قال توفيق:" بعد اعتناقي الإسلام ابتعدت أنا وأصدقائي في الكنيسة عن بعضنا بشكل محترم ويمكن تشبيه ما حدث بالطلاق .. أنا لا استطيع أن افعل شيء يسيء لأصدقائي أو للكنيسة فأنا أحبهم من كل قلبي".

الملفت للنظر في حديث توفيق أن أسرته البريطانية لم تعتبر تحوله من المسيحية إلى الإسلام بالأمر "القاتل" حسب تعبيره، وقال: " لان أسرتي تحبني تقبلت القرار بصدر رحب لدرجة أن أمي تذهب للكنيسة كل يوم وتعطى كتبي التي قمت بـتأليفها مثل سلسلة ask about Islam أو أسأل عن الإسلام لأصدقائها لأنها تحب ابنها".
وواصل:" تمكنت بعد ذلك من تكوين علاقات جيدة خلال سفري حول العالم مع القادة المسيحيين لأني أتحدث إليهم باحترام والاحترام هذا سيجعل الآخر يستمع إليك ولكن للأسف نحن كمسلمين نرفع أصواتنا كثيراً رغم أن هناك آيات في القرآن ترفض ذلك".

أما رأيه في التشدد الديني ، قال إدريس:" هناك مقولة بالانجليزية خاصة بالإعلام تقول لو كان هناك دم فإنه سيظهر على شاشات التلفاز بمعنى لو جدت 100 سيارة وواحدة قامت بحادث فهي الوحيدة التي ستظهر على الشاشة لكن الـ99 الباقيين الذين لم تحدث معهم مشاكل لن يظهروا لذا عندما أسافر إلى أمريكا ويقولون لي هل أنت إرهابي .. أقول لهم تعالوا معي لمكان إقامتي وسأعرفك على شريف في الدور الأرضي واحمد وزوجته وأولاده في الطابق الثالث".
وأضاف: " أنا أقول لهم أن هؤلاء الناس عاديين لأنهم يذهبون للعمل لتوفير الغذاء لأسرهم ويصلون خمس مرات وليسوا متشددين لذا لم يظهرون في التلفاز.. صانعوا المشاكل في الغرب يريدونا أن نمشي على منهاج معين أو نتحدث عن الإنفجارات الإرهابية أو الحرب .. لذا أقول لهم أنى لن انساق وراءكم ولن أتحدث بفكركم".
وتحدث عن ردة فعله إثر نشر الرسومات المسيئة للرسول " ص" حيث قال: " في هذا التوقيت كنت في القاهرة ووجدت ردود أفعال المسلمين في النشرة الإخبارية غربية وجدتهم يلقون حجارة ويحرقون الأعلام مقارنة برد فعل شيخ الأزهر الذي ظهر ووجهةً رسالة للعالم أجمع قال فيها أن الرسول (ص) ليس كذلك والإسلام ليس كذلك وهنا قلت لنفسي نحن نفعل ما يريده الغرب أن نفعله".
" قوتنا لا تأتي من إلقاء الحجارة قوتنا تأتي من داخلنا .. ما نحتاج لفعله عندما نواجه ذلك أن نصبح أقوياء جداً ولكن بشكل متحضر.. هناك طرق عديدة لإخطار الآخر برفض ما يفعله بدون إلقاء الحجارة.. وأول خطوة يجب فعلها هي أخذ نفس عميق ثم نفكر جيدا قبل أن نتلفظ بشيء والخلاصة يجب تطبيق ما يدعو الإسلام حتى لا ينظر إلينا الغرب نظرة متدنية".
في نهاية وجه توفيق رسالة للشاب الذي تسبب في إسلامه قائلاً :" هذا الصبي لا يعرف أنى أسلمت ولكنه يوم القيامة سيفاجأ عندما تقرأ حسناته الملائكة بأنه فعل هذا وهذا .. ولكنه فعل الكثير خاصة وقام بأعمال أخرى بشكل غير مباشر مثل تسببه في اعتناق الكثير للإسلام من خلالي".
واختتم قائلاً: " من يشاهدني لا يدرك انه يستطيع التأثير على الآخرين من خلال المعاملة الحسنة ولو عبر ابتسامة وليس بالكلام .. لسنا بحاجة لان نعطى الغير محاضرات، كل ما هو مطلوب منك أن تقول أنك مسلم ويجب تذهب للصلاة الآن.. لو كل فرد فينا عاش كمسلم جيد فالعالم سيرانا بشكل جيد وسيحبوننا".
" هناك نقطة هامة جداً أود أن أشير إليها ألا وهي أننا ككبار في السن نجعل من الإسلام دين معقد وصعب لكنه حقيقة هو دين بسيط وسهل فعندما نتحدث عنه نتحدث بطريقة معقدة لذا فالناس لا يفهمون جمال ورقة الإسلام".


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

نسب عائلة جلال الدين بالفيوم الممتد من الحافظ جلال الدين السيوطي

نشأته وتربيته:
ولد السيوطي مساء يوم الأحد غرة شهر رجب [849ه= سبتمبر 1445م] بالقاهرة، واسمه عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي، وكان سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين، وكان أبوه من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة التي جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه

يروي السيوطي عن نفسه في( طبقات المفسرين) فيقول: أما جدي الأعلى همّام الدين، فكان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطرق، ومن دونه كانوا من أهل الوجاهة والرياسة، منهم من ولي الحكم ببلده، ومنهم من، ولى الحِسْبة بها، ومنهم من كان تاجرا فيِ صحبة الأمير شيخون،وبَنى مدرسة بأسيوط، ووقف عليها أوقافاَ، ومنهم من كان مقمولا ولا أعلم من خدم العلم حق خدمته إلا والدي.
وأما نسبتنا بالخضيري فلا أعلم ما تكون إليه نسبة هذه النسبة إلا الخضيرية، محلة ببغداد، وقد حدثني من أثق به أنه سمع والدي رحمه اللهّ يذكر أن جده الأعلى كان أعجمياً، أو من الشرق، فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة.
وقد توفي والد السيوطي ولابنه من العمر ست سنوات، فنشأ الطفل يتيمًا، واتجه إلى حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه. وكان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم "الكمال بن الهمام الحنفي" أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة.شيوخه:

عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ في طلب العلم سنة [ 864 ه= 1459م] ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس العربية، وألف في تلك السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة، فألف "شرح الاستعاذة والبسملة" فأثنى عليه شيخه "علم الدين البلقيني"
وكان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود"، ومن شيوخه "شرف الدين المناوي" وأخذ عنه القرآن والفقه، و"تقي الدين الشبلي" وأخذ عنه الحديث أربع سنين فلما مات لزم "الكافيجي" أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، وأخذ العلم أيضًا عن شيخ الحنفية "الأفصرائي" و"العز الحنبلي"، و"المرزباني" "وجلال الدين المحلي" و"تقي الدين الشمني" وغيرهم.
ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم، منهن "آسية بنت جار الله بن صالح"، و"كمالية بنت محمد الهاشمية" و "أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني"، و"أم الفضل بنت محمد المقدسي" وغيرهن كثير.
يقول السيوطي رحمه الله فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضيّ زمانه الشيخ شهاب الدين الشار مساحي الذي كان يقال: إنه بلغ السنّ العالية، وجاوز المائة بكثير- والله أعلم بذلك – قرأت عليه في شرحه على المجموع.
وأجِزْت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين، وقد ألفت في هذه السنة، فكان أول شيء ألفته شرح الاستعاذة والبسملة، وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البُلقيني،فكتب عليه تقريظاً، ولازمته في الفقه إلى أن مات، فلازمت ولدَه، فقرأت عليه من أول التدريب لوالده إلى الوكالة، وسمعت عليه من أول الحاوي الصغير إلى العدد، ومن أول المنهاج إلى الزكاة، ومن أول التنبيه إلى قريب من الزكاة، وقطعة من ألروضة، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي،ومن إحياء الموات إلى الوصايا أو نحوها.
وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين، وحضر تصديري، فلما توفي لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناوي،فقرأت عليه قطعة من المنهاج، وسمعته عليه في التقسيم إلا مجالس فاتتني، وسمعت دروساً من شرح البهجة ومن حاشيته عليها ومن تفسير البيضاوي.
ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الإمام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي،فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظاً على شرح ألفية ابن مالك وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي،وشهد ليِ غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه، ورجع إلى قولي مجرِّداَ في حديث، فإنه أورد في حاشيته على الشفاء حديث أبي الجمرا في الإسراء، وعزاه إلى تخريج ابن ماجة، فاحتجت إلى إيراده بسنده، فكشفت ابن ماجة، في.مظنته فلم أجده، فمررت على الكتاب كله فلم أجده، فاتهمت نظري، فمررت مرة ثانية فلم أجده، فعدت ثالثة فلم أجده، ورأيته في معجم الصحابة لابن قانع، فجئت إلى الشيخ فأخبرته، فمجرد ما سمع مني ذلك أخذ نسخته وأخذ القلم فضرب على لفظ "ابن ماجة" وألحق "أبن قانع " في الحاشية،فأعظمت ذلك وهبته لعظم منزلة الشيخ في قلبي واحتقاري في نفسي، فقلت: إلا تصبرون لعلكم تراجعون! فقال: إنما قلدت في قولي "ابن ماجة" البرهان الحلبي. ولم أنفكّ عن الشيخ إلى أن مات.
ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود محي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذت عنه الفنون من التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك. وكتب لي إجازة عظيمة.

وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفي دروساً عديدة في الكشاف والتوضيح وحاشيته عليه وتلخيص المفتاح والعَضد.وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين، وبلغت مؤلفاتي ثلاثمائة كتاب، سوى ما غسلته ورجعت عنه.تلاميذه:
وتلاميذ السيوطي من الكثرة والنجابة بمكان، وأبرزهم "شمس الدين الداودي" صاحب كتاب "طبقات المفسرين" الذي كتبه بمساعدة أستاذه " السيوطي"، و"شمس الدين بن طولون"، و"شمس الدين الشامي" محدث الديار المصرية، والمؤرخ الكبير "ابن إياس" صاحب كتاب "بدائع الزهور"رحلاته:

كانت الرحلات وما تزال طريقًا للتعلم، إلا أنها كانت فيما مضى من ألزم الطرق للعالم الذي يريد أن يتبحر في علمه، وكان السيوطي ممن سافر في رحلات علمية ليلتقي بكبار العلماء، فسافر إلى عدد من الأقاليم في مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها، وسافر إلى الشام واليمن والهند والمغرب والتكرور (تشاد حاليًا) ورحل إلى الحجاز وجاور بها سنة كاملة، وشرب من ماء زمزم ليصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقلاني.
ولما اكتملت أدوات السيوطي جلس للإفتاء سنة [871 ه=1466م] وأملى الحديث في العام التالي، وكان واسع العلم غزير المعرفة، يقول عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع"، بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل، والقراءات التي تعلمها بنفسه، والطب، غير أنه لم يقترب من علمي الحساب والمنطق.
ويقول: "وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثًا بنعمة الله تعالى لا فخرًا.. وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها في الفخر؟!!".
وكانت الحلقات العلمية التي يعقدها السيوطي يقبل عليها الطلاب، فقد عُيّن في أول الأمر مدرسًا للفقه بالشيخونية، وهي المدرسة التي كان يلقي فيها أبوه دروسه من قبل، ثم جلس لإملاء الحديث والإفتاء بجامع ابن طولون، ثم تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية التي كانت تمتلئ برجال الصوفية.

وقد نشب خلاف بين السيوطي وهؤلاء المتصوفة، وكاد هؤلاء المتصوفة يقتلون الرجل، حينئذ قرر أن يترك الخانقاه البيبرسية، ويعتزل الناس ومجتمعاتهم ويتفرغ للتأليف والعبادة.السيوطي وعلم التفسير:

للسيوطي رحمه الله باع طويل فة التفسير وعلوم القرآن، لا يقل شلأنا عن أحد من علماء عصره فى ذلك، إن لم يكن أطولهم باع، وأكثرهم تبحرا وتصنيف، يدلنا على ذلك آثاره وما حبرته يده من تواليف ما زالت المرجع فى موضوعاتها حتى اليوم.
يقول السيوطي:" لقد رزقت ولله الحمد التبحر فى سبعة علوم: التفسير والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع.
ومن آثاره فى تفسير القرآن: 1- الدر المنثور فى التفسير بالمأثور، طبع فى ست مجلدات.

