التصنيفات
قصص قصيرة

عمرُ ضائع .. وهدف لم يَتحقق!! (مشاركتي بمسابقة " أجمل قصة قصيرة 2022") قصة قصيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

هذه مشاركتي بمسابقة أجمل قصة قصيرة..
مع إني كتبتها بسرعة لأني مشغولة حيل..
أتمنى تعجبكم..
القصة بعنوان..

عمرُ ضائع .. وهدف لم يَتحقق!!

تَمعّنَتْ فِي القصرِ مِن نافذةِ السّيارة .. حيث كانَ أبيضَ اللونِ والنوافذ والأبواب قد طُلِيت بلونٍ ذهبيٍ برّاق ..

أذِنَ لها الحارسانِ عندَ البوابةِ بالدّخول..
أصبحت تتأمل القصر بحسرة , تلك الحديقة التي حُفّتْ بأجمل أنواع الورود وفي منتصفها بحيرة أسماك صغيرة , وتلك السيارات من كلِ لونٍ وشكلْ.

تحسّرتْ على ليون الذي تَحَوْلَ مِن لاعبِ كُرةٍ محتَرِف إلى جشعٍ يسْعى خَلَفَ الأموالْ ..
دخلت القصرَ وكلماتُهُ المعهودَة تَتردّدُ في ذِهنها

"ليس للصداقة أو القرابة مكان حينما يتعلق الأمر بالمال.."

يبدو أن وفاةَ زوجتِه جُوليا قد اثّرت عليه كَثيراً .. حتى أنّهُ قَدْ فَرّطَ في وصِيتِها .. ألا وهي الاعْتِنَاء بابنه الذِي لحقَ بجوليا بعدَ بِضعةِ أشهر..

نسيَ حُلمَه بِبناءِ عائلةٍ سعيدةٍ والعيشُ بسلام فقطْ , لم يطلبْ أكثرَ من هذا أما الآن فالبحرُ ينفذ قبل أن تنْفذَ متطلباتُه.

( مرحباً أختي ليا !!)


كان يرتدي بذلةً تكاد تَنطِقُ بسعرِها..
لقد أصبح بديناً يكسوهُ الشّحم , أهذا كانَ لاعبَ كرةٍ حقاً ؟! , بدَا وكأنه فِي الأربعين من عُمرهْ بينما هو لمْ يتجاوز التاسعةَ والعِشرين.

(أهلاً ليون !)

قال متصنعاً الحزن مع نبرة أسى ..


( لقد علمتُ بما حدثَ لوالدَتي!! , أنا آسف لهذا! )


ويجرُؤ على الاعتذارِ أيضاً , يبدو أنّه قَدْ نسِيَ أنّه كَانَ يَجْمَعُ الأمْوال بَينَمَا هِي مريضةٌ لا تملِكُ نصفَ تكلفةِ العِلاجْ..
أيُحدِثُها بهذهِ الطرِيقَة وهو يَعلم أن والدتهما قد ماتتْ بينَ يدَيها..
أجَابت بغضب..

(قل ما عندكَ بسرعة..)

( أووه هدئي من روعكْ , أختي العزيزة.. أريد منك معروفاً!! )

تحدّثت بسخرية..

(هل تمزحُ معي؟ )

تجاهل كلماتها وهو يعيد شعره الأشقر إلى الخلف ثم أكمل..

( لقد تسلل أحدهم إلى قصري قبل اسبوع .. وحاول مهاجمتي.. لذا فكرت في حارس شخصي يرافقني دوماً .. وبما أنك قنّاصة بارعة و.. )

صَمتَ أو بالأحرى أُجبِرَ على ذلك بَعَدَ تِلّكَ الصّفْعةِ التِي تَـلقـاها من لِيا وعَينَاهَا الخَضْراوتَان تُـشِعانِ غضباً..

( كيف تجرؤ؟, ألا يكفي أنك كنت سبباً في مقتل أمي ؟ ,, تركتنا ضحية للفقر والجوع وأنت هنا لا تكتفِ من المال , أمي التي كانتْ مستعدةً لأن تفديكَ بقلبِها و أنتَ الذي تركتَ المرضَ يفتكُ به )

أمسكتْ بحقيبتها هامةً بالمغادرة وما إن التفتتْ حتى شعرتْ برصاصةٍ تخترق صدرها ليتهاوى جسدها ببطء..

ابتسم ليون بسخرية وهو يُدخِل مسدسه..

(ما عاش من يتحدّث معي بهذه الطريقة حتى ولو كنتِ شقيقَتي..)

هَرَعَ الحُرّاسُ إلى الغُرفة بعد أن سَمِعُوا صَوْتَ عِيارٍ نَاري..

صرخ ليون ..

(ارموا بها خارجاً ! )

وعَاد إلى غرفته ليشرَبَ القَهْوة وكَأن شيئاً لم يكُن..
لم يُفكّر حتى بأن التِي قَتَلَها قَبل دقائقْ كَانت تخافُ عَلَيه أكّثَرَ مِنْ نفسِها ذَاتَ يوم , بل كان كل همه هو..

( كم سأجني غداً يا ترى؟..)

وهل كان الغدُ ينتظره أصلاً .. فقد مَات مقتولاً على يَدِ احدَى العصابات قبل أن يبلُغَ فجر الغَدّ..

هو لم يُحققِ أحلامه ..

لم يُصبح لاعب كرَّةٍ مشهور ولم يبنِ عائلةً سعيدة , لأنه أنفقَ وقته في جمع ثروته التي غادرَ بدونها ..

وهل تُبلغ الأحلام بالأموال؟

النـهـايـة

أعتذر إن كانت القصة أقصر من المطلوب ..
وأتمنى أن تلقى استحسانكم و رضاكم..
دمتم بخير.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.