كانت تمشي الهوينى وتخضع للأمر وهي خلفه , لا بأس , فلا ضير من ذلك إلى أن يتذكر أنها كانت تمشي معه , فيلتفت ببرود ليقول لها : خطواتك متثاقلة , لماذا؟ تضحك وتجيب : لأني امرأة وأنت رجل , ولأنني أحمل الصغير بين يدي وأنت تمشي فارغا ً فهل نتساوى؟!!!
أنجبت عدة أولاد… وأرضعتهم , سهرت الليالي عليهم وأنت نائم , أهدهدهم لكي لا تستيقظ على بكاءهم , فهل نتساوى؟!!
استيقظت مع الفجر , أجهزهم للمدارس , أعلمهم , اعمل ما فاتني من ليل أمس , أخيط لهم ما فتق من صداريهم , أعمل لهم الصندويش وأقبلهم قبل ذهابهم , فماذا تعمل عندما تسستيقظ تذهب إلى عملك , وأبقى في البيت وأنا لا أشرح لك ماذا أعمل , فأنت تعرف ولكنك لا تسأل وتستغرب , ثقيلة الخطوات؟؟؟!! لماذا ؟!!
أنا أستقبلهم عند عودتهم , أطعمهم , أنتبه إلى دروسهم , أربيهم , وأنت تتعب نعم , ولكن قدر لي تعبي أيضا ً وشاركني.
لا يهم .. أنا امرأة وأنت رجل , أمشي ورائك ولتمشي أمامي فلا يضيرني , تنتشلني يدك من وسط الزحام فلا يلكزني أحد ولكنك لا تبرر لي آخر دفعة كادت توقعني فتقول آسف , انا خلفك لأنني امرأة شرقية وفي الأساطير كانت عشتار ربة الكون بالجمال والخصب إلى أن أتى مردوخ فأضاع سدة حكم المرأة وشطرها نصفين , الأول في السماء والآخر في الأرض مؤسسا ً لذلك لمجتمع ذكوري , فهل حان الوقت لنثأرمن مردوخ ونعيد العرش والعرين؟
لا يعمر الكون بالتناحر , فإن مشيت خلفك أو مشيت إلى جانبك فهذا لا يعني أني أقل قيمة منك , وأن الأرض التي تمشي عليها تهتز , وأرضي تخفس من تحت قدمي وتبتلعني , إنما عرشنا واحد وملكنا واحد , لكن إن مشيت تيها ً وكبرا ً كأنك السيد الأكبر , فلا والله لا أتبعك رغم كل القوانين التي تنظمك رجلا ً وحقوقك أكثر من حقوقي.
خلق الله المرأة من ضلع الرجل لكي تكون قريبة من قلبه ولم يخلقها من رأسه كي لا تكون أعلى منه , ولا من خلفه كي لا تكون ورائه , بل من ضلعه لتكون جنبه وتحت حمايته وقرب قلبه ومساوية له.
أتمنى الاعتبار من كل الرجال.
هام : مفتوح للمناقشة الجادة الساخنة بكل صراحة.
زهر