الدكتور "محمد سيد طنطاوي" يرد على "شيخ الأزهر"
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلقد تداولت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية واقعة أمر "شيخ الأزهر" لـ"طالبة أزهرية" في الصف الثاني الإعدادي، ونص الخبر كما جاء في مواقع الاخبار
شيخ الأزهر للطالبة المنتقبة: "النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب أو بعيد، وبعدين أنت قاعدة مع زميلاتك البنات فقط في الفصل لابسة النقاب ليه؟"
الطالبة -بالصف الثاني الإعدادي- تمتثل لأمر شيخ الأزهر وتخلع النقاب.
شيخ الأزهر -81 عامًا-: "لما أنت كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟!".
المدرسة: "الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد؛ لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل."
شيخ الأزهر للمدرسة –منفعلا-: "قلت إن النقاب لا علاقة له بالإسلام وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي."
شيخ الأزهر: "سأصدر قرارًا رسميًا بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد، ومنع دخول أي طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية النقاب."
.
وقد وجدت أن أفضل تعليق على تلك المناظرة غير العادلة هو أن أستعين بكتب شيخ أزهري يُدعى الدكتور "محمد سيد طنطاوي" كانت رسالة الدكتوراة الخاصة به عن اليهود،
وله تفسير ميسر للقرآن
ولحسن الحظ أنه يدرَّس في المعاهد الأزهرية يسمى بـ"التفسير الوسيط"،
ومما جاء فيه في تفسير قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) ما يلي:
"وقال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد
في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر،
بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، (ما ظهر) على هذا الوجه مما تؤدى إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه.
قلت -أي القرطبي-: وهذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما، عادة وعبادة، صح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما.
يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة، أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال : (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا) وأشار إلى وجهه وكفيه.
وقال بعض علمائنا: "إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك ".
هذا، وفى هذه المسألة كلام كثير للعلماء فارجع إليه إن شئت."
انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
وقال الدكتور طنطاوي في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59) :
"وقوله: (يُدْنِينَ) من الإِدناه بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعلى. وهو جواب الأمر، كما في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ)
(إبراهيم:31) والجلابيب:جلابيب: جمع جلباب،
وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يأيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن،
فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترا تاما،
من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدا عن مكان التهمة والريبة." انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
.
.
ودكتور "محمد سيد طنطاوي" صاحب "التفسير الوسيط" الذي مال إلى قول من يقول بوجوب ستر وجه المرأة في موضع لا سيما إن كانت جميلة، وذكره قولا واحدًا دون أن يشير إلى الخلاف في موطن آخر، ليس هو بالذي يناظر فتاة صغيرة مدعيًا أن "النقاب عادة لا علاقة لها بالدين".
إذن فلنفترض أنهما شخصان فقد أحدهما يوم تولى الأخر منصب الإفتاء ومن بعده مشيخة الأزهر، ولكن الأول ممثل حقيقي للأزهر وللعلم والعلماء وغير خارق لإجماع الأمة ولا خارج من منهجها.
هذه إجابتنا نيابة عن الفتاة وعن مدرستها اللتين ربما منعهما الحياء أو غيره
عن الرد على شيخ الأزهر ليبينوا له
أن القول بمشروعية النقاب هو قول كل العلماء الذين يفهمون في الدين وفوق هذا يخافون من رب العالمين، وأن الخلاف بينهم محصور في درجة مشروعيته هل هي الاستحباب أم الوجوب؟ وأن القول بأن النقاب عادة دخيلة هو قول دخيل على الأمة وعلى فقهها، وشاهدنا على ذلك تفسير الدكتور "محمد سيد طنطاوي" نفسه.
فرفعت يديها إلى السماء قائلة "ربنا ما يكتبها عليّ"، وأطمئنك أن هذه المرأة وجواريها التي يمثلن في أفلامها يحتجن إلى أن تأمرهن بالحجاب والنقاب و ليسوا قليلات الحظ من الجمال كالبنت الصغيرة التي رأيت فضيلتك أنها ليست جميلة!
وإن كانت شهادتك قد تكون فيها نظر في هذا الباب إن كان علمك بالجمال من نفس جنس علمك بالدين الذي زعمت أنك تفهم فيه أكثر من "اللي خلفوها" مع أنه من الوارد أن يكون أبويها قد أتيا بهذا العلم الذي تراه فاسدا من كتاب "التفسير الوسيط" الذي يقرره الأزهر على طلابه وهو للدكتور "محمد سيد طنطاوي" سالف الذكر.
– في ديارنا يا شيخ الأزهر تمنح وزارة الثقافة جوائز الدولة التشجيعية لمن يقول "أن الإسلام لم يكن إلا حركة سياسية وضعية" وهو كلام ثار له كل أحد إلا مشيخة الأزهر!
– في ديارنا يا شيخ الأزهر مدرس يهتك عرض 18 تلميذة من تلميذاته في مثل عمر الفتاة التي واجهتها ولا نظن أنهن يفقنها جمالا، ولكنها النار إذا وضعت بجوار الهشيم، والذئب إذا استودعت عنده الغنم، والرائد إذا كذب أهله فأوردهم المهالك ولم ينصح لهم، وعلم المصلحة فلم يأمر بها، وعلم المفسدة فلم ينه عنها!
– في ديارنا يا شيخ الأزهر أخطاء و أخطار تحتاج مثل هذه الوقفات الجريئة، والمناظرات التي تسكت الجاهلين وترد على المشغبين وتنزع البرقع الذي يخفى وجوه الطاعنين في الدين عن الناظرين.
– في ديارنا يا شيخ الأزهر عادات وعادات وبدع ومحدثات ومعاصي ومنكرات تحتاج إلى تلك الوقفة الشجاعة!
ونحن منتظرون !!!!
وأما الفتاة الصغيرة فعذرا إذا ما دفعنا إليها كتاب "التفسير الوسيط" لكي تعلم أن النقاب ليس عادة إسلامية دخيلة ولتستر وجهها عن أعين الناظرين ولتحافظ على حيائها في أعلى ما يكون.
فيا ابنتنا العزيزة التي لا أعرف اسمها ولا اسم والديها -ولكن الله يعرفهم-: لا أملك إلا أن أدعو الله لك أن يجعلك الله قرة عين لهما في الدنيا والآخرة وأن يزينك بزينة الإيمان.
ابنتنا العزيزة:
:: الحوار ::