هناك
ايام نطر فيها
لان نودع شخصا كان كل شئ
هناك اوقات تمر علينا
نتمني وقتها لو ان الزمن يعود للوراء
هذي خاطره
كتبها قلب مكسور جريح
اترككم مع الخاطره
هناك عند قارعة الطريق كنت أنتظرك ..
كنت أحمل في أحضاني طفلك الوحيد وهو ينادي بأسمك..
بل كنت أحمل قلبي المتلهف للقائك ورؤيتك..
كان هذا بعد عشرين يوما قضيتها في العمل..
وكانت إجازتك أسبوعا تقتضيه معي ومع عائلتك الصغيرة..
وكان هذا قبل أن يرن هاتف المنزل وهو يصرخ..
ركضت له زوجتك إعتقادا منها أنك المتصل ..
المشكلة أنك لم تكن المتصل..
بل أن شرطيا أتصل ليخبرنا بوفاتك أثر حادث مؤلم..
بسبب شابا متهور لم يقدر أن يكون خلفك ام تنتظرك..
وطفل ما زال يهتف بأسمك.. وزوجة تنتظر رؤيتك..
والأكثر من هذا أن هناك قلوب تلهفت لقائك شوقا لك..
لانه لم يقدر كل هذا أصر على أن لا تعود إلى المنزل ..
إلا وأنت محمل على الأكتاف ليتم تغسيلك ثم تكفينك ثم تسجى في التراب وسط نحيب احبابك..
بعد أن كنت انا وابنك وزوجتك ننتظرك لتعود إلينا..
سليما معافا تمشي برجليك لتحضن طفلك ..
وتقبل رأسي وتسلم على زوجتك..
ولكن حدث ما حدث..
وشاءت الأقدار أن تذهب بعيدا بعيد إلى التراب..
كان هناك شيء يشغلني..
بأي لغة يفهم الأطفال الموت؟!
فطفلك لا يزال يبحث عنك..
يسأل عنك أمه التي ترملت..
ويسألني عنك يسأل كل من كان يعتقد بأن له صلة بك..
أبني الوحيد:
لم أعتقد بأن يأتي ذلك اليوم الذي يتفطر فيه قلبي بالحزن بسبب فقدك..
لم أتوقع بأن يموت فرحي برؤيتك أمامي بداخل قلبي..
لم أستوعب بأن لا أراك تقبل رأسي كل صباح..
دائما تختلسني صورة أم تحمل بين أحضانها طفلها الوحيد..
وهناك من بعيد يظهر باص المدرسة..
كانت تودعه لانها لا تعلم هل سيعود إليها كما رحل..
ولكنها اليوم ودعته على امل الا تلقاه في الدنيا بل في جنات النعيم..
بني..كم هو صعب الوداع الذي لا يحمل إلا الحزن..
وكم هو صعب نسيانك كما هو صعب بالنسبة لابنك الوحيد وزوجتك..
بني..اليوم كبر أبنك بلغ من العمر ما يقارب خمس سنين..
صورته تذكرني بك حينما أطفئت شمعة عيد ميلادك..
ولكنك سقيت شجرة حبك في أعماق قلبي كي تستمر بالنمو..
أبنك سيظل في قلبي وفي عيناي ..سأرعاه كما رعيتك..
سأربيه كما ربيتك ..
أبنك طفلي الوحيد الذي لم أنجبه ..
ولكني أرضعته من شجرة حبي لك..
اليوم رفعت أكفة الضراعة إلى ربي وخالقي..
يا ربي أعني على تربية فلذة كبدي تربية صالحة..
ودعوت لك بالرحمة والمغفرة وبأن يجمعني ربي معك في جنات النعيم..
مع خالص حبي:
أمك الحنون