السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت فكرة انشاء قسم للقصص بأقلام الأعضاء فكرة غاية في الروعة من جانب الإدارة
حيث كان في السابق عدد الأعضاء الذين يكتبون القصة بأقلامهم يكاد يعد على أصابع اليد
لكنهم ظلموا بسبب كثرة القصص المنقولة ..
ولكن أتكلم معكم بكل صراحة ولست بأفضلكم في هذا المضمار ولكن ما حبي لهذا المدونة
أن معظم ما قرأته هنا في هذا القسم يحتاج لإعادة النظر
وحتى نقف – وأنا معكم – على عتبات بداية جديدة لدراسة وفهم فن القصة القصيرة حتى يمكن حينها
أن نقيم أنفسنا وكتابتنا خير التقييم
فلهذا فكرت في وضع بعض الأفكار والمفاهيم عن فن القصة القصيرة كي نتعلم كلنا
وهي للحقيقة مجهود بعض الإخوة والزملاء في مكان آخر بالإضافة إلى تجميع بعض المقالات المتناثرة
من هنا وهناك عن القصة القصيرة ..
حيث كان في السابق عدد الأعضاء الذين يكتبون القصة بأقلامهم يكاد يعد على أصابع اليد
لكنهم ظلموا بسبب كثرة القصص المنقولة ..
ولكن أتكلم معكم بكل صراحة ولست بأفضلكم في هذا المضمار ولكن ما حبي لهذا المدونة
أن معظم ما قرأته هنا في هذا القسم يحتاج لإعادة النظر
وحتى نقف – وأنا معكم – على عتبات بداية جديدة لدراسة وفهم فن القصة القصيرة حتى يمكن حينها
أن نقيم أنفسنا وكتابتنا خير التقييم
فلهذا فكرت في وضع بعض الأفكار والمفاهيم عن فن القصة القصيرة كي نتعلم كلنا
وهي للحقيقة مجهود بعض الإخوة والزملاء في مكان آخر بالإضافة إلى تجميع بعض المقالات المتناثرة
من هنا وهناك عن القصة القصيرة ..
********************************
(1)
(1)
هذه اضاءات في دربنا لتعلم فن رائع هو فن القصة القصيرة الذي "اخذ من الشعر توترة وكثافته ومن الفن الدرامي حركته وسرعة ايقاعه" كما قال بعض النقاد
(1) كيف تتذوق القصة القصيرة : (اضاءات سريعة)
1- في البدء يجب قراءة القصة عدة مرات للتعرف الى مضمونها ومحاولة الوقوف على عناصرها وادواتها ولغة الكاتب فيها…ولا بأس من معرفة خلفية عن الكاتب تشي بمضامين قصصة ومفاهيمه وافكاره التي يعبر عنها في كتابته.
2- لنعود الان الى عنوان القصة من حيث الجدة والتركيب والابتكار والعلاقة بينه وبين مضمون القصة ؟ وادواتها من (زمان ومكان وشخصية) واتفاقه مع الجو النفسي العام للقصة ….الخ
3- تاتي جملة الابتداء في القصة : واهميتها تاتي بانها تقود القارئ الى الاقبال على القصة او النفور منها وقد تكون دليلا للحكم على اسلوب الكاتب ومنهجة …..
4- الشخصية القصصية : هل استطاع الكاتب رسم الشخصية بدقة ؟؟ بداية من اختيار الاسم وانسجام هذا الاسم مع صفات الشخصية او مستواها المادي او الاجتماعي او الثقافي وارتباطه بالبيئة او الموروث من عادات وتقاليد…وماهي وسائل الكاتب في اظهار هذه الشخصية ودرجة اقتناعنا بها وبالفكرة التي تحملها
5- الحدث : في القصة القصيرة يجب ان يكون هناك حدث رئيسي واحد حتى وان تعددت الاحداث الجزئية وهذا الحدث يجب ان ننتبه له من حيث الواقعية ومستوى معقوليته وفنية الكاتب في تجسيدة وتصويره
6- الزمان والمكان : فهل الزمان الذي يستغرقة الحدث زمن خارجي او نفسي داخلي ؟ وكيف عبر عنه القاص وهل للمكان دلالة ما في سياق القصة ؟
7-الوحدة : وحدة الهدف والحدث والانطباع فالفكرة الاساسية من القصة يجب ان تكون واضحة تماما وتستاثر اهتماما القارئ ولا تشتته وتدخله في اجواء القصة من البداية حتى اخر كلمة….الوحدة عنصر مهم جدا تظهر منه حذاقة القاص وفنيته في كتابة قصة جيدة
8-اللغة القصصية : هذا ما يميز كاتب عن اخر…..فلكل كاتب لغة قصصية خاصة به ومفردات وتراكيب يلجأ اليها …..فاللغة هي وسيلة الكاتب في ايجاد قصة ذات بنية جمالية وفنية تشي بالمضمون وتميز الكاتب في ذات الوقت.
8-اللغة القصصية : هذا ما يميز كاتب عن اخر…..فلكل كاتب لغة قصصية خاصة به ومفردات وتراكيب يلجأ اليها …..فاللغة هي وسيلة الكاتب في ايجاد قصة ذات بنية جمالية وفنية تشي بالمضمون وتميز الكاتب في ذات الوقت.
كيف تكتب قصة قصيرة
1- أول مميزات القصة القصيرة هو حجمها ، فهي لا تزيد عادة عن عشرين أو ثلاثين صفحة ، كما قد تصغر إلى أن تكون صفحة أو صفحتين ، وهذا هو الحجم المناسب للنشر في مواقع شبكة ( الإنترنت ) .او حتى في الكتب
2- ومع أهمية الحجم ، فإنه ليس الفارق الجوهري ، بل إن أهم عناصر القصة القصيرة هو الفكرة أو الحدث الذي تقوم عليه القصة ، وأهم ما يميز الحدث فيها أنه مركز وبسيط ومختصر ، فإذا كانت القصة أو الرواية تشبه الشريط السينمائي في امتداده وتتابع مشاهده ،فإن القصة القصيرة تشبه المنظر الذي تلتقطه آلة التصوير دفعة واحدة ، ومن زاوية واحدة .
3- لكي يصل الكاتب إلى هذا التركيز والتكثيف الذي تتميز به القصة القصيرة فإنه :
أ- يختار مشهداً معيناً ، أو حادثاً ، أو شخصيّة في موقف أو ما شابه ذلك من جزئيات الحياة اليومية .
ب- ثم يعطي هذا المشهد شكلاً فنيّاً له بداية ، وعقدة ، ونهاية يصلح التوقف عندها .
4- شخصيات القصة القصيرة محدودة وقليلة ، هي أحياناً شخصية واحدة أو شخصيتان .
5- والزمان الذي تمتد عليه حوادث القصة القصيرة محدود بيوم أو أيام ، وربما ساعات أو لحظات .
6- والمكان كذلك محدود ؛ لا يتعدى حدود البلد الحي .
7- والحدث الأساسي الوحيد ، أو الشخصية الرئيسية ، هو الذي يقود البناء اللغوي ،
8- وإذا استعمل الحوار فإنه :
8- وإذا استعمل الحوار فإنه :
أ- يكون مختصراً ، يطوي دلالاته ورموزه في أقل قدر من الكلمات .
ب- ويكشف عن طبائع الشخصيات وسماتها النفسية متضامناً مع الحركة الحسيّة والتحليل النفسي ، والوصف الخارجي .
9- وتنتهي القصة القصيرة عادة بلحظة التنوير ، وهي التي تمثل ختام الحادث .
10- وبقدر ما يكون الختام طريفاً ومفاجئاً ومرتبطاً بما مضى من القصة تكون روعته وتوفيقه .
11- كما أن استطاعة القارئ أن يعرف نهاية القصة قبل أن ينهي قراءتها يفسدها تماماً .
هل قرأت يوما كتابا .. وقلت في نفسك ( حبذا لو أكتب أنا أيضا قصة ؟ ) . تعالوا معي ..
لنترجم الحلم .. الى واقع .. فلست بحاجة الى كمبيوتر لتكتب القصة .. كلما تحتاجه هو ..
الإرادة .. الفكر .. الهدوء .. والورقة والقلم .. لكتابة قصة !!! مستعدون .. اذن هيــــا بنــــا …
هل قرأت يوما كتابا .. وقلت في نفسك ( حبذا لو أكتب أنا أيضا قصة ؟ ) . تعالوا معي ..
لنترجم الحلم .. الى واقع .. فلست بحاجة الى كمبيوتر لتكتب القصة .. كلما تحتاجه هو ..
الإرادة .. الفكر .. الهدوء .. والورقة والقلم .. لكتابة قصة !!! مستعدون .. اذن هيــــا بنــــا …
+++++++++++++++++++++++++++
الإلهــــــــــام
حاول أن تستلهم وتستوحي من مخيلتك أجواء القصة والأحداث . ومن المهم أن تكون الفكرة
جيدة وشائقة لنجاح القصة
..
جيدة وشائقة لنجاح القصة
..
تذكــــر
:
ابق دفتر ملاحظات وقلم في متناول يدك في أي مكان . دون دائما الأفكار التي تخطر
في بالك …. اقرأ كتبا متنوعة لتكوّن مجموعة واسعة من الأفكار التي يمكن أن تفيدك …
:
ابق دفتر ملاحظات وقلم في متناول يدك في أي مكان . دون دائما الأفكار التي تخطر
في بالك …. اقرأ كتبا متنوعة لتكوّن مجموعة واسعة من الأفكار التي يمكن أن تفيدك …
+++++++++++++++++++++++++++
البدايــــــــة
يمكنك أن تحدد مجموعة من الأفكار التي ستشكل القصة ، فترسم مخططا
واضحا عما تريد الكتابة عنه . كما يمكنك أن تبدأ الكتابة .. وتترك تطور الأحداث حسب الشخصيات ..
استوحي القصة من حادثة حصلت معك أو أمامك .. أو مع أحدهم وامزج الواقع بالخيال ..
تذكر جيدا أن لكل قصة بداية وعقدة ونهاية . ويمكنك أن تبدأ من النهاية ثم تسرد الأخبار كما حصلت ..
واضحا عما تريد الكتابة عنه . كما يمكنك أن تبدأ الكتابة .. وتترك تطور الأحداث حسب الشخصيات ..
استوحي القصة من حادثة حصلت معك أو أمامك .. أو مع أحدهم وامزج الواقع بالخيال ..
تذكر جيدا أن لكل قصة بداية وعقدة ونهاية . ويمكنك أن تبدأ من النهاية ثم تسرد الأخبار كما حصلت ..
+++++++++++++++++++++++++++
البطل أو البطلة
من هم أبطال قصتي ؟ حدد هوية كل شخصية بالتفصيل . دون الأسماء وارسم لكل شخصية
طباعها وأفكارها لتتعرف إليها عن كثب .. لتتمكن من رسم صورة محددة .. اختار الأسماء لهم ..
أو ابتكر أسماء وهمية ..
طباعها وأفكارها لتتعرف إليها عن كثب .. لتتمكن من رسم صورة محددة .. اختار الأسماء لهم ..
أو ابتكر أسماء وهمية ..
+++++++++++++++++++++++++++
قاوم التعــب
اذا شعرت بأنك مسجون داخل فكرة .. ولا تعرف كيف تعبر عنها .. أو أن قلمك عاد لا يسرح على
الورق وجفت الأفكار .. خذ قسطا من الراحة .. اخرج من المنزل .. اعمل أي شيء ..
ولكن لا تمسك كتابا !!! ولا تخف فخ النسيان .. بعد الراحة ستعود الأفكار الى ذهنك حتما …
الورق وجفت الأفكار .. خذ قسطا من الراحة .. اخرج من المنزل .. اعمل أي شيء ..
ولكن لا تمسك كتابا !!! ولا تخف فخ النسيان .. بعد الراحة ستعود الأفكار الى ذهنك حتما …
++++++++++++++++++++++++++++
القــــــــراءة
بعد انهاء القصة التي كتبتها .. اترك الفكرة بضعة أيام وانسها تماما ثم عاود قراءتها ..
ستلاحظ مجموعة من الأخطاء الإملائية .. كما أنك ستضيف تعديلات أساسية أو ثانوية على
القصة .. قد تغير مجرى الأحداث .. كذلك يمكن أن تكون دون تأثير .. ستشعر حتما بالرضى عن
النتيجة النهائية التي تحصل عليها .. ولا تبدأ القصة الثانية إلا بعد مرور وقت طويل من
الراحة والاستجمــــــــام
ستلاحظ مجموعة من الأخطاء الإملائية .. كما أنك ستضيف تعديلات أساسية أو ثانوية على
القصة .. قد تغير مجرى الأحداث .. كذلك يمكن أن تكون دون تأثير .. ستشعر حتما بالرضى عن
النتيجة النهائية التي تحصل عليها .. ولا تبدأ القصة الثانية إلا بعد مرور وقت طويل من
الراحة والاستجمــــــــام
..مصطلحات مفيدة
1- تيار الوعي (Stream of Consciousness):
اسلوب فني يحاول تسجيل الفيض التلقائي للانطباعات التي تنساب خلال عقل الشخصية القصصية او الروائية وهو يبنى على تداعي الخواطر وتشابكها مفتقدا الى المنطق والتسلسل المألوف في الحياة اليومية
2-الحدث (Action) :
يؤثر في الشخصية ويتاثر بها وثمة احداث جزئية صغيرة(even) ترتبط ارتباطا عضويا في الاغلب بالحدث الرئيسي للقصة وينمو الحدث تصاعديا سواء في زمن داخلي او زمن خارجي.
3-الحوار الخارجي (Dialogue)
:
وهو حديث يتم بين شخصين او اكثر تضمنه وحدة الموضوع والاسلوب والطابع العام، هدفه استحضار الحلقات المفقودة من الاحداث والافكار وتتجلى قيمته في تحليل الافكار والاتجاهات وفي الكشف عن اعماق النفسيات، ويجب مراعاة استخدام اللغة المناسبة للشخصية فلا يتحدث شخص بسيط التعلم مثلا بلغة فلسفية عميقة او العكس
:
وهو حديث يتم بين شخصين او اكثر تضمنه وحدة الموضوع والاسلوب والطابع العام، هدفه استحضار الحلقات المفقودة من الاحداث والافكار وتتجلى قيمته في تحليل الافكار والاتجاهات وفي الكشف عن اعماق النفسيات، ويجب مراعاة استخدام اللغة المناسبة للشخصية فلا يتحدث شخص بسيط التعلم مثلا بلغة فلسفية عميقة او العكس
4-الحوار الداخلي (Monologue)
وهو حوار يفترض ان يتم في داخل الشخصية بصوت مسموع وهو اقرب الى مناجاة الشخصية لنفسها.
5-الرمز (Allegory) :
وهو البعد الاخر للمستوى الواقعي للغة، اذ يفضل الكاتب الا يصرح بالمعنى الذي يريده مباشرة لغايات فنية او موضوعية فتغدو اللغة قادرة على الاشارة الى معنيين في الوقت نفسه، واقعي ورمزي
6-الشخصية (Character)
هي العنصر الانساني في العمل القصصي، يتفاعل مع الحدث وسائر العناصر ويؤثر ويتاثر هناك شخصية مسطحة (flat) تبقى على حالها والى شخصية نامية (Round) تنمو وتتغير بفعل ارتباطها بالاحداث وثمة شخصيات رئيسية واخرى ثانوية
لكي أكون كاتب قصة جيد .. لابد من توفر التالي:
1– أن أحمل هم التغيير في الواقع المعاش.
2- و ذو رؤية في الحياة.
2- و ذو رؤية في الحياة.
3- و بالتالي، ناقداً للواقع.
4- وهذا سيجعلني لمّاحاً لأي حادثة أو موقف يصادفني.
استوحي القصة من حادثة حصلت معك أو أمامك .. أو مع أحدهم وامزج الواقع بالخيال " الإبداع.
إقراء وإقراء وإقراء. فبالقراءة تغني عقلك بالأفكار والمناهج والأساليب. وبها تغني لغتك بالمفردات والقواعد والإملاء، وبها تتسع رقعة خيالك وتمتلئ بالصور والمجازات."
قراءة القصص و غيرها (لأكون مطلعا).
من الصعب بمكان التحدث عن فن القصة القصيرة جدا كجنس ادبي جديد نسبيا دون توفر دراسات او مراجع تناولته بالبحث والدراسة الا اننا ومن بعض القرآءات نستطيع ان نكون رأيا قد يكون اضاءة او اشارة لهذا النوع من الكتابة
فكما ان الفرق بين القصة والرواية يكمن بمحدودية الزمان والمكان وشخوص القصة وكثافتها اللغوية نستطيع القول ان القصة القصيرة جدا تمتاز عن القصة القصيرة بانها تكثفت للدرجة التي أخذت بمقاييس مختلفة لتحديد المكان والزمان فالمكان قد يتواجد تلميحا لا تصريحا أو في اطار اشارة سريعة جدا وقد نستنتجه كما قال محمود شقير* "من الفضاء الذي ترسمه القصة القصيرة جدا دون التصريح بحضورة وهذا لايعني انه غيب "
كما ان الزمان في القصة القصيرة جدا قد يصبح مركزا ومحدودا بحدود تلك اللحظة التي نطالع بها القصة الومضة كما اطلق عليها احيانا
وتجدر الاشارة الى نقطة هامة وقد تكون نقطة فارقة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا وهي الخاتمة او لحظة الانكشاف فالقصة القصيرة اعتمدت نهايات مختلفة كالنهاية المفتوحة او النهاية المفاجئة الا ان الخاتمة او النهاية في القصة القصيرة جدا اعتقد انها هي كما يقال "مربط الفرس" فيجب ان تكون مفاجئة مدهشة تحمل في طياتها عنصر المفارقة والتشويق
و اسمحوا لي ان اشبه ما تحدثة القصة القصيرة جدا في عقلية القارئ بما تحدثه السكين الحادة في الجلد ….ففي اللحظة الاولى لانغراس السكين بالجلد نشعر بسخونة الدماء الا ان ما يتبعها من الم حاد هو تماما ما يجب ان تقوم به القصة القصيرة جدا
مثال
القصة بعنوان (اختطاف) للقاص محمود شقير
اقتباس:
أحضرت الحصان إلى غرفتها، ثم قيدته من قوائمه وربطت عنقه إلى ساق السرير، وأمرته أن يكف عن الصهيل كيلا يستيقظ الجيران، فتجأر حناجرهم بالصياح والغضب، أو تذهب بهم الظنون حد اتهامها بإحضار كائنات غريبة إلى غرفتها بعد انقطاع السابلة، وانطفاء الأضواء.
أحضرت الحصان إلى غرفتها، ثم قيدته من قوائمه وربطت عنقه إلى ساق السرير، وأمرته أن يكف عن الصهيل كيلا يستيقظ الجيران، فتجأر حناجرهم بالصياح والغضب، أو تذهب بهم الظنون حد اتهامها بإحضار كائنات غريبة إلى غرفتها بعد انقطاع السابلة، وانطفاء الأضواء.
أذعن الحصان لرغبتها كما اعتقدت، ثم نامت مطمئنة فوق سريرها كما لم تنم منذ أجيال، استيقظت صباحا لم تجد اثرا للحصان ولا لسريرها الذي فرّ من تحتها تحت جنح الظلام.حدث هذا لدهشتها البالغة والباب مازال موصدا من الداخل تماما مثلما كان قبل ان ينام الحصان.