2- التفسير المسند المسمي " ترجمان القرآن " 3- الإتقان فى علوم القرآن، وقد جمع فيه ثمانين نوع من علوم القرآن، وما زال هذا الكتاب عمدة الدراسات القرآنية، فلم يصنف أوعب، ولا أجمع منه. 4- التحبير فى علوم التفسير 5- الناسخ والمنسوخ فى القرآن، وغير ذلك الكثير والكثير من الدراسات التي تخص القرآن الكريم.منهجه في التفسير:

صنف السيوطي رحمه الله كتابا كبيرا بعنوان " ترجمان القرآن فى تفسير المسند " جمع فيه ما رواه الحفاظ فى الصحاح، والسنن، والمسانيد، والمعاجم، والأجزاء، وأضاف إلبيه ما رواه المفسرون المسندون مثل ابن جرير الطبري، وعبد الرزاق الصنعاني وغيرهم…..
وأهم ما يميز تفسير السيوطي:
1- يذكر مكان نزول السورة، وهل هي مكية أو مدنية. 2- يذكر ما ورد فى هذه السورة من فضائل.
3- يقسم السورة إلي مقاطع، فيذكر الآية أو الآيتين في السورة المدنية الطوال، أو مجموعة من الآيات فى السورة المكية القصار.
4- ثم يفسر الكلمة أو الجملة مبينا فيه:

أ _ سبب النزول إن وجد ب- القراءات: إن ورد فيها قراءات ج- الناسخ والمنسوخ د_ شرح غريب اللفظ ومبهم العبارات ه _ إذا كانت الآية تتضمن أحكاما فقهية، فإنه يذكر ما ورد فيها من أحكام.السيوطي وعلم التاريخ:

صنف السيوطي رحمه الله كتبا كثيرة فى التاريخ مثل " حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة " و" تحفة المذاكر فى المنتقي فى تاريخ ابن عساكر " و" التحفة الظريفة فى السيرة الشريفة " و" الشماريخ فى علم التاريخ "
منهجه في كتابة التاريخ:
كان للسيوطي رحمه الله منهج فى بحثه التاريخي نستطيع أن نتلمس آثاره فى كتبه التي صنفه:
1- كان السيوطي حريصا على ذكر المصادر التي أخذ عنهامعلوماته، فبركة العلم نسبة القول إلي قائله، بل هو فى التاريخ أكثر ضرورة، نظرا لحاجة التاريخ لمصدر يوثق الحادثة.
2- يوضح المسألة بإبراز الأقوال التي جاءت فيه، والردود التي وردت باسم صاحبه، وذلك نظرا لسعة إطلاعه على المرويات والأخبار.

3- اتبع السيوطي منهج المحدثين بتتبع الأخبار ونقده،كما بين ذلك فى فصل له بعنوان " فصل فى بيان كونه عيه الصلاة والسلام لم يستخلف وسر ذلك " حيث أظهر رايه فى آخر الروايات التيذكره، ودفع المتعارضص منه، وبينأنه لا منفاة بين الأخبار، وهو منهج طبقه أهل الحديث على المرويات، واستفاد منه السيوطي فى التاريخ
. بعض مؤلفاته:

وزادت مؤلفات السيوطي على الثلاثمائة كتاب ورسالة، عدّ له بروكلمان (415) مؤلفا، وأحصى له "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون" حوالي (576) مؤلفا، ووصل بها البعض كابن إياس إلى (600) مؤلف.
ومن مؤلفاته في علوم القرآن والتفسير:
1- "الاتقان في علوم التفسير" 2- "متشابه القرآن" 3- " الإكليل في استنباط التنزيل" 4- "مفاتح الغيب في التفسير"5- "طبقات المفسرين"، 6- "الألفية في القراءات العشر
أما الحديث وعلومه، فكان السيوطي يحفظ مائتي ألف حديث كما روى عن نفسه، وكان مغرما بجمع الحديث واستقصائه لذلك ألف عشرات الكتب في هذا المجال، يشتمل الواحد منها على بضعة أجزاء، وفي أحيان أخرى لا يزيد عن بضع صفحات.. ومن كتبه:
7- "إسعاف المبطأ في رجال الموطأ" 8- تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك" 9- " جمع الجوامع" 10 – " الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" 11- " المنتقى من شعب الإيمان للبيهقي" 12- "أسماء المدلسين"13- "آداب الفتيا" 14- " طبقات الحفاظ
وفي الفقه ألف.
15- "الأشباه والنظائر في فقه الإمام الشافعي 16 – "الحاوي في الفتاوي" 17 الجامع في الفرائض" 18 تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع
وفي اللغة وعلومها كان له فيها أكثر من مائة كتاب ورسالة منها:
19- "المزهر في اللغة"، 20 – "الأشباه والنظائر في اللغة"، 21- "الاقتراح في النحو"، 22- "التوشيح على التوضيح"، 23- "المهذب فيما ورد في القرآن من المعرب"، 24- "البهجة المرضية في شرح ألفية ابن مالك".
وفي ميدان البديع كان له:
"25- عقود الجمان في علم المعاني والبيان"، 26- "الجمع والتفريق في شرح النظم البديع"، 27- "فتح الجليل للعبد الذليل
وفي التاريخ والطبقات ألف أكثر من (55) كتابًا ورسالة يأتي في مقدمتها:
28- "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"، 29- "تاريخ الخلفاء"، 30- "الشماريخ في علم التاريخ"، 31- "تاريخ الملك الأشرف قايتباي"، 32- "عين الإصابة في معرفة الصحابة"، 33-"بغية الوعاة في طبقات النحاة"، 34- "نظم العقيان في أعيان الأعيان"، 35- "در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة"، 36- "طبقات الأصوليين".
ومن مؤلفاته الأخرى الطريفة:
37- "منهل اللطايف في الكنافة والقطايف"، 38- "الرحمة في الطب والحكمة"، 39- "الفارق بين المؤلف والسارق"، 40- "الفتاش على القشاش"، 41- "الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض

وقد شاءت إرادة الله أن تحتفظ المكتبة العربية والإسلامية بأغلب تراث الإمام السيوطي، وأن تطبع غالبية كتبه القيمة وينهل من علمه الكثيرون. اعتزال السيوطي الحياة العامة:

قضى السيوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، كان ميدانها الحملات الشرسة في النقد اللاذع في الترجمة المتبادلة، ومن خصومه: البرهان الكركي، وأحمد بن محمد القسطلاني، والشمس الجوجري، غير أن أشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي، الذي اتهم السيوطي بسرقة بعض مؤلفاته، واغتصاب الكتب القديمة التي لا عهد للناس بها ونسبتها إلى نفسه.
ولم يقف السيوطي مكتوف الأيدي في هذه الحملات، بل دافع عن نفسه بحماسة بالغة وكان من عادته أن يدعم موقفه وقراره بوثيقة ذات طابع أدبي، فألف رسالة في الرد على السخاوي، اسمها "مقامة الكاوي في الرد على السخاوي" نسب إليه فيها تزوير التاريخ، وأكل لحوم العلماء والقضاة ومشايخ الإسلام
وكان لهذه العلاقة المضطربة بينه وبين بعض علماء عصره، وما تعرض له من اعتداء في الخانقاه البيبرسية أثر في اعتزال الإفتاء والتدريس والحياة العامة ولزوم بيته في روضة المقياس على النيل، وهو في الأربعين من عمره، وألف بمناسبة اعتزاله رسالة أسماها "المقامة اللؤلؤية"، ورسالة "التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس "

وقد تنبه بعض خصوم السيوطي إلى خطئهم فيما صوبوه إلى هذا العالم الجليل من سهام في النقد والتجريح وخصومات ظالمة، فأعلنوا عن خطئهم، وفي مقدمتهم الشيخ القسطلاني الذي أراد أن يسترضي هذا العالم الجليل الذي لزم بيته وعزف عن لقاء الناس، فتوجه إليه حافيًا معتذرًا، غير أن هذا الأمر لم يجعل السيوطي يقطع عزلته ويعود إلى الناس، ولكنه استمر في تفرغه للعبادة والتأليف. اعتزال السلاطين:

عاصر السيوطي (13) سلطانًا مملوكيًا، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم، فقد ذهب يومًا للقاء السلطان الأشرف قايتباي وعلى رأسه الطيلسان [عمامة طويلة] فعاتبه البعض، فأنشأ رسالة في تبرير سلوكه أطلق عليها "الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان"".
وفي سلطنة طومان باي الأول حاول هذا السلطان الفتك بالسيوطي، لكن هذا العالم هجر بيته في جزيرة الروضة واختفى فترة حتى عُزل هذا السلطان

وكان بعض الأمراء يأتون لزيارته، ويقدمون له الأموال والهدايا النفيسة، فيردها ولا يقبل من أحد شيئا، ورفض مرات عديدة دعوة السلطان لمقابلته، وألف في ذلك كتابًا أسماه "ما وراء الأساطين في عدم التردد على السلاطين"". ريادة ثقافية في عصر العلماء:

كان السيوطي من أبرز معالم الحركة العلمية والدينية والأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، حيث ملأ نشاطه العلمي في التأليف مختلف الفروع في ذلك الزمان من تفسير وحديث وفقه وتاريخ وطبقات ونحو ولغة وأدب وغيرها، فقد كان موسوعي الثقافة والاطلاع.
وقد أعانه على كثرة تأليفه انقطاعه التام للعمل وهو في سن الأربعين حتى وفاته، وثراء مكتبته وغزارة علمه وكثرة شيوخه ورحلاته، وسرعة كتابته، فقد اتسع عمره التأليفي (45) سنة، حيث بدأ التأليف وهو في السابعة عشرة من عمره، وانقطع له (22) عامًا متواصلة، ولو وُزع عمره على الأوراق التي كتبها لأصاب اليوم الواحد (40) ورقة، على أن القسم الأكبر من تأليفه كان جمعًا وتلخيصًا وتذييلا على مؤلفات غيره، أما نصيبه من الإبداع الذاتي فجِدّ قليل

وقد تمنى السيوطي أن يكون إمام المائة التاسعة من الهجرة لعلمه الغزير، فيقول: "إني ترجيت من نعم الله وفضله أن أكون المبعوث على هذه المائة، لانفرادي عليها بالتبحر في أنواع العلوم.آراء العلماء فيه:

قال عنه تلميذه عبد القادر بن محمد الشاذلي "الأستاذ الجليل الكبير، الذي لا تكاد الأعصار تسمح له بنظير، شيخ الإسلام، وارث علوم الأنبياء عليهم السلام، فريد دهره، ووحيد عصره، مميت البدعة ومحيي السنة، العلامة البحر الفهامة، مفتي الأنام، وحسنة الليالي والأيام، جامع أشتات الفضائل والفنون،…. وأوحد علماء الدين، إمام المرشدين وقامع المبتدعة والملحدين، سلطان العلماء، ولسان المتكلمين، إمام المحدثين فى وقته وزمانه……"
وقال عنه تلميذه المؤرخ البحاثة ابن إياس " كثير الإطلاع، نادرة فى عصره، بقية السلف وعمدة الخلف، وبلغت عدة مصنفاته نحوا من ست مئة تأليف، وكان فى درجة المجتهدين فى العلم والعمل "

وقال عنه ابن العماد الحنبلي " المسند المحقق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة
"وفاته:

رحم الله شيخنا جلال الدين، الذي كان مفخرة عصره، ومعجز من جاء من العلماء من بعده، و في منزله بروضة المقياس على النيل بالقاهرة تلقى جموع المسلمون نبأ وفاته الأليم في [19 جمادى الأولى 911ه= 20 أكتوبر 1505 م] ودفن بجواره والده.

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

مذكرات آيا كيفوجي من مسلسل ( لتر واحد من الدموع )

