بسم الله الرحمن الرحيم
من جملة ما فرض الله علينا التحذيرُ من أهل الضلال ِ وذلك عملا ً بقوله ِ تعالى {كُنتُم خَير أمة ٍ أُخرجت للناس ِ تأمُرُونَ بالمعرُوف وتَنْهَونَ عَنِ المُنكَر} وفي الحديث الصحيح الثابت [مَنْ رأى منكم منكرًا فليغيره ُ] أي اذا استطاعَ، وبما ورد عنه صلى الله عليه وسلم [حتى متى ترعونَ عن ذكر ِ الفاجِر ِ اذكروهُ بما فيه حتى يحذرهُ الناس] رواهُ البيهقيُّ والحديثُ الاول رواهُ البخاريّ وفي قوله عليه السلام [اذكروه بما فيه] دليلٌ على جواز ِ ذِكْر ِ المُحَذر ِ منه بعينِه ِ والعلّة ُ في ذلك بيّنها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقولهِ [حتى يحذَرهُ الناس] اي ليخفَّ ضررُهُ.
ومِنَ الغلط ِ الشنيع ِ قول بعض الجهّال عن التحذير من أهل ِ الضلال ِ بذكر اسمائهم هذا تفرقة ٌ للاٌمّة ِ إنما يكون هذا التحذير لمصلحة الامة فإما أن ينكفَّ هذا الانسان عن فسادِه ِ وإِما أنْ يكُفَّ الناسُ عن الاصغاءِ اليهِ. وقد ثبت في صحيح البخاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن اثنين يعيشان بين المسلمين [ما أظنُّ أنَّ فلانًا وفلانًا يعرفان ِ مِنْ دينِنا شيئًا]. وثبت أنهُ لمّا نزل الوحيُ على رسول الله بأسماءِ المنافقينَ صارَ الرسولُ يناديهم بأسمائهم [يا فلانُ بن فلان أخرجْ منَ المسجدِ أنك منافقٌ]. وعلماءُ مصطلح ِ الحديث كلهم استحسنوا أن يذكر الرواة بما فيهم لمصلحة معرفة صحَّة ِ الحديث من ضَعْفِهِ فكانوا يقولونَ فلانٌ لا يُساوي فلسا ً وفلانٌ ليس بشىءٍ. قال الامام الشافعيّ [الرواية ُ عَنْ حرام ٍ حرام]. وحرامٌ هو حرامُ بنُ عثمانَ كان يروي الحديث ويكذب. وقال الامامُ مالكٌ في بلدّيِهِ أي الذي هو من بلده مُحمّدِ بن ِ اسحاقَ [إنه كذّاب]. كلُّ هذا لِتحذيِرِ الناس، وثبت في صحيح مسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [مَنْ غشَّنا فليسَ منّا]. أي ليس على طريقتنا ونَهجِنا. ولهذا حذر الشافعي من حفصٍ الفرد أمام جمعٍ وقال لهُ [لقد كفرتَ باللهِ العظيم]. رواهُ البيهقي في مناقب الشافعي وروى الحافظُ الخطيبُ البغداي في تاريخ دمشق أن الإمام الأوزاعي قال لِغيلان أبي مروان الدمشقي المُعتزلي بعد أن ناظرهُ أمام الخليفة هشام ابنِ عبد الملك وكسرهُ [لقد كفرتَ باللهِ العظيم]. وقال الإمام أحمد [الواقدي ركنُ الكذبِ] قال أبو حاتم البُستي كتاب المجروحين 1/21 [فهؤلاء أئمةُ المسلمين وأهلُ الورعِ في الدين أباحوا القدحَ في المحدثين وبينوا الضُعفاء والمتروكين وأخبروا أن السكوتَ عنهُ ليس مما يحلُ، وأن إبداءهُ أفضلُ من الاغضاءِ عنهُ وقد تقدمهم فيهِ أئمةٌ قبلهم ذكروا بعضهم ,وحثوا على أخذِ العلمِ من أهلهِ] ا.هـ فعملاً بالنصيحةِ التي أمرَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحديثهِ [الدينُ النصيحة] يجبُ علينا أن نحذر من الكتُب التي تحوي الضلال ومن الألفاظ الشنيعةِ التي شاعت على ألسنة الناس ومن أهلِ الضلال.
قال ابن حجر في إيضاح المناسك عن ابن تيمية [ولقد كفّره كثير من العلماء ويكفيه كفرا أنه جعل نوع العالم أزلّيا مع الله كما نصّ على ذلك في سبعة من كتبه:منهاج السنة النبوية وتفسير سورة الأعلى ومجموع الفتاوى ونقد مراتب الإجماع وشرح حديث النزول وشرح حديث عمران بن حصين وموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول وقد حبس بإجماع العلماء وولاة الأمور]
وقال الحافظ أبو زرعة العراقي [إن ابن تيمية خالف الإجماع في مسائل قيل إنها تبلغ ستين مسئلة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع وقد جعل الله محلا لقيام الحوادث ووصف الله بالجلوس على العرش وهو أول من حرّم السّفر بقصد زيارة قبر النبي فوجب التحذير منه إجماعا]
جاء في كتاب موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لابن تيمية، الطبعة الاولى الكاملة (دار الكتب العلمية) صفحة 100 السطر (11) يثبت ابن تيمية ان الله جسم على زعمه والعياذ بالله. وبنفس الكتاب الجزء الأول صحيفة 291 يقول ما نصهُ [فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عينُ الحادث] إ.هـ ثم قال [بل يكونُ الحادث اليومي مسبوقاً بحوادث لا أول لها] إ.هـ وهذا من أشنع الكفر لأنه أثبت أزلياً سوى الله فأشرك بذلك بالله وقد كذب بذلك القرءان والحديثَ والإجماع والعقل. وفي نفس الكتاب من نفس الجزء صحيفة 344 يقولُ ابن تيمية [فالله الحي القيوم القابض الباسط يتحركُ إذا شاء] أ.هـ فانظروا كيف شبه ابن تيمية رب العالمين بالخلق ووصفه بالحركة فالحركة صفة الجسم لأن معناها انتقال الجرم من مكان إلى آخر والحركةُ ضدُ السكون فهما متعاقبان والمتعاقبان حادثان فيكونُ ابن تيمية جعل الله حادثاً.
ويقول ابن تيمية في كتاب الفتاوى الكبرى [الدليل على ان الله في السماء قول النصارى في الانجيل ابانا الذي في السماء]. وبنفس الكتاب يقول [الملائكة أعوان الله]. وفي كتاب شرح حديث النزول في الصحيفة رقم 217 يقول ابن تيمية [وابوكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم]. والعياذ بالله من شِركِهِ (عقيدة النصارى) هذا دين ابن تيمية الذي يسمونه زُورا شيخ الإسلام والعياذ بالله. وهذا ابن القيم ينقل عن عن شيخه ابن تيمية في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح قوله [بفناء النار و إنه لا يبقى فيها احدا]. انظر صحيفة (310-311-312-313)
ويقولُ ابن تيمية في كتابه الذي سماهُ بيان تلبيس الجهمية في صحيفة 573 مانصهُ [فأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش يجدونهُ يثقل عليهم فيسبحهُ الذين يحملون العرش وذكر الخبر القاضي فقال اعلم انه غير ممتنعٍ حمل الخبر على ظاهره وأن ثقلهُ يحصلُ بذات الرحمن إذ ليس في ذلك مايحيل صفاته] ا.هـ وهذا من أشنع الكفرِ جعل الله جسماً يثقلُ والعياذُ بالله.
وقد دأب المشبهة المجسمة نفاة التوسل على اعتبار ابن تيمية إمامهم وسموه شيخ الاسلام زوراً وبهتاناً فإن ابن تيمية هذا لم يكن من السلف لا زماناً ولااعتقاداً ولا قالاً ولا حالاً فإنهُ توفي في سنة سبعمائة وثمانٍ وعشرين للهجرة. وقد ثبتَ في الحديثِ الذي رواهُ الحافظ ُ ابن حجر وغيره بإسنادٍ حسن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال [إذا أصابت أحدَكُم عرجة ٌ في فلاة ٍ مِن الارض ِ فليناد ِ أعينوا عبادَ الله] فلو كان نداءُ غيرِ الله ِ كنداء ِ الغائب ِ شركا ً لما كان الرسولُ صلى الله عليه وسلم ليرشدنا إلى هذا. وروى البخاريُّ في الادبِ المفردِ أن عبدَ الله بنَ عمر لما خدِرَت رجلُهُ أي تعطلت عن الحركة قيل اذكر أحبَّ الناس ِ إليك، فقال ( يا محمّد) فكأنما نشط من عقال ٍ فتعافى فورًا، وهذا الأثرُ عن ابن ِعمرَ رواه ابن تيمية الحراني في كتابِهِ المسمى الكلم الطيّب: باب في الرِّجل ِ إذا خَدِرَتْ عن ِ الهيثم ِ بن حنش قال: خدرت رجلِ عبدُ الله ِ بنُ عمر فذكرَ الحديث. فهذا استحسانٌ مِنْ ابن تيمية لقول ِ ابن عمرَ يا محمّد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيُقال ُ للوهابية: تكفرونَ من قالَ يا محمّد وتسمّون ابن تيمية شيخ الاسلام وقد استحسنَ هذا، فهل تحكمون عليه باستحسان الكفر أو على ابن عمر أم ترجعون إلى الصواب وهو أنه من قال يا محمّد لا يكفر وليس عليه معصية ؟!!
ثم تكفيرهم لمن يقول يا محمّد ينعطفُ تكفيرًا على الصحابة، وقد ثبتَ أنَّ أبا بكرٍ أرسلَ جيشاً لقتال المرتدينَ بعد وفاةِ الرسول وعلى رأسِهِم خالدُ بنُ الوليد وفيهم علي بن ابي طالب وغيرهما مِنَ الصحابة وكانَ شعارهم في المعركة يا محمّداه. يا محمداه معناه أدركني يا محمّدُ بدعائك الى الله، فلو كان مخالفاً للشرع هل كان أولئك الأكابر يفعلوه، وقد روى ذلك غيرُ واحدٍ مِنَ الحفاظِ كالحافظِ المجتهدِ محمّدُ ابنُ جرير الطبري في كتابِ التاريخ، والحافظ ابنُ كثير في البداية والنهاية. فمشبهة ُ العصر ليسوا مع السلف بل كفروا السلف والخلف، ودينُهم هذا دين ٌ جديد ظهَر منذ ُ نحو مائتين وسبعينَ سنة وكلّ المسلمين على خلافِ ما هم عليه، والمسلمونَ الآنَ تجاوزَ عددهم المليار ونصف المليار، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفرقة ِ النَاجية وهم الجماعة، وفي رواية وهم السوادُ الأعظم رواها ابن حبان والسوادُ الأعظم ليسوا المشبهة وليسوا الذين يكفرون المتوسلين بالأنبياءِ والأولياءِ والمتبركين بهم
ثم انظر يا طالب الحق ومريد الهدى والصواب حقيقة محمد بن عبد الوهاب من صاحب كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة الذي ترجم نحو ثمانمائة عالم وعالمة من المذهب الحنبلي حيث يقول في ترجمة عبد الوهاب [هو والد محمد صاحب الدعوه التي انتشر شررها في الآفاق وكان عبد الوهاب يقول ياما سترون من محمد من الشر فإنه كان لا يرى كلام عالم قط متقدما ولا متأخرا إلا كلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية فإنه كان يرى كلامهما نصا لا يقبل التأويل وكان يرى كفر من خالفه ويستحل دمه وكان له أخ يسمى الشيخ سليمان ألف ردا عليه سماه فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب فلما علم محمد بذلك أراد قتله فأدخل عليه مجنونا بيده السيف وكان الشيخ سليمان في المسجد وحده فلما رآه المجنون قال يا سليمان لا تخف أنت من الآمنين, قال :ولا شك أن هذا من الكرامات فسلمه الله منه] أ.هـ
هذه عقيدة ابن تيمية وابن قيم الجوزية واتباعه المشبهة المجسمة الوهابية نسبة لمحمد بن عبد الوهاب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نجد الحجاز [هناك يطلع قرن الشيطان]. وكان عليه الصلاة والسلام في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها وأشار بيده الشريفة الطاهرة الى جهة المشرق وقال [هناك يطلع قرن الشيطان]. اي فى نجد الحجاز