فراق الأحبابِ
أماه ضاق عليََّ الفضاءُ بوسعهِ
والدمعُ جفَ بمقلتي وكواني
أعيش العمر غربةً بعد غربةٍ
ولم أجد من في الكونِ واساني
النوم فارقني وأرق مضجعي
بُعدُ الحبيب والشوق قد أضناني
وحيدٌ أنا أماه والبُعد يقترب
بذكرى الحبيب ولوعةِ الحرمانِ
أُناجي الموت ليلةً بعد ليلةٍ
والموت يخذلني ويتركني لهواني
فترفقي أماه عند الموتِ لحظةً
وضمي الى صدرك نعشاً حواني
وتذكري أماه يوما أنني
كنت الغريب بين رعشة الحرمانِ
فقلبي كماءِ النبعِ صافٍ
يعطي الحياة لمن يريدها وهو يعاني
وقد احببت كل الناس ولم
أقترف أي ذنبٍ بحق الأقدارِ
أما الحياة فكانت لي منبعاً
وما يسقيني سوى بطعم الأحزانِ
أماه لحدي الحزين لديك أمانةً
فإزرعيه وروداً وأشجارِ الريحانِ
حتى إذا مر الحبيبُ بقربهِ
يشتمُ مني ما كان عليه يهواني