هااي

لكل محبي لتر واحد من الدموع

اليوم جايبتلكم مذكرات آيا كيفوجي


تشخيصي
لا أستطيع ان احدث اصوات عاليه بعد الأن.لا أعلم إذاماكانت عضلات بطني اصبحت ضعيفه او ان مساحه تنفسي اصبحت اصغرربما لان الاماكن التي اذهب اليها محدده,لكني لا اعلم ماذا اريد.لكن…أنا اريد أن افعل اي شيء.أريدان افعل اي شيء بشده لدرجه انني لم اعد اطيق هذا.يداي وقدماي اصبحوا كما لو كانوامقيدين.يألمني عندما يكون الناس لطفاء معي.
يوكوشان-أتت معي الى الحمام.لقدجعلتها تتأخر 5 دقائق.بعد ان قلت لها "انا أســــفه! أنا أســفه جدا"
غضبت مني"انني لا استطيع ان افعل الاشياء البسيطه؟وإحساسي بأنني غبيه ومكتئبه"يتراكم في داخلي الضحيه هي أنسان يملك قلب ايضا!
عدم القدره على السماع ليس سوء حظ.انه مناسب..
اريد ان اكون سعيده,يجب ان اجد شيئا استطيع ان التنافس على قدم المساواة مع أي انسان عادي.انتي لازلتي في 16.انتي لازلتي شابه لذا حاولي بجهد.
أثناء فتره الراحه,لقد اعطينا فرصه الاختيار مابين 45 من رفقاء الصف ,44 معلم لم ارد ان ابقى بعيدا لذا قررت ان اعمل عمل ملائكه .انا استطيع ان التقط النفايه الملقاه على الأرض,وايضا إغلاق النافذه.إذا عزمت عليه,استطيع عمل الكثير من الاشياء أنا على وشك ان اخسر امام المرض.
لا! أنا لن أخسر!مهما حاولت ان امثل السعاده, عندما ارى معلمتي,اختي,اخي وكل اصدقائي يمشون بشكل طبيعي,اشعر بالتعاسه.
أريد ان اشاهد شيء يؤثر على قلبي,لذا ذهبت لوحدي لأشاهد سباق (مارثون),لكن قد جعلني هذا اشعر بالكآبة أكثر.لقد احسست بشعور تعيس في التفكير ب(الركض) كل اصدقائي سوف يتركونني.لقد بدءت افهم كيف الاستفاده من جسد غير صحي.
لقد قررت ان اقراء كتابي المفضل بينما اجلس خارجا خلال الفسحه لقد حاولت ان انسخ ما استطيع من الكتاب"Hello Miss(Ojyousan Konnichiwa)," (Kusanagi Taizou). حاليا انا اقراء "I’m 20years old (Bokuwa 20sai)," (Oka Shinji) وافكر انني لن انتحر ابدا.
لا استطيع العيش بدون تفكير.لا أستطيع ان اقول بكل بساطه "اوه حسنا"
حتى المشيء..انا افكر بأفضل الطرق التي يمكنني المشي بها,او حتى الطريق الذي اسلكه يجب ان لايكون صعب علي,او حتى النظافه ايضا…انا افكر في طرق انظف بها بنفسي.
جسدي اصبح اكثرتصلبا.لا اعلم هل هو البرد ,أو ان مرضي اصبح اسوء,لكني اقع حتى لو انني امسك بشيء.لقد اصبح الوضع خطيرا لي لأذهب الى الطريق.الأن امي تحتاج الى توصلني الى المدرسه.قبل الذهاب الى العمل,تمر بالمدرسه.اتعلق على كتفها لأقف.ومن ثم تسرع الى صفي لتضع حقيبتي المدرسيه وغدائي.ومن ثم انا اشق طريقي ببطء الى الصف مرتكزه على الجدار.
بعد الانتهاء من الدرسه الساعه6 انتظر في محل الحلوى في الجهه المقابله للمدرسه.المرأه في المحل تخبرني بلطف انني استطيع حل وجباتي او القراءه.الأطفال الذين يتدربون يمرون بالمحل اثناء عودتهم.الوضع مخجل قليلا لكن يجب ان اتحمل لانه لا يوجد خيار اخر.
لقد سقطت مره اخرى عندما كنت ذاهبه الى الصف..لقد جرحت مرفقي الايمن بجروح طفيفه.
سيشان ساعدتني للنهوض.قبل ان اقل لها "شكرا" الدموع بدءت بالتساقط من عيناي ولم استطع ان اترجمها الى كلمات.
الساعاتان السوداء في محل الحلوى

الساعاتان السوداء (الوقت الذي انتظره في محل الحلوى)
شيء مخيف عندما تمر ساعاتان بينما أنا استغرق في أحلام اليقظه وأشاهد الناس يأتون وأستمع الى محادثاتهم,آآآآآه أنا أضيع الوقت.
مؤلم هو ركوب الباص الى المدرسه,لكنه يشعرني بأنني لازلت "إنسان"
كنت أمشي مع ان صديقتي كانت تساعدني إلا أنني أحسست بشخص يراقبني.
أستمريت بالمشيء بأحساس غريب.
وأستمريت بالمشي قليلا مع الشعور بعدم الارتياح عندما نظرت الى ما خلف ظهري ، سمعت صوت

"محزن مظهرها…هل هي غبيه؟"

الكرب
إمرأه بلا يدين تلد طفله بصحه جيده.تغير الحفاض وترضع طفلتها رضاعه طبيعيه بأستخدام قدميها.لست متأكده هل يفترض أن أشعر بالسعاده من أجلها,لكن القلق يحاصرني.
أحس بقدمي اليمنى متصلبه.هذا يشعرني بإحباط أصعب شيء علي هو ان امشي من فصل إلى آخر.يجب أن أستقبل المساعده من اصدقائي بالصف أو التشبث بأي شيء بينما أنا اشق طريقي خلال الممرات الطويله اوالسلالم.إنه يستغرق وقتا طويلا.لدرجه انني تسبب بتأخير أصدقائي عن الصف. وقت الغداء مشكله أيضا.الكل ينتهي من طعامه في خمس دقائق,أنا فقط احصل على لقمه او اثنتان في خمس دقائق.ليس هذا فقط بل علي ان ا أخذ الدواء ايضا.
عندما أحس بأنني لن استطيع ان انهي غدائي في الوقت المناسب.مباشرا ابتلع الدواء,ومن ثم انظر حولي,إذا رأيت شخص ما لازال يأكل ,أحاول قدر المستطاع ان اكل بسرعه.أتسأل كم من المرات انهيت غدائي فيها.
أحس بسؤء لاني لم انهي الغداء الذي حضر لي.لـــكن لايوجد وقت كافي.
عندما احاول ان ا أكل البقايا في البيت يقال لي"اعطه لكورو.تستطيعين الاكل عند العشاء"
آه ه ه ياله من هدر.غدائي كأنه ايا+كورو (ملاحظه اعتقد ان كورو هو الكلب الي عندهم بالبيت. )
يوكو شان و سي شان دائما يهبون للمساعده وكأنهم ظلالي.
"آسفه لتسبب بالمشاكل دائما"
"نحن أصدقاء ألسنا كذالك؟؟"
هذا فعلا يجعني احسن بكثير.
"الأصدقاء متعادلون" لكن ليس دائما.خصوصا في حالتي,يجب ان احمل او لن استطيع اكمال يومي الدراسي.
واخير فهمت لماذا الاساتذه يقولون لي دائما" ضعي جهد اكثر في محاوله المشيء معتمده على نفسك"
هنالك طريق واحد فقط لي.
ليس لي الحق في إختيار خياراتي.لن استطيع ابدا ان اختار ماقد يختاره اصدقائي.
إذا اقتعت نفسي بأنني سوف اختار ما قد يختاروه لن يكون لي اختياري الخاص.ورغبتي سوف تختفي.
(ملاحظه تعني في هذا التخصص بعد الثنويه)اريد ان اذهب الى مكان ما…
اريد ان اضرب شيء ما بقوه هائله,اريد ان ارفع صوتي واصرخ مثل المجنونه,ثم اقع واضحك

الى اين اريد الذهاب….
المكتبه,صاله السينما,كافيه(اريد ان اجلس في الزاويه واشرب عصير الليمون المثلج) لكن في نهايه الامر ,لا أستطيع ان اذهب ا لى اي مكان وحدي.
أحس بالشفقه,التعاسه ولا أستطيع ان افعل اي شيء لتحسينه. أنــــا فقط أبكي.
انا طفله كبيره.لكن ليس بيدي حيله الطفله الباكيه بداخلي لايمكن فصلها عني.
الأن استطيع البكاء بدون اي صوت وأنفي لن يتحول الى اللون الأحمر طلما لا اطيل في البكاء.لا شيء جيد في البكاء.انه يجعلني متعبه,وعيناي تنتفخان,وانفي ينغلق وهذا يسلب مني شهيتي…
مؤخرا اصبحت افتعل المشاجرات مع الناس.العلاقات مع الناس معقده.ليس لان هناك شيء سيء في الوضع وإنماالوضع ازداد سوء من دون ان انتبه له.
اعتقد بأنه مثل مرضي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده