الموالاة والمعاداة
خطبة الشيخ / أحمد فريد
إن أكبر قضية عليها أدلة في كتاب الله عز وجل بعد الأمر بالتوحيد ونبذ الشرك – قضية "الموالاة والمعاداة"؛ فقد أمر الله عز وجل بموالاة المؤمنين حيث كانوا وأين كانوا، وأمر الله عز وجل بمعاداة الكافرين والمنافقين حيث كانوا وأين كانوا، وهذه القضية – عباد الله – عليها كثير من الأدلة.
والموالاة: معناها المحبة والقرب، والمعاداة: هي البغض والبعد.
فأولياء الله عز وجل هم الذين يحبون الله عز وجل، ويتقربون إليه بالأقوال والأعمال والنيات، وقيل: هي المحبة والنصرة، والنصرة هي نوع من القرب، فتكون المحبة والقرب – كما عرفها شيخ الإسلام – أشمل وأعم، فموالاة الله عز وجل محبة الله عز وجل، والتقرب إلى الله عز وجل بما يحبه الله عز وجل من الأقوال والأفعال والنيات، وعكسها المعاداة، وهي البغض والبعد.
والذين هم أبعد الناس عن الله عز وجل من الكافرين والمنافقين – فهم الذين يتبغضون إلى الله عز وجل بالمعاصي وبالشرك وبالنفاق.
فعكس الموالاة المعاداة، أمر الله عز وجل بموالاة المؤمنين، وكل من ثبت أنه ولي الله عز وجل يجب على الناس أن يوالوه؛ أي يجبوه وينصروه، وكل من ثبت أنه عدو الله عز وجل يجب على الناس أن يعادوه.
وهذه المعاني – عباد الله – غابت عن أمة الإسلام؛ فصاروا يوالون أعداء الإسلام من اليهود والنصارى، وصارت محبتهم لأهل الفن وأهل الفسق!
أين حبهم لله عز وجل؟ وأين نصرتهم لله عز وجل؟ أين ولاؤهم للمؤمنين؟ أين محبتهم للعلماء العاملين؟ أين محبتهم لأهل الالتزام بالشرع المتين؟!!
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: ((مَنْ عادى لي وليًّا؛ فقد آذنته بالحرب))؛ إنه كان محاربًا لي بمعاداته وليًّا من أوليائي، فكل من علم أنه ولي لله تجب موالاته.
التصنيفات