اختطاف :
القصة بإختصار تتحدث عن فتاة أحضرت حصان الى غرفتها وقيدته من قوائمة وربطت عنقة إلى السرير ونامت مطمئنة لتستيقظ فلا تجد الحصان ولا السرير ولدهشتها الباب لايزال موصدا من الداخل كما كان قبل ان ينام الحصان
الكاتب أعطانا مفاتيح للقصة لتحليلها والقاء الضوء عليها :
الحصان /الصهيل/ السرير/الباب/ النوم/ الظنون/ اتهامها بإحضار كائنات غريبة الى غرفتها……الخ
الحصان /الصهيل/ السرير/الباب/ النوم/ الظنون/ اتهامها بإحضار كائنات غريبة الى غرفتها……الخ
فالحصان يرمز للرغبة والصهيل هو ما يعتمل بصدر الفتاة من غرائز تكبتها والسرير هو المكان الذي قررت ان تئد عليه رغبتها وتقيدها لتنام مطمئنة الا ان ما حدث ان الشيخوخة داهمت الفتاة فاختفى الحصان اختفى بالضبط لان الباب مازال مغلقا من الداخل ….ولم يذعن لرغبتها كما ظنت بل فر واخذ معه سريرها ليأتي الصبح وقد اختفى كل شيء …..
1- المكان : تواجد في معناه الحميمي الخاص "غرفتها"
2- الزمان : "تحت جنح الظلام" "انطفاء الأضواء وانقطاع السابلة" هذه الكلمات تدل ان الزمان كان ليلا
3- الشخصيات : الشخصية رغم عدم الخوض في تفاصيلها فهي "انثى" من تاء التأنيت التي احتوت عليها الافعال "احضرت" قيدت" ربطت" أمرته" ….الخ كذلك نستطيع من خلال قرآءة النص ان ندرك ان هذه الفتاة غير متزوجة بل هي ارادت ان تكبت رغبتها "قيدته من قوائمه وربطت عنقه الى السرير" شخصية وجلة تتحسس اراء الاخرين دون الانتباه الى حاجاتها الخاصة "كيلا يستيقظ الجيران" ربما هي شخصية معقدة تظن انها تستطيع ان تقيد رغبتها ثم تنام مطمئنه …وكأنها وجدت الاكتفاء الذاتي بوحدتها لذا اختفاء الحصان وسريرها (لما يعنيه من انطفاء الشباب والرغبة والطمأنينه) أثارا دهشتها البالغة، فالشخصية رغم عدم الاطراد في التحدث عنها الا ان القصة قدمت لنا وصفا متكاملا للشخصية ونفسيتها من خلال الحدث الموجز والكلمات ذات الدلالة.
4-الحدث : "احضرت" ، "قيدته" ، "أمرته"، "اذعن"، "نامت" ، "استيقظت"، "فر" كل هذه الأفعال تعطينا الحدث المتصاعد في مساره حتى لحظة التنوير الاخيرة.
5- الخاتمة : "حدث هذا لدهشتها البالغة والباب مازال موصدا من الداخل تماما مثلما كان قبل ان ينام الحصان." من رأي ان هذه الفقرة الختامية مهمة جدا فلو توقفت القصة عند فرار الحصان فحسب لكانت القصة عادية اي انها لاتكشف شيئا فمن الطبيعي ان يفر الحصان (تنطفئ الرغبة) بعد ذهاب الشباب ولكن الدهشة التي اكتنفت الشخصية والباب الموصد من الداخل تماما كما كان قبل ان ينام الحصان (الكاتب ذكر نوم الحصان وليس نوم الشخصية) كل هذه الامور اتت مهمة لتضع ما اراده الكاتب في صورته النهائية ولتعطينا مفارقة مهمة وهي ان الباب المفتوح هو ما سيبقي الحصان والسرير والباب المغلق هو بالضبط ما جعل من فرار الحصان بالسرير امرا حتميا
استطاعت القصة رغم مساحتها القليلة ان ترسم بنية كاملة لقصة قصيرة جدا، تحمل مضمونا وهدفا وبنية متكاملة.
يتبع إن شاء الله