الجزء السادس رثاء أحلام ..للشاعر محمد علي ..رحلت زهرتي

لم تكن أحلام تملك أحلاما فردية لنفسها ،بل أحلاما جماعية ..منذضغر سنها كانت متفوقة جدا كبقية شقيقاتها وأشقائها ،لكنها كانت تملك بجانب التفوق الدراسي روحا تواقة للحياة ، تحب الحياة بشتى أنواعها من ألعاب بريئة(منزل باربي كاملا) لعلاقات أسرية وواجبات وحفلات مدرسية ، تحب أن تفاجئ شقيقاتها بالهدايا الباذخة ،لم يكن المال يعني لها شيئا ، ولو أن شوارع عاصمة الأردن الغراء عمان نطقت لتكلمت عن النزهات الطويلة التي كانت تشهدها أحلام مع والدها تاركة والدتها بالمنزل كبقية نساء عالمنا الشرقي حيث تحرق نفسها من أجل أولادها، فلا وقت لديها ، فتظهر أحلام تلبي رغبات والدها ويلبي لها رغباتها ،فكلاهما يراعيان الآخر بحب ومودة ،تبحث هي عمن يرضيه، ويبحث هو عمن يسعدها ..علاقة سامية ،استعجلت الأسرة كلها متى تتخرج أحلام من الثانوية وكانت هي أشد عجلة منهم ، وكأنهم يسابقون الموت والمنية ورب أمنية جلبت منية ، لتظهرالنتائج بنجاح مميز ، ويأتي ملك الموت حاملاأكفانا طاهرة لتزف أحلام كصبية ندية زهرة قد تفتحت للتو ، لتخطف احلام فجأة ، وهي بكامل صحتها وفرحتها ,,لتذهب هناك حيث رحمة الله الواسعة ..كان صبر الأم كبيرا وتجلدها عظيما ..بينما كانت رقة عواطف ذلك الشاعر تتأرجح بين الإيمان القوي بالله وبقدره ورضائه ، وبين شوقه لتلك الصبية الندية ، وتغلب في أبيات ذلك الشاعر روحانات إيمانية بعد زفرات الألم والحزن لتبدده ، ظل ينشد لها الأشعار كثيرا .. رحمك الله يا أبا لؤي ورحم أحلام رحمة واسعة

إلهام بدوي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده